رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تزامنًا مع إحياء ذكرى استشهادها.. من هي القديسة ماريا غورتي البتول الشهيدة؟

القديسة ماريا غورتي
القديسة ماريا غورتي البتول الشهيدة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر اليوم الخميس 6 يوليو، بذكرى استشهاد القديسة ماريا غورتي البتول الشهيدة.

ومع إحياء الكاثوليكية في مصر لذكرى استشهادها كشف الأب وليم عبد المسيح الفرنسيسكاني من هي القديسة ماريا غورتي البتول الشهيدة؟ 

  • ولدت ماريا غوريتّي في إيطاليا، بالقرب من مدينة كورينالدو في السادس عشر من أكتوبر من عام 1890.
  • تعمّدت في السابع عشر من أكتوبر من العام نفسه وكُرّست للعذراء مريم الطاهرة.
  • وكانت من بين الأطفال الستة الذين رزق بهم ليغي غوريتّي وأسونتا كارليني.
  • وبسبب الجوع انتقلت عائلة غوريتّي الى فييريير دي كونكا بالقرب من نيتونو حيث استأجروا مزرعة في منطقة مستنقعيّة ملوّثة بالبعوض. وقد شاركت عائلة غوريتّي المزرعة مع عائلة سيرينيلّي التي سكنت في الطابق العلويّ.

تألّفت تلك العائلة من أرمل يدعى جون وابنه ألِكسندر، وقد تلقّى ألكسندر تربيةً سيّئة تقوم على التجديف بالله وعدم الصلاة وخالية من الأخلاقية. 

كان يومه مليئاً بالشرب والأوامر وتوجيه الشتائم، وفي السادس من مايو من عام 1900 توفّي والد ماريا.

ساندت ماريا أمها كثيراً، ولم تشتكِ بتاتاً من الأعمال المكلّفة بها وكانت تردّد في أحيانٍ كثيرة الجملة التالية: “سوف يساعدنا يسوع”، وكلما كانت تكبر كان توقها لتناول المسيح من خلال القربان المقدّس يزداد معها.

وقد قالت: “إنّني أشتاق ليسوع".

ومع ذلك لم تكن تعرف القراءة أو الكتابة، فكيف كان لها أن تكون قادرة على تعلّم الإنجيل؟

لقد ساعدها الكاهن وسيدة من القرية في ذلك وتعلّمت بسرعة كبيرة وبعد أشهر قليلة استطاعت النجاح في الامتحانات.

وفي السادس من يونيو عام 1901، أتى اليوم المبارك الذي تناولت فيه أوّل قربان مقدّس وكان ذلك اليوم يوم عيد القربان كانت تتّسم ماريا بالمحبة وتعكس ملامحها براءة عظيمة ونقاوة وتقوى وقد أحاط بها جدار من المحبة لله فكانت تقيّة لكن بالتأكيد لم تكن بسيطة. 

كانت تذهب ماريا كلّما استطاعت لتناول القربان المقدّس. ومع ذلك، قَرُبَ حدوث النكبة. لقد كانت عائلة سيرينيلّي تستخدم المطبخ ذاته لتحضير وجباتها وكان ألكسندر يضايق ماريا باستمرار بطلباته الشرّيرة والبغيضة.

وغريزياً كانت ماريا تمقت الخطيّة والشيطان والضعف وكانت الفضيلة التي تشع منها هي الطهارة؛ فبدت كالزنبقة الهابطة من السماء وصلّت: “خذني يا يسوع، إنّي أقدّم نفسي لك".

وعندما كبرت ماريا وأصبحت فتاةً يافعة بدت أكبر من عمرها فعند بلوغها الثانية عشرة بدت وكأنها في الخامس عشرة، اتّصف ألكسندر بالاستبداد في المنزل وكان يوزّع الأعمال كما يراه ملائماً، ولتحافظ أسونتا، والدة ماريا، على السلام في المنزل كانت تتحمّل تصرّفاته.

وأصبح بعد ذلك يعامل ماريا بلطف ويدلّلها لتحقيق مآربه، أما الأطفال فكانوا يخافونه لكنّ ماريا فهمت سبب تصرّفاته معها وكانت متيقّنة من كذبه ونفاقه وخلوّه من الطهارة. إن هذا الصبي الكبير الذي لم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه قد طعنته أجوبة ماريّا حينما أظهر بوضوح مبتغاه منها فحزنت ماريا وصرخت: “لا، أبداً، إنها خطيّة! لقد حرّم الله ذلك وسنذهب الى الجحيم بسببه.

في اليوم التالي تحديدًا في عام 1902، أمر ألكسندر الجميع بالذهاب لدَرس الفاصوليا، وطلب من ماريا البقاء لإصلاح قميصه، فارتعش الأطفال وقالوا في أنفسهم هل هي مكيدة؟ لم تجرؤ ماريا على عصيان ألكسندر ولحق بها الى المنزل. وهناك أمسك بها بشدّة بقبضته وصرخ بوجهها قائلاً: “لا توقفيني وإلا قتلتك.

فصرخت ماريا طالبةً النجدة وصارعت بشراسة، لم يتمالك ألكسندر نفسه فطعنها بسكين، مرةً تلو الأخرى الى أن وصل عدد الطعنات الى 14 طعنة زاحت إحداها عن قلبها مليمترات قليلة، انهارت ماريا إثر ذلك في بركة من الدماء ونادت: “أمي، أنا أموت، أمي!” إلا أنّ ذلك لم يؤثر في الوحش الذي تركها ورحل.

بعد ذلك بقليل عاد ليتأكّد من موتها فطعنها مرّةً أخرى. ثم ذهب الى غرفته لينام على سريره، وكأنّ شيئاً لم يكن.

فماتت ماريا شهيدة العفاف بعد عملية جراحية أجريت لإنقاذها.

قبل موتها عبرت عن غفرانها لقاتلها أما هو فأدخل السجن وهناك تاب واهتدى.

بعد خروجه من السجن طلب الغفران من والدتها و أعلن البابا بيوس الثاني عشر قداستها في عام 1950 بحضور امها وقاتلها نفسه.