رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمات إسرائيل بين الجفاء الأمريكى وتحالفات نتنياهو.. ما التداعيات؟

بنيامين نتنياهو وجو
بنيامين نتنياهو وجو بايدن

أزمات عدة يواجهها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، على الصعيدين الداخلي والدولي، خاصةً فيما يتعلق بالعلاقات مع واشنطن وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

اتفاق نتنياهو مع كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، مكنه من تشكيل الحكومة الحالية، لكنه وضع في طريقه عراقيل من الواضح أنه لم يتخيل حدها الحالي، والتي بلغ إلى خروج الإسرائيليين أنصار اليسار للتظاهر ضده بأعداد تجاوزت الـ100 ألف في بعض التظاهرات.

استمرار المظاهرات في إسرائيل الآن

أزمات بن غفير وسموتريتش

على الصعيد الداخلي، زاد وجود بن غفير كوزير للأمن القومي الإسرائيلي، وسموتريتش كوزير للمالية، من رد الفعل الغاضب في الشارع الإسرائيلي ضد حكومة نتنياهو، لا سيما بعد الإعلان عن دفعها لإجراء تعديلات قضائية، والتي رفضها اليسار الإسرائيلي بزعامة يائير لابيد، بشكل قاطع قائلًا إنها تقوض السلطات القضائية في مواجهة التحالف اليميني، ودعا أنصاره للتظاهر ضدها.

اشتباكات في مظاهرات اليوم بإسرائيل

وتستمر تلك المظاهرات منذ 27 أسبوعًا على التوالي، وتزداد حدتها من حين لآخر، وتقع صدامات عنيفة بين عناصر الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين، بينما نظم المؤيدون لتيار اليمين المتطرف، وبالتالي لتلك التعديلات، تظاهرات مضادة تدعو لدفع "الإصلاحات القضائية" عبر الكنيست، وسط مخاوف إسرائيلية من حرب أهلية في ظل حالة الاستقطاب المستمرة.

أزمات تعصف بحكومة إسرائيل.. كيف يتحرك نتنياهو؟

امتدت أزمات بن غفير أيضًا لتصميمه على تشكيل «حرس وطني» تحت قيادته لا قيادة جهاز الشرطة في إسرائيل، والمطالبة المستمرة بتوسيع الاستيطان وشن عمليات عسكرية كبرى بالضفة الغربية، بينما يقف نتنياهو أمام خيارين كلاهما سيئ بالنسبة لحكومته، الأول: أن يستمر ببطء في دفع تلك التعديلات للحفاظ على استمرار ائتلافه الحكومي، والتعامل باستراتيجية «النفس الطويل» مع تظاهرات اليسار ضده، وكذلك التعامل مع الضرر الذي ينتج عنها بالتأثير على شعبيته، وفرصه في إعادة تشكيل الحكومة حال انهيارها.

المظاهرات في إسرائيل اليوم

والثاني: أن يتجه لتجميد إقرار التعديلات وهو ما ينذر بتفكك ائتلافه بانسحاب بن غفير وسموتيرتش، وما قد يدفع نتنياهو أيضًا لمحاولة الاتفاق مع أطراف أخرى تنضم لائتلافه، بالتوافق مع باقي حلفائه بتيار اليمين، حال حدوث ذلك السيناريو، ليحلوا محلهما، أو اللجوء لضغط الدوائر الأمنية عليهما للتهدئة من جموحهما المتواصل.

إصابات في المظاهرات الإسرائيلية

خلافات أمريكية إسرائيلية علنية

أما على المستوى الدولي، فتتعمق التوترات بين إسرائيل وعدد من حلفائها، لا سيما الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة بايدن، والتي ظهرت للعلن بوضوح أكثر ربما للمرة الأولى في تاريخ علاقات الحليفين، ليس على خلفية الإصلاحات القضائية فقط، ولكن بسبب سلوك الوزيرين الإسرائيليين بن غفير وسموتريتش.

لم يلتق نتنياهو ببايدن في واشنطن منذ توليه منصبه، وهو أمر غير معتاد، كما أن بايدن نفى بشكل قاطع أن يكون دعاه للقاء في البيت الأبيض، خلال لقاء مع شبكة «CNN» الأمريكية تمت إذاعته منذ يومين.

خلال اللقاء، قال بايدن: "هذه واحدة من أكثر الحكومات تطرفًا في إسرائيل على الإطلاق من جولدا مائير، يقول وزراء الحكومة إنه يمكنهم الوجود في أي مكان يريدون وإن الفلسطينيين ليس لهم الحق في الوجود هناك"، مشددًا على أن هؤلاء الوزراء - في إشارة لبن غفير وسموتريتش - جزء من المشكلة، كما تحدث عن أمله بأن يستمر نتنياهو بالتحرك نحو الاعتدال في حكومته.

تفرقة المتظاهرين في إسرائيل بالماء العادم صباح اليوم

مطلب أمريكي بالحفاظ على حق التظاهر في إسرائيل.. ماذا يعني؟

وتقول التقديرات الإسرائيلية، الصادرة عن معهد الأمن القومي هناك، إن تصريحات بايدن حول أن أمن إسرائيل يعتمد بشكل نهائي على تحقيق حل الدولتين، هو تعبير واضح عن عمق الفجوات الحالية بينهما، موضحةً: "العلاقات بين واشنطن وتل أبيب تعد إحدى الركائز الأساسية للأمن القومي الإسرائيلي، واعتماد إسرائيل على أمريكا يعد وجوديًا ولهذا السبب تحديدًا فمن الضروري العمل على تضييق الفجوات مع واشنطن في أسرع وقت ممكن، والعودة لمسار الحوار الجاد والمعمق".

في السياق ذاته، قال متحدث باسم البيت الأبيض، لموقع «واللا» الإسرائيلي، اليوم، إن إدارة بايدن تدعو السلطات في إسرائيل للحفاظ على حق التظاهر السلمي واحترامه، وذلك تعليقًا على المتظاهرات التي تشهدها إسرائيل اليوم.

وأضاف: "نواصل الدعوة للتوصل لإجماع واسع بشأن الإصلاح، وهذه نقطة أكدها الرئيس بايدن في الأيام الأخيرة أيضًا"، وهو تصريح غير مسبوق أن يصدر من أمريكا تجاه إسرائيل، وبشكل علني، مما يؤكد الفجوات الحالية بين قيادتي الجانبين، وكذلك السياسة المتشددة التي يتبعها البيت الأبيض تجاه حكومة نتنياهو.