رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حدث في مثل هذا اليوم.. وضع ثوب العذراء في فلاخرني

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بتذكار وضع ثوب العذراء في فلاخرني، وتمّ هذا سنة 458، في عهد الإمبراطور لاون التراقي، فنقلت الذخيرة المكرمة إلى معبد والدة الإله في قصر الفلاخرني في القسطنطينيّة.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كانت مريم مُتَخفّيّةً جدًّا في حياتها. لذا، دعتها الكنيسة بإلهامٍ من الرُّوح القدس، أي الأمٌّ المُتَخفِّيّة أو السريّة. كان تواضعُها عميقًا جدًّا إلى حدّ أنّها لم تَجِدْ على الأرض أيّ ميل قويّ ودائم أكثر من التخفّي عن نفسِها وعن كلِّ خليقة، كي لا يعرفَها سوى الله وحدَه.

ولذّ لله، استجابةً لطلباتها التي وجّهَتْها إليه لإخفائها وإفقارها وإذلالها، أن يخفيها في الحبل بها وفي ولادتِها، وفي حياتِها، وفي أسرارِها، وفي انتقالها، بالنسبة إلى كلِّ البشر تقريبًا. حتّى والدَيْها كانا يجهلانِها، فيما كان الملائكة يسألون بعضهم البعض باستمرار: "مَن تكون هذه؟". لأنّ العليَّ كان قد أخفاها عن الملائكة؛ أو إن كشفَ لهم شيئًا، فقد أخفى أمورًا أكثر بكثير...

كم من أمورٍ عظيمة ومخفيّة صَنَعَ الله القدير لهذه الأمة العجيبة، كما تقرُّ بنفسِها مرغمةٌ، رغم تواضُعِها العميق: "لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُموراً عَظيمة: قُدُّوسٌ اسمُه". لكنّ العالم لا يعرفها، لأنّه غير قادر وغير أهل لذلك.