رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السّقا مات: هل تحققت أحلام "ساقي زوار آل البيت" قبل وفاته؟

عم عبد الحميد.. آخر
عم عبد الحميد.. آخر سقا في مصر

مات السّقا الأخير عم عبد الحميد، الذي قضى سنوات عمره التي شارفت الثمانين عامًا حاملًا قِرْبة من الماء على جسده النحيل، متجولًا بها بين مريدي مساجد آل البيت يروي ظمأهم، بينما يروى عطشه بذكر الله والصلاة على رسوله، مات فأعلن اندثار المهنة التي ورثها عن أبيه وأجداده، رغم أن لديه 7 أبناء منهم 4 ذكور، لكنهم لم يكملوا المسيرة. 

عاش عم عبد الحميد زاهدًا في الدنيا مرتديًا جلبابه الأخضر الذي تزينه السبح الكبيرة "في مظهر أشبه بالدراويش"، حاملًا قربته التي تمتلئ بـ10 لترات من الماء متجولًا بين زوار آل البيت، حالمًا بحملها في مسجد رسولنا الكريم بالمدينة المنورة ليسقي الحجاج، لتوافيه المنية في شهر الحج ولكن في منزله.

فيديو مصور مع عم عبد الحميد 

كان لـ «الدستور» منذ سنوات لقاء مع  السقا عم عبد الحميد في مسجد السيدة نفيسة استفاض خلال الحوار في الحديث عن عمله في مهنة السقاية، وكيف يصنع قربة الماء من جلد الماعز، وعدد ساعات عمله التي تقترب من 12 ساعة يوميًا رغم كبر سنه، وكيف يتنقل بين بلده الأصلي في صعيد مصر حيث أسرته وبين القاهرة ليكون موجودًا في جميع الموالد الدينية ليروي ظمأهم.

أكثر من 40 عامًا قضاها عم عبد الحميد في مهنة السقاية، ليكتب مع وفاته السطر الأخير في عمر المهنة التي عاشت لأكثر من 1000 عام حتى كتب الخديو إسماعيل أول سطر في نهايتها عندما أمر بردم الخليج المصري، ومنح امتياز ضخ المياه للمنازل لشركة أطلق عليها المصريين «كوبانية الميه».

حكايات عم عبد الحميد مع مهنة السقاية، ولماذا استمر في العمل بها رغم اندثارها، ولماذا لم يكمل أحد أبناءه المسيرة كما فعل هو، وكيف يقضي وقته؟ وغيرها من الحكايات التي رواها عم عبد الحميد في أول لقاء مصور معه أجرته “الدستور” في يناير 2020 ، ونعيد نشره.

•• لقراءة تفاصيل حكاية عم عبد الحميد السقا يمكن الإطلاع على أول لقاء صحفي من خلال الرابط التالي: 

https://www.dostor.org/2968758?fbclid=IwAR01KwCMoYC-kfHHuLwpFC0Czl50v9-gamM2coTRYrz3JsRISQ3s-UwY8zg