رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد ظاهرة "النينيو" الأعظم.. هل ينتظر العالم تكرارها بشكل أكثر رعبًا؟

أرشيفية
أرشيفية

يترقب العالم قلق نتائج ظاهرة قد تحدث تغيرات كبيرة على الكرة الأرضية تلك هي ظاهرة "النينيو" التي أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) مؤخرا تطورها للمرة الأولى منذ سبع سنوات، ممهدة الطريق لحدوث ارتفاع محتمل في درجات الحرارة العالمية وأنماط من الطقس والمناخ المضطربة.

حسب ما أوضح البروفيسور بيتيري تالاس الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) فإنه سينتج عن هذه الظاهرة تحطيم للأرقام القياسية لدرجات الحرارة وإحداث المزيد من الحرارة الشديدة في أجزاء كثيرة من العالم وفي المحيطات.

ما هي ظاهرة “النينيو”؟

وتعرف ظاهرة “النينيو” حسب المنظمة أنها عبارة عن نمط مناخي يحدث بشكل طبيعي وهي تقترن بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ، وتحدث الظاهرة في المتوسط كل عامين إلى سبع أعوام، وتستمر النوبات عادةً من تسعة إلى 12 شهرًا، وهي ظاهرة تحدث في سياق تغير مناخي ناجم عن الأنشطة البشرية.

وتقترن "النينيو" عادة بزيادة هطول الأمطار في أجزاء من المناطق الجنوبية في أمريكا الجنوبية وكذلك جنوب الولايات المتحدة وأيضًا القرن الإفريقي ووسط آسيا.

في الوقت نفسه وحسب الخبراء فإنه من شأن هذه الظاهرة أن تتسبب أيضاً في حدوث موجات جفاف شديدة فوق أستراليا وإندونيسيا وأجزاء من المناطق الجنوبية من آسيا وأمريكا الوسطى والمناطق الشمالية من أمريكا الجنوبية.

مديرعام التنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد: تؤثر على المحيطات ويخرج تأثيرها على اليابس
 

من جهته قال الدكتور محمود شاهين مدير عام التنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية في حديثه “للدستور” أن ظاهرة "النينيو" تتسبب في اختلاف درجات الحرارة في المحيطات نتيجة مسئوليتها عن حدوث كتل هوائية مختلفة في الحرارة داخل المحيط وهو ما ينتج عنه العديد من التغيرات داخل المحيط وكذلك خارجه.

وأشار إلى أن نتائج ظاهرة النينو في اليابسة تتمثل في حدوث الفيضانات والسيول، وكذلك تتسبب في حدوث ارتفاع معدل الأمطار عن المعدل الطبيعي، وتابع واصفًا ظاهرة النينيو بأنها نموذج قوي وصريح للتغير المناخي الناتج عن سلوكيات الإنسان الخاطئة.

وعن نسبة تأثر مصر بظاهرة "النينيو" أوضح شاهين أن مصر من الوارد تأثرها بتلك الظاهرة، وذلك إذا وصلت إلى معدل مرتفع في الحدوث مشيرًا إلى أن ذلك ينعكس من خلال الارتفاع في درجات الحرارة، وكذلك معدل سقوط الأمطار.

وقد توقع تقرير صادر عن المنظمة (WMO) أنه بسبب ظاهرة "النينيو" هناك احتمالاً بنسبة 98% بأن تكون سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، وفترة السنوات الخمس ككل، هي الأدفأ على الإطلاق، محطمة بذلك الرقم القياسي المسجل في عام 2016 عندما كانت ظاهرة النينيو قوية بشكل استثنائي.

كما أوضحت المنظمة  أن هناك احتمالاً بنسبة 90% لاستمرار الظاهرة خلال النصف الثاني من عام 2023.

متى كانت فترة “النينيو الأعظم”؟

وقد سميت الفترة بين عامي 2015 و2016، سميت بفترة “النينيو الأعظم” وذلك نظرًا لزيادة تأثيرها وامتداده لمناطق عديدة في العالم، على آثر ارتفاع شديد لدرجة حرارة المحيط.

ومؤخرًا قال الدكتور جوزيف لوديشر، من معهد بوتسدام لأبحاث المناخ أنه "إذا ظهرت ظاهرة النينيو الجديدة، فمن المحتمل أن نرى ارتفاعاً إضافياً في ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.2-0.25 درجة مئوية"

وتابع لوديشر "أنه قد قد نكون قريبين من 1.5 درجة مئوية يوماً لمرحلة مؤقتة، وهو ما يجعل من المحتمل أن يكون عام 2024 هو الأكثر دفئاً على الإطلاق".

"الفاو" تحذر

ومن جهتها حذّرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” من التأثيرات السلبية الخطيرة لظاهرة النينيو المناخية، وتوقعت أن تؤدي الظاهرة إلى حدوث موجات من الجفاف في العديد من البلدان، ما يتسبب عنه تفاقم مشكلة نقص الغذاء في مناطق مختلفة من العالم.

كذلك حذّرت “الفاو” من احتمال ارتفاع درجات حرارة الأرض لمعدلات قياسية بحلول شهر سبتمبر، كمظهر آخر من مظاهر تغير المناخ.

الهيئة العامة للأرصاد الجوية: تأثر مصر طفيف

ويذكر أنه مؤخرًا صرحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية بأن تأثير ظاهرة النينيو على مصر سيكون بارتفاع طفيف في درجات الحرارة أعلى من المعدل، وتساقط كميات أمطار في فصل الصيف على جنوب البلاد وجنوب السلاسل نتيجة ارتفاع الفاصل المداري، لافتة إلى أنّها تزيد من فرصة تشكل السيول في فصل الخريف.