رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"العالم يحترق"| موجات الحرارة تضرب الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة.. وتحذيرات من ارتفاع الوفيات

جريدة الدستور

يواجه العالم موجات حر قاسية أدت إلى نزوح الآلاف من أوروبا وكندا والولايات المتحدة، مع توقعات بارتفاع أعداد الوفيات فى عدد من الدول، جراء الحرارة التى سجلت درجات قياسية، فى ظل اتهامات للحكومات الغربية بالفشل فى التعامل مع أزمات المناخ المتعاقبة، ومناداة بمزيد من الإجراءات للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة.

«العالمية للأرصاد»:  استمرار الموجة الساخنة فى الليل يُعرِّض الكبار للنوبات القلبية

توقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تستمر درجات الحرارة المرتفعة واشتدادها فى أمريكا الشمالية وآسيا وعبر شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، موضحة أنها قد تكون أعلى من ٤٠ درجة مئوية.

وحذرت المتحدثة باسم المنظمة، كلير نوليس، فى مؤتمر صحفى، أمس، من أن ظاهرة النينيو المناخية يمكن أن تؤدى إلى تضخيم الظواهر الحرارية وتأثيراتها على صحة الإنسان وسبل عيشه.

بدوره، قال كبير مستشارى المنظمة المعنى بالحرارة وتأثيراتها على الصحة، جون نيرن، إنه من المتوقع أن تصل درجات الحرارة الدنيا إلى مستويات عالية جديدة، معربًا عن قلقه من أن درجات الحرارة المرتفعة المتكررة فى الليل تشكل خطورة خاصة على صحة الإنسان، وذلك مع عدم قدرة الجسم على التعافى من النهارات الحارة، ما يؤدى إلى زيادة حالات النوبات القلبية والوفاة.

ونوه «نيرن» إلى أنه بينما يكون الاهتمام الأكبر منصبًا على درجات الحرارة القصوى خلال النهار، فإن درجات الحرارة خلال الليل هى التى تنطوى على أكبر المخاطر الصحية، خاصة على الفئات الضعيفة من الأشخاص مثل كبار السن، وغيرهم.

وأوضحت المنظمة الدولية، التى توقعت أن يحدث أقوى ارتفاع فى درجات الحرارة القصوى فى وسط وشرق أمريكا الشمالية ووسط وجنوب أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وغرب ووسط آسيا وجنوب إفريقيا، أن الحد من الاحتباس الحرارى إلى ١.٥ درجة مئوية بدلًا من درجتين مئويتين يمكن أن يؤدى إلى تقليل تعرض ٤٢٠ مليون شخص بشكل متكرر لموجات الحر الشديدة، ونحو ٦٥ مليون شخص أقل يتعرضون لموجات حر استثنائية، وذلك بافتراض ضعفهم المستمر.

مصر: القبة الحرارية ومنخفض الهند سبب الارتفاع

أوضح الدكتور محمود شاهين، مدير الإدارة المركزية للتنبؤات والإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن الموجة شديدة الحرارة التى تشهدها البلاد هذه الأيام ترجع إلى تعرض مصر والمنطقة العربية والشرق الأوسط لما يعرف بالقبة الحرارية. 

وأشار إلى أن بعض البلدان العربية يشهد درجة حرارة تصل إلى ٥٠ درجة مئوية، فيما تصل فى مصر إلى ٣٩ درجة مئوية، لافتًا إلى أن المرتفع الجوى يعمل على تسخين الكتل الهوائية، فى ظل تأثر سطح الأرض بمنخفض الهند الموسمى. 

وقال: «ارتفاع درجات الحرارة ممتد حتى منتصف الأسبوع المقبل، وعلينا أن ندرك أن الموجات الحارة أصبحت ممتدة أكثر من السنوات السابقة، ليس فى فصل الصيف فقط، وإنما فى جميع فصول السنة.

بريطانيا: انتقادات لفشل الحكومة فى حماية مواطنيها

ندَّد الخبراء فى بريطانيا بخطة الحكومة البريطانية فى التعامل مع أزمة المناخ، ووصفوها بأنها «ضعيفة للغاية»، مشيرين إلى أنه لا يتم بذل ما يكفى لحماية الأرواح وسبل العيش. 

وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن وثيقة مسربة صادرة عن برنامج التكيف الوطنى سلطت الضوء على فشل الحكومة فى توفير الحماية الكافية للأشخاص فى المملكة المتحدة من الحرارة الشديدة. 

وحسب الصحيفة، فإن موجة الحر فى عام ٢٠٢٢، عندما تجاوزت درجات الحرارة ٤٠ درجة مئوية لأول مرة، أدت إلى وفاة أكثر من ٣ آلاف شخص، بالإضافة إلى اندلاع حرائق للغابات، وانحراف لخطوط السكك الحديدية، مع مكافحة المزارعين الجفاف.

الولايات المتحدة: تسجيل درجات قياسية بوادى الموت

فى الولايات المتحدة، قال خبراء الأرصاد الجوية إن منطقة وادى الموت بولاية كاليفورنيا الأمريكية، التى تعد منذ فترة طويلة أكثر الأماكن سخونة على وجه الأرض، سجلت بسبب سخونة هذا الصيف أعلى درجات الحرارة المسجلة على الإطلاق. 

وحسب تقارير أمريكية، فإن هيئة الأرصاد الوطنية قالت إن درجات الحرارة فى وادى الموت، الذى يمتد على طول جزء من حدود وسط ولاية كاليفورنيا مع ولاية نيفادا، وصلت إلى ٥٣.٣ درجة مئوية الأحد الماضى.

وقال راندى سيفيرنى، من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهى الهيئة المعترف بها كحافظ للأرقام القياسية العالمية، إن أعلى درجة حرارة سجلت على الأرض كانت ٥٦.٧ درجة مئوية، وسجلت فى يوليو ١٩١٣، بوادى الموت أيضًا.

فرنسا: خطة لمواجهة موجات حر أعلى بخمس مرات مما كانت قبل 30 عامًا

أكد كريستوف بيشو، وزير الانتقال البيئى الفرنسى، أن درجات الحرارة العالية التى يشهدها العام فى الوقت الحالى ليست حرارة عادية، ولكنها «دليل على التغير المناخى الذى يتسارع».

وقال «بيشو»، فى تصريحات، أمس، إن «تغير المناخ، الذى هو نتيجة لأنشطتنا البشرية، أدى بالفعل إلى موجات حر أكثر بخمس مرات فى المتوسط مما كانت عليه قبل ٣٠ عامًا»، مضيفًا أنه وفقًا للخبراء فإن هذا المعدل سيتضاعف مرة أخرى من الآن حتى منتصف القرن.

كندا: موسم حرائق غير مسبوق ومعاناة 70 مليون شخص من الدخان

قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن موسم حرائق الغابات فى كندا حطم الرقم القياسى، واتخذ منعطفًا مميتًا بعد مقتل اثنين من رجال الإطفاء، ما أدى إلى حساب أوسع بشأن الخسائر الاقتصادية والبشرية المتزايدة للحرائق غير المسبوقة، التى دمرت مساحات من الغابات الشمالية فى البلاد. وأضافت أنه حتى أمس الأول، احترقت منطقة بحجم أيسلندا. 

وتابعت: «مع اشتعال ما يقرب من ٩٠٠ حريق، يمكن أن يعانى ما يقرب من ٧٠ مليون شخص فى كندا والولايات المتحدة من الهواء الردىء الناتج عن دخان حرائق الغابات».