رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وولي سوينكا.. ملامح من حياة أول كاتب إفريقي يحصل على جائزة نوبل للآداب؟

وول سوينكا
وول سوينكا

كشفت مسرحياته الجادة عن خيبة أمله من القيادة الاستبدادية، ولكن كلماته كان لها صدى قويًا في المجتمع النيجيري، هو “وول سوينكا”، كاتب مسرحي وشاعر ومؤلف ومعلم وناشط سياسي نيجيري، وفي عام 1986، أصبح أول إفريقي يحصل على جائزة نوبل للآداب، فما حكايته؟

نضج طفولي مبكر

ولد وول سوينكا عام 1934، في أبيوكوتا، بالقرب من إبادان في غرب نيجيريا، وكان والده، صموئيل أيوديلي سوينكا، وزيرًا أنجليكانيًا بارزًا ومدير مدرسة، فيما كانت والدته، جريس إنيولا سوينكا، صاحبة متجر وناشطة محلية، وعندما كان وول سوينكا طفلاً، وتعلم روحانية اليوروبا، وهي أكبر المجموعات العرقية في نيجيريا، والعادات القبلية من جده، فكان يُعرف سوينكا بنضج طفولي مبكر.

بعد الانتهاء من دراسته الجامعية الإعدادية في عام 1954 في الكلية الحكومية في إبادان، انتقل سوينكا إلى إنجلترا واستكمل تعليمه في جامعة ليدز، حيث عمل كمحرر لمجلة المدرسة "النسر"، وتخرج بدرجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي عام 1958، وفي عام 1972 منحته الجامعة الدكتوراة الفخرية.

مسرحياته ونشاطه السياسي

في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، كتب سوينكا أول مسرحياته المهمة "رقصة الغابات"، والتي سخرت من النخبة السياسية النيجيرية، وعمل سوينكا من عام 1958 إلى عام 1959 ككاتب مسرحي في مسرح رويال كورت في لندن، وفي عام 1960 حصل على زمالة Rockefeller وعاد إلى نيجيريا لدراسة الدراما الإفريقية.

وفي عام 1960، أسس فرقته المسرحية باسم "أقنعة"، وبعدها بعدة أعوام أسس شركته للإنتاج المسرحي باسم Orisun Theatre Company، حيث أنتج مسرحياته الخاصة وأدى فيها كممثل، وفي الوقت نفسه، كان بشكل دوري أستاذًا زائرًا في جامعات كامبريدج وشيفيلد وييل.

اعتقاله 

شوينكا هو أيضًا ناشط سياسي، وخلال الحرب الأهلية في نيجيريا، دعا في مقال إلى وقف إطلاق النار، واُعتقل بسبب ذلك عام 1967، واحتجز كسجين سياسي لمدة 22 شهرًا حتى عام 1969.

جائزة نوبل وأبرز أعماله

في عام 1986، عند مُنح سوينكا جائزة نوبل للآداب، قالت اللجنة إن الكاتب المسرحي "من منظور ثقافي واسع وإيحاءاته الشعرية يصور دراما الوجود"،  ويكتب سوينكا في الكثير من أعماله ومسرحياته عن غرب إفريقيا الحديثة بأسلوب ساخر، بالإضافة إلى الدراما والشعر.

ومن أشهر رواياته، "المترجمون الفوريون" التي كتبها عام 1965، بالإضافة إلى أعمال السيرة الذاتية منها "مات الرجل: مذكرات السجن"، وهي رواية مؤثرة عن تجربته في السجن، وكتابه Aké من مذكرات عن طفولته، وكتابه "الأسطورة والأدب والعالم الإفريقي"، وهو عبارة عن مجموعة من مقالات سوينكا الأدبية، وكتابه سجلات من أرض أسعد الناس على وجه الأرض، وقد نالت هذه الأخيرة إشادة خاصة بسبب موقفه الساخر من الفساد في نيجيريا، كما له عدة مجلدات شعرية، وقصائد من السجن أعيد نشرها باسم A Shuttle in the Crypt، حيث يتميز شعره بإتقان اللغة وإتقان الأشكال الشعرية الغنائية والدرامية والتأملية.