رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"احترام المُشاهد".. "الدستور" ترصد كيف أعادت "المتحدة للخدمات الإعلامية" الريادة إلى الشاشات المصرية؟

المتحدة للخدمات الإعلامية
المتحدة للخدمات الإعلامية

 لا يستطيع أحد إنكار التقدم الكبير الذى حققته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى إعادة الريادة من جديد للإعلام والفن المصرى، ليتربع على عرشه المعهود. 

فعلى مدار السنوات الماضية، تحركت «المتحدة» فى كل المجالات الإعلامية والفنية، بداية من تطوير القنوات على مستوى الشكل والمضمون والهيكلة الإدارية، مرورًا بإعادة المشاهد إلى الشاشة الصغيرة من جديد، بإنتاج وعرض مجموعة من الأعمال الدرامية الرائعة، التى ذكّرت المشاهد المصرى والعربى بأمجاد الدراما المصرية، وهو ما فعلته بالتوازى فى مجال الإنتاج السينمائى والبرامج التليفزيونية. 

وانتهجت نهج الإعلام المجتمعى أو الإعلام التنموى، وسلطت من خلاله الضوء على تمكين المرأة والدفاع عن حقوقها، والتوعية ضد التطرف والإرهاب، وتثقيف المواطن وتنمية معارفه بصفة عامة، مع التركيز بصفة خاصة على مواجهة الشائعات والأكاذيب وتفنيدها والرد عليها أولًا بأول. 

كما حرصت على اكتشاف المواهب الفنية والرياضية فى كل أنحاء الجمهورية، من خلال برنامج «الدوم».

توثيق معارك الجيش والشرطة ضد الإرهاب

إيمانًا منها بأهمية تشكيل وعى الأجيال الحاضرة والجديدة بما خاضته الشرطة والجيش من معارك ضد الإرهاب من أجل حماية الوطن، اهتمت الشركة المتحدة بتقديم عدد من الأعمال الفنية والدرامية التى توثق الملحمة البطولية للجيش والشرطة معًا فى تخليصهما الوطن من حكم جماعة الإخوان الإرهابية.

ويأتى مسلسل «الاختيار» فى مقدمة تلك الأعمال الفنية، بأجزائه الثلاثة التى عرضت على مواسم متتالية، خلال شهر رمضان من كل عام.

ففى الجزء الأول من «الاختيار» تناول المسلسل الأحداث الإرهابية فى سيناء، واستشهاد العقيد أحمد منسى فى عملية إرهابية، ومنذ الحلقة الأولى منه جذب الملايين من الشعب المصرى، لما عرضه من أحداث واقعية دُعمت بالصور والفيديوهات الحية. وتوالت فى هذا الجزء الأحداث حتى الحلقة ٢٨ منه، إلى أن وصلت إلى تفاصيل معركة كمين «البرث» التى استشهد فيها المقدم أحمد منسى، الضابط بالقوات المسلحة، وقائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة، وذلك بعد معركة شرسة مع الإرهابيين.

بينما تناول الجزء الثانى من «الاختيار» كواليس اعتصام الإخوان فى رابعة العدوية، وذلك بعد النجاح الكاسح الذى حققه الجزء الأول، كما تناول بطولات رجال الشرطة فى مقاومة الإرهاب داخليًا بشكل عام.

وبين الأحداث التى استطاع مسلسل «الاختيار ٢» عرضها على المواطنين وتوثيقها، أيضًا، استشهاد البطل أحمد الرفاعى، ضابط الأمن الوطنى، الذى أزعج الإرهابيين كثيرًا، ووجّه لهم ضربات موجعة، ليستشهد فى حادث إرهابى بالهرم سنة ٢٠١٦.

وتناول هذا الجزء، كذلك، قصصًا أخرى للعديد ممن يُعرفون برجال الظل أو ضباط الأمن الوطنى، وهم الذين نجحوا فى الحصول على المعلومات التى كان من شأنها تفكيك خلايا الإرهاب والتطرف التى ضربت مصر، بعد إسقاط حكم المرشد الإخوانى إزاء ثورة ٣٠ يونيو.

واستطاع صناع العمل أن يُقربوا هذه الحقيقة للمشاهد، سواء من خلال إظهارهم عنف المتطرفين وانتهازيتهم، أو كذلك من خلال عرض تضحيات الشرطة وبسالتها وقدرتها على مواجهة هذا الإرهاب.

كما وثّق هذا الجزء واقعة حادثة «مسجد الروضة»، ذلك العمل الإرهابى الذى هزّ مشاعر الإنسانية، والذى وقع فى نوفمبر ٢٠١٧، بعد أذان صلاة الجمعة، عقب انفجار عبوة ناسفة، مسفرًا عن استشهاد نحو ١٥٠ من المصلين، منهم أطفال وإصابة العشرات.

ومن بين رجال الشرطة الشهداء الذين عرضهم مسلسل «الاختيار ٢»، عرضت الحلقة ٢٤ أسماء بعض شهداء مأمورية الواحات، وهم «المقدم أحمد فايز، والمقدم محمد وحيد حبشى، والمقدم أحمد جاد، وغيرهم من الشهداء الأبطال».

ونال مسلسل «الاختيار ٣» حظًا كبيرًا من النجاح، وتصدر نسب المشاهدة والمتابعة بشكل لا يقل عن الجزءين السابقين، واستخدم هذا الجزء العديد من الأدوات التى عكست الوقائع كما حدثت فى الحقيقة، ومن بين هذه الأمور عرضه التسريبات من مقاطع فيديو حية تتناول أحاديث الإخوان وكواليس صراعهم على الحكم، سواء فى مجالسهم مع بعضهم البعض، أو فى مجالسهم مع أفراد الجيش المصرى. وعرض المسلسل ٢٥ تسريبًا للإخوان، من بينها تسريبات كشفت عن حجم صراعهم، خاصة خلال الانتخابات الرئاسية ٢٠١٢، وأخرى فضحت تهديدهم المواطنين بإراقة الدماء ومواجهة القوات المسلحة فى حال لم يتمكنوا من مقاليد الحكم. وتضمن المسلسل أيضًا تسريبًا أثار ضجة، وهو الذى عرض اجتماعًا ظهر فيه نائب مرشد الجماعة خيرت الشاطر. ومن أهم التسريبات، كذلك، ما عرض فى الحلقة الثامنة وأظهر لقاء ثلاثيًا ضم المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى، واللواء عبدالفتاح السيسى مدير المخابرات الحربية المصرية حينها، والقيادى بجماعة الإخوان الإرهابية حينها محمد مرسى، وفى هذا التسريب هدد «مرسى» بحرق مصر إذا لم يصبح رئيسًا، قائلًا: «النتيجة متتغيرش، لأن ده إذا حصل ليس لها من دون الله كاشفة.. الموجة اللى موجودة موجة إضرام نيران لمن لا يقدر المسئولية».

ومن أبطال مسلسل «الاختيار» الفنانون أمير كرارة وأحمد مكى وأحمد العوضى وياسر جلال، وغيرهم من كبار النجوم والفنانين.

الروايات تعود إلى الدراما مجددًا 

 

فى رمضان الماضى، حوّلت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية روايتين لدراما تليفزيونية، هما: «مذكرات زوج» للكاتب الساخر أحمد بهجت، وهو مسلسل اجتماعى كوميدى من ١٥ حلقة بطولة الفنان طارق لطفى وإخراج تامر نادى، وقصة «سره الباتع» للكاتب يوسف إدريس، التى تم تحويلها لمسلسل ٣٠ حلقة من إخراج خالد يوسف وبطولة مجموعة كبيرة من الفنانين، بخلاف مسلسل «الصفارة».

«المتحدة» لديها استراتيجية عمل طموحة تستهدف تحويل الأعمال الأدبية إلى الدراما التليفزيونية، سواء فى موسم شهر رمضان أو طوال العام، وهو ما قدمته الشركة طوال السنوات الماضية.

عرض مسلسل «مذكرات زوج» فى رمضان الماضى، وهو مأخوذ عن رواية للكاتب الساخر أحمد بهجت بالعنوان ذاته، المسلسل عالجه دراميًا محمد سليمان عبدالمالك، ومن بطولة طارق لطفى وعائشة بن أحمد وخالد الصاوى ورنا رئيس ونور النبوى وإخراج تامر نادى.

يتناول «بهجت» فى كتابه قصة زوج فى إطار ساخر وفيه يقول: «عندما يكتب الإنسان مذكراته فهذا يعنى أن هناك شيئًا مهمًا يريد من الآخرين معرفته، وأنا لا أصدق هذا الإحساس بالأهمية. لم يخامرنى هذا الإحساس فى البيت أو فى العمل، فأنا رجل متزوج فى البيت، ولى أكثر من رئيس فى العمل، وأنا لا أشكو سوى البلادة والوحدة، ولقد قررت اليوم أن أكتب مذكراتى».

كما شهد الموسم الرمضانى الماضى عرض مسلسل «سره الباتع» المأخوذ عن قصة ليوسف إدريس تحمل العنوان ذاته، وتقع ضمن مجموعته القصصية «حادثة شرف»، وتدور أحداث المسلسل بين زمنين، العصر الحاضر وعصر الحملة الفرنسية على مصر فى العام ١٧٩٨.

أما المسلسل الثالث الذى ارتكز على عمل أدبى، فهو مسلسل «الصفارة»، ولعب بطولته أحمد أمين، ويدور المسلسل المكون من ١٥ حلقة فى إطار كوميدى اجتماعى، إذ يقدم أحمد أمين دور مرشد سياحى يسرق «صفارة» أثرية من سيوة تعيده إلى الماضى، ويدخل فى مغامرات كوميدية.

واعتمدت فكرة المسلسل على قصة قصيرة للكاتب «راى برادبرى» تحمل عنوان Sound OfThunder.

عودة الأبطال التاريخيين.. المقاومة بالمعرفة

من بين أكثر المسلسلات التى لاقت إقبالًا من المشاهد المصرى والعربى فى الموسم الرمضانى السابق «رسالة الإمام» و«سره الباتع»، وربما كان ذلك بسبب اتكاء العملين على شخصيات تاريخية أعادت للأذهان أعمالًا قوية جسدها التليفزيون المصرى، وصارت علامات فى تاريخ الدراما العربية.

فى السيناريو الذى كتبه محمد هشام عبيه، وتناول فيه شخصية الإمام الشافعى، وهى الشخصية التى لها حضور عظيم فى قلب ووعى المشاهد المصرى والعربى، قدم رؤية واسعة حول هذا العالم الجليل ومذهبه، كما تعرض للأحداث السياسية فى تلك الفترة وناقش أهم سمات العصر. أما «سره الباتع» فيدور عبر عصرين، الأول نجد فيه حامد، الفلاح البسيط، فى مواجهة الاحتلال الفرنسى، فيقاوم بقوة ويكيل الضربة تلو الأخرى للاحتلال وجنوده، والعصر الثانى هو عصرنا المعاصر، وفيه يبحث الطفل «حامد»، عن سر مقام السلطان حامد، ويكبر وتكبر معه الأسئلة، ويجد أثناء حفره المقام خطابًا به جزء من الحكاية، ولأن للسلطان مقامات كثيرة فإن الشاب يبحث فيها جميعًا، ويجد بها خطابات تاريخية من العصر الفرنسى، ويذهب بها لعالم فى المخطوطات ويترجمها لمعرفة حكاية السلطان.

قابلت عودة العملين التاريخيين «رسالة الإمام» و«سره الباتع» ترحيبًا كبيرًا، والأخير يتناول مقاومة المحتل، وشرح مخرجه خالد يوسف أن هناك احتلالًا داخليًا أشد تأثيرًا، فالحملة وجنودها معروفون تمامًا، لكن الاحتلال الداخلى احتلال متنكر، تمامًا كما حدث مع سيرة جماعة الإخوان التى أوردها المسلسل وكشف الكثير من الأمور عنها.

فى السياق ذاته، أعلن عبدالرحيم كمال أنه بصدد كتابة مسلسل عن طائفة «الحشاشين» الإسماعيلية، وهى فرقة شيعية، يقوم ببطولته النجم كريم عبدالعزيز، فى تعاون جديد مع الشركة المتحدة، بعد تعاونهما الأخير فى «جزيرة غمام» الذى رسخ فيه «كمال» الحب كوسيلة مثلى لمقاومة الإرهاب والتطرف.

«الدوم» تنقل الشباب إلى النجومية فى الغناء والتمثيل والتقديم التليفزيونى

استجابت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لمطالب آلاف الموهوبين فى كل ربوع مصر، الذين حلموا سنوات بمصادفة من يسلط الضوء على إبداعاتهم، ومن هنا جاءت فكرة برنامج «الدوم»، الذى فتح أبوابه لكل المواهب الفريدة.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى وقت سابق، إن «مصر بها كل ما نتمناه، ولكننا فى حاجة للوصول إليه.. هناك آليات ومبادرات يمكن من خلالها اكتشاف المواهب، سواء فى كرة القدم أو الشعر أو الكتابة الأدبية وغيرها من الفنون»، وذلك تعقيبًا على أداء مريم حسن الرصين، خلال تقديمها فعاليات أحد المؤتمرات، وأثبتت جدارتها.

فى مجال التقديم التليفزيونى؛ استطاعت مريم حسن أن تُثبت أحقيتها بالفوز، وبدأت رحلتها من مرسى مطروح، مؤمنة بحلمها، وشاركت فى الموسم الأول من برنامج اكتشاف المواهب «الدوم»، فى فئة التقديم التليفزيونى.

بعد ذلك، قدمت مريم حسن فعالية مؤتمر التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمشاركة وعضوية كبرى مؤسسات العمل الأهلى التنموى، وبعد تقديمها المتميز وأدائها الرائع أشاد بها الرئيس السيسى، قائلًا: «مش هانسى أرحب بيكى وبسنك الصغير والموهبة.. إحنا كنا اتكلمنا قبل كده إن فى مصر كل اللى بنتمناه، بس محتاجين نوصله، وكل حاجة موجودة فى الـ١٠٤ ملايين، ومريم مثال لده، ربنا يوفقك».

ومن «الدوم» انطلقت إلى شاشة «إكسترا نيوز»، إذ قدمت مريم حسن، البالغة من العمر ١٨ عامًا، نشرة الأخبار على القناة، بعد قرار تعيينها فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عقب إشادة الرئيس عبدالفتاح السيسى بها.

فى آخر يوم تقديم لبرنامج «الدوم»، قدمت يارا مجدى، ولم تكن تعلم أن «الدوم» سيكون بوابة عبورها نحو تحقيق حلمها.

بعد ثلاثة أسابيع علمت بقبولها فى المرحلة الأولى، وبالفعل اجتازت مختلف المراحل حتى استطاعت الفوز، لتحقق حلمها بعد أحد عشر عامًا.

قدمت يارا مجدى نفسها إلى الجمهور ولجنة التحكيم، واستطاعت، خلال الموسم الأول، أن تكون محط أنظار الحضور، حتى وصلت إلى المرحلة النهائية، وحققت حلمها، والتحقت بالعمل فى قناة «إكسترا نيوز» إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

ومن مجال التقديم التليفزيونى إلى مجال الغناء، عمل «الدوم» على تحقيق حلم المواهب التى قدمت نفسها على خشبة مسرح «الدوم»، واستطاعت أسماء الجمل تحقيق لقب «نجمة الدوم ٢٠٢٢»، بعد سنوات من حلمها بخروج موهبتها إلى النور، فعلى خشبة مسرح «الدوم» تألقت وحصلت على إشادات كثيرة من لجنة التحكيم والجمهور أيضًا. 

بعد ذلك جرى إنتاج فيديو كليب لها مع الفنان محمود العسيلى، ووجهت الشكر إلى الشركة المتحدة على دعمها كل المواهب المصرية لخروج حلمهم إلى النور. 

واستطاع ابن العريش أسامة عطية، إبهار لجنة تحكيم برنامج «الدوم» بصوته العذب، ولم يقف حلمه عند عتبات البرنامج فقط، بل وصل للتعاقد مع شركة «ميديا هب سعدى – جوهر»، لتقديم أغنية جديدة له، بعنوان «ماتبكيش»، التى تعد أول أعماله الغنائية، وانطلاقة جديدة نحو بوابة الاحتراف بعد النجاح والشعبية التى حققها فى برنامج اكتشاف المواهب الغنائية «الدوم».

ومن التقديم التليفزيونى والغناء إلى التمثيل، فبعد أن حصل سعد سمير على لقب «الدوم ١»، وأثبت موهبته أمام لجنة التحكيم، شارك فى الموسم الأول لمسلسل «الأصلى»، كما شارك فى أول تجربة تمثيل له من خلال مسلسل «وبينا ميعاد»، ليصبح برنامج «الدوم» سببًا رئيسيًا فى خروج موهبته إلى النور. كما استطاعت ماريا أن تجذب انتباه لجنة التحكيم والمشاهدين؛ فاستحقت الفوز بالمركز الأول فى فئة التمثيل، لتمنحها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فرصة حقيقية للمشاركة مع أكبر النجوم.

وبعد فوزها فى برنامج الدوم، وقعت الشركة معها ٣ عقود، الأول خاص بمسلسل «إيجار قديم». كما شاركت فى «بينا ميعاد»، و«الأصلى»، كما شاركت فى بعض المشاهد فى مسلسل «الصفارة».

 

الدراما تنجح فى تغيير بوصلة المجتمع والمطالبة بإقرار تغييرات فى القوانين لدعم المرأة

قدمت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية موسمًا دراميًا غير مسبوق خلال رمضان الماضى، تضمن العديد من المسلسلات المتنوعة ما بين الدراما والكوميديا والأكشن والأعمال الوطنية، لكن كانت السمة الأكثر وضوحًا، وحظيت بإشادة الجميع خلال هذا الموسم، تقديم مجموعة كبيرة من المسلسلات الداعمة للمرأة وقضاياها.

وأنتجت وعرضت «المتحدة»، خلال الموسم الرمضانى الماضى، عددًا كبيرًا من الأعمال الدرامية التى تناقش القضايا «النسائية»، وتدافع عن حقوق حواء، بما يضمن حياة كريمة وأفضل لها.

مسلسل «حضرة العمدة»، من بطولة الفنانة روبى، يأتى على رأس هذه الأعمال، فقد ناقش صنّاعه قضية «تمكين المرأة» وقدرتها على تولى المناصب القيادية، حتى لو كانت «عمدة» فى قرية ريفية.

ودارت أحداث مسلسل «حضرة العمدة» حول قرية «تل شبورة»، وجسدت «روبى» خلالها شخصية «صفية»، وهى أستاذة جامعية تتولى منصب عمدة القرية، وتواجه عددًا من الأزمات مع الأهالى.

هناك أيضًا مسلسل «عملة نادرة»، الذى ناقش إحدى أبرز القضايا التى تعانى منها حواء فى الصعيد، وهى منع توريث النساء وفقًا لعادات وتقاليد متعارف عليها سنوات طويلة، رغم تعارضها مع الشرع الحنيف.

قدمت «المتحدة»، كذلك، مسلسل «تحت الوصاية»، من بطولة الفنانة منى زكى، الذى سلطت أحداثه الضوء على قضية حق الأم فى الوصاية والولاية على أموال أبنائها بعد وفاة الزوج.

وجسدت منى زكى خلال أحداث المسلسل دور أم لطفلين، يموت والدهما فيحاول عمهما وجدهما الحصول على الميراث الخاص بهما والوصاية عليه، فتهرب الأم لتربية الطفلين بأموال الوالد.

وأثار المسلسل أصداء قوية داخل وخارج مصر، وسلّطت صحيفة «الجارديان» الضوء عليه، وقالت إنه «يناقش إحدى أهم القضايا التى تعانى منها الأرامل فى منطقة الشرق الأوسطـ، وهى الوصاية على أموال الأبناء».

وضمت القائمة أيضًا مسلسل «علاقة مشروعة»، الذى جاء فى ١٥ حلقة فقط، ودارت أحداثه حول العنف ضد المرأة، وخيانة الزوج لزوجته، وضرورة حصولها على حقوقها كاملة.

كما ناقش المسلسل، الذى قام ببطولته الفنان ياسر جلال، الزواج الثانى دون إخبار الزوجة الأولى، وتبعات ذلك على الأسرة والمنزل ككل.

ودار مسلسل «ضرب نار» حول كفاح المرأة المصرية، وكيف يمكنها أن تعول أسرة بأكملها، من خلال شخصية «مهرة»، التى جسدتها الفنانة ياسمين عبدالعزيز، وهى فتاة شعبية تعيش فى شبرا، ويموت والداها، فتتولى مسئولية تربية وإعالة أخواتها.

كان هناك أيضًا مسلسل «جميلة»، من بطولة الفنانة ريهام حجاج، الذى ناقش كيفية موازنة الفتاة الطموحة بين حياتها الزوجية وعملها، من خلال قصة خريجة كلية حقوق تعمل وكيل نيابة، وتدافع عن المرأة ضد ما تتعرض له من ظلم.

وكان لهذه المسلسلات تأثير كبير فى الواقع، وليس على الشاشة فحسب، وذلك من خلال مناقشة وإصدار قوانين أكثر حماية لحقوق النساء، وهو التأثير الذى ظهر جليًا من خلال مسلسلين، الأول هو «فاتن أمل حربى»، بطولة نيللى كريم، خلال الموسم الرمضانى ٢٠٢٢، ثم «تحت الوصاية»، بطولة منى زكى، فى الموسم الرمضانى الماضى ٢٠٢٣.

وناقش مسلسل «فاتن أمل حربى» حقوق الأم المطلقة فى حضانة أبنائها، وتمتعها بالولاية التعليمية الخاصة بهم، وحقها فى الزواج مرة ثانية بعد الطلاق، وعدم حرمانها من أبنائها نتيجة ذلك.

كما تطرق المسلسل إلى الفنادق التى تمنع حجز غرف للنساء دون سن الأربعين بمفردهن، وكيف أن هذه الفنادق لا تسمح للسيدات دون الأربعين بحجز إقامة إلا فى حال وجود رجل من أقاربهن مثل الأب أو الأخ أو الزوج.

ومن الأثر القانونى الذى تركه المسلسل أيضًا اتجاه الحكومة لإقرار قانون جديد يخص الأحوال الشخصية، تتفاعل بنوده بإيجابية مع قضية الطلاق، والحرمان من وصاية الأبناء حال زواج الأم عقب الانفصال.

وقال الرئيس السيسى وقتها: «نحتاج مناقشة قضايا الأسرة بأمانة وحيادية دون مزايدة»، ودعا الحكومة والبرلمان والأزهر وكل مؤسسات المجتمع للتكاتف لإعداد قانون أحوال شخصية متزن، مشددًا على أن كل من له صلة بالملف «فى رقبته أولادنا وبناتنا».

وعقب ذلك، دعت النائبة جيهان زكى، عضو مجلس النواب، بعد إشادتها بالعمل الدرامى الذى أنتجته «المتحدة»، إلى طرح تعديلات على قوانين الأحوال الشخصية على مائدة الحوار البرلمانى، من أجل تغييرها بما ينصف النساء المطلقات.

ثم جاء فى العام الحالى مسلسل آخر لا يقل أهمية فى دعمه القضايا النسائية، هو «تحت الوصاية»، للنجمة منى زكى، الذى سلط الضوء على قضية حق الأم فى الوصاية على أبنائها بعد وفاة الزوج.

ونتج عن هذا المسلسل محاولات لتغيير القوانين التى تنظم الوصاية للأم.

مكالمة رئاسية تُحيى تجديد الخطاب الدينى

تحققت نجاحات كثيرة فى ملف تجديد الخطاب الدينى اعتمادًا على الدارما، وأشهر مثال على ذلك مسلسل «جزيرة غمام».

بدأ الأمر بظهور السيناريست عبدالرحيم كمال ضيفًا على أحد البرامج، وفجأة تواصل الرئيس عبدالفتاح السيسى هاتفيًا مع البرنامج، وتحدث مع الكاتب الكبير عن تجديد الخطاب الدينى، ومنذ ذلك الحين بدأ العمل الجاد ليسهم الفن فى تجديد الخطاب الدينى.

بعد ٦ أشهر من المكالمة الشهيرة، عُرض مسلسل «جزيرة غمام»، وخلاله ظهرت شخصية «الشيخ عرفات»، وكان واضحًا أن فكرة العمل تدور حول تجديد الخطاب الدينى ورفض الإرهاب.

«عرفات» كان الشخصية المسالمة الهادئة المتزنة التى لا تخشى شيئًا، يأكل ما يجده ولا يلبس إلا جلبابًا وحيدًا، ويجتمع حوله الأطفال ليعلمهم أن الحب هو الباقى وأن كل شىء زائل، وأن بالحب وحده يُبنى العالم وبالحب وحده يعيش الإنسان، وطالما وجد الحب فلا مكان لـ«خلدون» أو «الـبطلان»، الشخصيتين المعبرتين عن الشر، وجسدهما الفنانان طارق لطفى ومحمود البزاوى.

«خلدون» قادم من البحر ويستخدم كل قدراته فى محاولة لإغواء الخير والحب و«عرفات»، واستطاع أن يشد إليه «الـبطلان» ليحاولا أن يقضيا على الحب فى المدينة، ويسود الشر، لكن عرفات المؤيّد بمحبة الله والناس استطاع الصمود وعاش تحاوطه محبة الناس.

لا يمكن لأحد أن ينسى ذلك المشهد العبقرى الذى صاغه عبدالرحيم كمال بروعة وإتقان لا مثيل لهما، مشهد درة «ميار الغيطى»، يتنازعها خلدون «طارق لطفى» بأعماله السفلية وعرفات «أحمد أمين» الولى، المحب لله والناس، الذى يؤمن بأن الحب قادر على صناعة المعجزات.

تقف «درة» وتمشى مسلوبة الإرادة فى القرية على خطى وصوت «خلدون»، وهو يأمرها بأن تأتيه، لكن «عرفات» يراها فى الطريق فيدخل إلى أعماقها ويريها الطريق الحقيقى، ويظل صوتاهما يتصارعان إلى أن ينتصر الحب، ويفشل «خلدون».

«خلدون» فى رؤية عبدالرحيم كمال هو الشر والإرهاب، و«عرفات» يمثل الحب والخير والجمال، و«درة» تمثل مصر، هكذا صدّر عبدالرحيم كمال من خلال مسلسله أقوى رد ممكن على إرهاب الجماعات ومحاولتها جرّ مصر إلى خرابها بقلوب مملوءة بالحقد والتشفى، لكن «عرفات» ومصر المليئة بالكثير من «عرفات» لا يمكن أن ينجح عدو فى جرّها إلى طريق التطرف أو الإرهاب الأسود.

للدراما فعل السحر فى قلوب الناس، ولـ«عرفات» تأثير كبير ولـ«محارب» الذى أجاد فى تقمصه فتحى عبدالوهاب أيضًا، وجود مهم، وهو إمام المسجد المتطرف.

وفى المناظرة الشهيرة التى جرت بينهما حدثه «عرفات» عن الحب وأنه باقٍ وقادر، وأن الحب ظل ممدودًا ومبسوطًا من كف الرحمن على الأرض، وأن الأطفال يتجمعون حوله لأنهم أنقياء لم تلوث أبدانهم، فكانت البداية منهم وإليهم، ليكبروا فى عصر ملىء بالمحبة شعاره قلوب وليس فوهة مسدس، بعيدًا عن التطرف والإرهاب، وأمامهم جميعًا قلب كبير يجمع كل تلك القلوب الصغيرة على محبته، قلب مصر.