رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سراج منير.. «أرستقراطى السيما»

سراج منير
سراج منير

ممثل بارع، قادر على تقمص أكثر الشخصيات تعقيدًا وتركيبًا، لا يوجد دور إلا وجسده، فهو تارة رجل أرستقراطى متسلط وأخرى طيب وديع، ومرة شرير يخوّف الأطفال بنظرة عينيه، وأخرى أب حنون على أولاده.

إنه سراج منير أحد أعمدة زمن الفن الجميل، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ١١٩، حيث بدأ حبه للفن منذ نعومة أظافره، والتحق بالمسرح المدرسى فى سن صغيرة، مقدمًا عروضًا أذهلت معلميه، ثم التحق بعدة فرق مسرحية، على رأسها فرقة نجيب الريحانى.

وكان حبه للرياضة، خاصة الملاكمة، منذ صغره عاملًا أساسيًا فى جذب اهتمام صناع السينما إليه، لتبدأ أول رحلة له فى عالم الأضواء من خلال الفيلم الصامت «زينب»، أمام الراحلة بهيجة حافظ. وخلال فترة الأربعينيات أصبح أحد رواد المسرح والسينما، وأحد أباطرة فن التمثيل فى مصر والوطن العربى، مقدمًا على مدار مشواره ١٤٠ فيلمًا سينمائيًا، منها «الإيمان، وبيت الأشباح، والقلب له أحكام، والبؤساء». كما خاض تجربة الإنتاج السينمائى بجانب عمله التمثيلى، ليعيد تقديم رواية «حكم قراقوش» التى سبق ونجحت على مسرح «الريحانى»، عبر تحويلها إلى فيلم عام ١٩٥٣، من بطولة نورالهدى، وزكى رستم، وإخراج فطين عبدالوهاب.

وتسبب الفيلم فى إصابته بذبحة صدرية كادت تودى بحياته، بسبب ضعف الإيرادات التى حققها، ما جعله يضطر إلى رهن فيلته التى كان يقطن بها لتسديد مديونياته.

ورغم الحالة النفسية السيئة التى كان فيها، فإنه تغلب على أحزانه وقرر العودة إلى الشاشات من جديد فى فيلم كان سيجمعه بسيدة الشاشة فاتن حمامة وأحمد مظهر، إلا أن القدر لم يمهله لاستكمال الفيلم، حتى رحل عن حياتنا عام ١٩٥٧.