رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناجح بدرجة شهيد.. أسرة عرعراوى تروى لـ"الدستور" كيف حصل على 90% بالثانوية بعد استشهاده؟

مجدى عرعراوي
مجدى عرعراوي

اغتالت رصاصة قناصة الاحتلال الإسرائيلي أحلامه وقتلت فرحته قبل أن يصل لها، مجدي عرعراوي شاب فلسطيني من مخيم جنين استشهد خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على المخيم.

"عرعراوي" شاب في الصف الثالث الثانوي الصناعي، يبلغ من العمر 17 عامًا، استشهد عقب انتهاء الامتحانات بأسبوعين برصاص قناص إسرائيلي بالقرب من منزله في المخيم.

ظهرت نتيجة عرعراوي أمس وحصل على مجموع 90.4%، كانت نتيجته ستحقق حلمه في الالتحاق بكلية هندسة إلكترونيات.

التقى "الدستور" بأسرة الطالب الشهيد مجدي عرعراوي من مخيم جنين، للتعرف على مزيد من التفاصيل وكيف استقبلوا خبر نجاحه ولم يعد موجودًا إلا بروحه.

قالت فرح عرعراوي شقيقة الشهيد: "نحن أربعة إخوة، ومجدي الأخ الأصغر، توفى والدنا وهو صغير بالسن كان يتيمًا لم يعرف حنان الأب، ولذلك كان المدلل لدينا جميعًا، وصفته بأنه كان خجولًا مؤدبًا ويملك ذكاء وسرعة بديهة كبيرة جدًا".

شقيقته: ذهبنا للمقابر حتى نخبره بنجاحه وتفوقه 

وتابعت: "استشهد مجدي في الثالث من يوليو الجاري، خلال اجتياح الاحتلال لمخيم جنين، في البداية أصيب صديقه أمامه، وذهب بصحبة نجل عمه حتى يسحبوه ويسعفوه سريعًا، لكن كان للقناص اليهودي رأي آخر، إذ أطلق النار على مجدي ثلاث مرات، أول رصاصة أصابته بفخذه، والثانية أصابته في رقبته، والثالثه في بطنه وظل ينزف 40 دقيقة ولم تسمح قوات الاحتلال بدخول الإسعاف لإسعافه"، مضيفًا "أن نجل عمها أصيب برصاص القناص حين كان يحاول سحب شقيقها وفقد بصره وحتى الآن يقبع في المستشفى بحالة خطرة".

وأضافت عرعراوي في تصريحاتها لـ"الدستور"، أن شقيقها أنهى امتحاناته قبل استشهاده بأسبوع فقط، مشيرة إلى أنه كان يحكي أنه مبسوط  لأنه أتم امتحاناته بشكل جيد جدًا، وكان ينتظر النتيجة حتى يحقق حلمه في الالتحاق بدراسة هندسة الإلكترونيات، مشيرة إلى أنه كان متوقعًا نتيجة بدرجة عالية.

وتابعت عرعراوي بصوت تملؤه الدموع: "يرضى عليه يا رب كان الكل بيعرفه باسم أبوصلاح كان شهيدًا وسميناه على اسمه، ونال حظه أيضًا واستشهد مثله، كل الصفات الحلوة كان مجدي له النصيب الأكبر منها، وقبل ما يستشهد صلى الضحى وما زعل حد بحياته كلها، كانت كل الناس تحبه".

وحول تلقيهم خبر نجاحه، قالت عرعراوي: "تلقينا خبر نجاح شهيدنا بمثل ما تلقينا خبر استشهاده، كنا نعرف أنه ناجح، ولكن جاءت الفرحة مكسورة ومنقوصة لأن غادر الدنيا كلها، والدتي تعبت كثيرًا بعدما قررنا الذهاب للمقابر لإخباره أنه نجح بتفوق مثلما خطط وكتب في ورقه على مكتبه، قائلة "رحنا نبارك له ونخبره أنه نجح وجاب علامة".

نجل عم الشهيد: كان يحلم بالانتقال لمنزل مستقل بصحبة والدته والالتحاق بالهندسة

فيما قال محمود عرعراوي نجل عم الشهيد، مجدي كان خجولًا جدًا ومحترمًا ويحب الناس والناس تحبه، كان يحلم أن يدخل كلية هندسة إلكترونيات، وينجح بحياته ويقدر يعيش هو وأمه ببيت مستقل هو يشتريه لوالدته ويسعدها بكل ما تحلم به، خاصة أن والده توفي قبل 6 سنوات عقب إصابته بالسرطان.

وأضاف عرعراوي أن نجل عمله استشهد وشقيقه أصيب في اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي على المخيم بالقرب من منزلهم، وحتى الآن شقيقه يعاني من فقدان البصر والذاكرة نتيجة إصابته بالرأس والعين.