رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يشيدون برسائل دراما "المتحدة": أدخلت الوعي في عقول وقلوب المشاهدين

دراما المتحدة
دراما المتحدة

تمكنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من تحقيق نجاح كبير في قطاع إنتاجها الفني، حيث تنوعت أعمالها بشكل ملحوظ بين الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية. 

استطاعت هذه الأعمال أن تلهم قلوب وعقول المشاهدين، وتستحوذ على اهتمامهم من خلال شخصيات وقصص تعكس واقع الأسرة المصرية والعربية، وتعيد إحياء الفن المصري الذي كان قد اندثر لسنوات طويلة بسبب الأعمال التي لم تليق بالشعب المصري وتحتوي على محتوى هابط. ولكن بفضل الشركة المتحدة، عاد الفن لوجدان الجمهور الذي كان يشتاق لمثل هذه الأعمال التي تحترم ذكاءه وثقافته.

تواصلت جريدة الدستور مع خبراء في مجال الإعلام والدراما، حيث تحدثوا عن التطور الأخير الذي شهدته الدراما والسينما المصرية، وفيما يلي تقريرنا عن آرائهم.

هويدا مصطفى: الإنتاج الدرامي شهد تطور كبير بفضل الشركة المتحدة

قالت الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة السابقة والخبيرة الإعلامية، إن الإنتاج الدرامي قد شهد تطورًا كبيرًا وظواهر إيجابية متعددة عبر سياسة الإنتاج الدرامي للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي بدأت منذ عدة سنوات من خلال مبادرات أثرت بشكل إيجابي على الإنتاج الدرامي.

وأكملت حديثها قائلة: "كانت النتائج واضحة وكبيرة، خاصة على مستوى الصناعة والتقنيات الحديثة في العناصر الفنية مثل التصوير والمونتاج وتقنيات الإخراج، وأيضًا فيما يتعلق بالمحتوى الدرامي نفسه الذي ابتعد عن الأنماط السلبية التي كانت تعاني منها الدراما المصرية. لقد شهدنا ظواهر إيجابية مثل توسع الأعمال المتميزة على مدار العام وليس فقط في شهر رمضان".

وواصلت قائلة: "كما أصبح الاهتمام بالأعمال الهادفة واضحًا، خاصة تلك التي تناقش القضايا الاجتماعية، من خلال البطولات الجماعية. فقد رصدت هذه الأعمال المشكلات الأسرية واتجهت إلى الدراما الوطنية والتاريخية، مما أضفى تنوعًا في الإنتاج والأشكال الدرامية، بالإضافة إلى ظهور عدد كبير من الوجوه الشابة المتميزة إلى جانب الفنانين الكبار".

وقالت هويدا: "تم اختفاء الظواهر السلبية مثل الدراما العشوائية والبلطجة والمخدرات، حيث أصبحت الدراما أكثر قربًا من الواقع والتصاقًا بالقضايا المختلفة. كما اختفت ظواهر مثل التطويل وظهرت دراما تستمر لمدة 15 يومًا و10 أيام، مما سمح بزيادة عدد المسلسلات لتلبية رغبات المشاهدين المتنوعة".

واختتمت: "مع كل هذا، هناك استمرار للتطور في الدراما، وإضافة إلى هذه الظواهر الإيجابية يأتي أهمية الاهتمام

الناقد الفني والمؤرخ محمد شوقي: المتحدة قدمت رسائل مهمة للجمهور بأعمالها المتنوعة

أكد الناقد الفني والمؤرخ الفني محمد شوقي أن هناك الكثير من الرسائل التي تقدمها دراما المتحدة حيث قدمت في الفترة الأخيرة أو خاصة فترة ما بعد ثورة 30 يونيو رسائل مهمة جدًا للجمهور ومن أعظم هذه الرسائل هي مسلسل الاختيار.

وقال شوقي في تصريح لـ"الدستور"، إن مسلسل الاختيار هو توثيق مباشر وصريح لكل الاحداث التي مرت في مصر حديثًا من بداية أحداث ما قبل الثورة واسبابها ونتائجها، مرورًا بثورة 25 يناير إلى وقتنا الحالي، وهي بذلك وثقت من خلال مسلسل الاختيار باجزائه الثلاثة، كل شىء وهو توثيق في محله تمامًا ليراه الجميع لكل الاجيال الحالية والقادمة ايضًا" .

وتابع قائلًا: "وما رأيناه في مسلسل الاختيار، كان تجسيد للواقع الذي عشناه صوت وصورة وشعرنا بتعب شديد من المشاهد التي كانت تحدث في حياتنا الواقعيه، فكنا نتمنى وقتها أن يأتي يوم ينزاح فيه حكم الإخوان عنا، فلم نكن نتمنى من الاساس ان يكون هذا الحكم موجود اصلا، لكنه واقع عشنا فيه وتعلمنا منه الكثير".

واستكمل قائلًا: "ورصد العمل تفاصيل هامة في تاريخنا وهو ثورة 30 يونيو وما حدث فيها من نزول كل المصريين بكل اطيافهم من اطفال وشيوخ ونساء وشباب حتى حزب الكنبة نفسه نزل، وهذا وضح تمامًا في العمل الذي أنتجته المتحدة واعادت من خلال الروح للمصريين.

وأوضحت كل التفاصيل التي حدثت بالادلة التي لا توجد فيها اي شك، وانا بعتبر المسلسل ده بمثابة مسلسل تاريخي من المسلسلات اللي فعلا بتؤرخ لفترة زمنية عصيبة عاشتها البلاد، وذلك بجانب مسلسلات اخرى بها أفكار غير مباشرة تواجدت في اكثر من مسلسل أظهرت توابع ثورة يونيو، على سبيل المثال مسلسل “حرب” لأحمد السقا ، فكان به رسائل غير مباشرة في شهر رمضان فدراما المتحدة فكرتنا بأعمالها المميزة أننا كنا في نفق مظلم و وعي المصريين والقيادة السياسية المحبة لتراب هذا البلد نجتنا وجعلتنا نعيش في حياة هادئة وصالحة للتقدم" .

واختتم قائلًا: "الدراما التلفزيونية خاصة تجعلنا نرى أنفسنا من خلالها ونعيش معاها بكل تفاصيلها، من خلال شخصية درامية مجسدة أمامه، فشكرا لدراما المتحدة التي وثقت ثورة يونيو المجيدة والتي اعتبرها فعلًا حاجة مهمة جدًا وعظيمة في تاريخ مصر كله".


ناهد صلاح: الشركة المتحدة قدمت اعمال بها تناغم واضح على كافة المستويات الدرامية

أكدت الناقدة ناهد صلاح، أن هناك تغير كبير حدث في السنوات القليلة الماضية في الدراما المصرية بفضل خطط الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

وأشارت ناهد، إلى أن هناك تغيرات عديدة من جوانب مختلفة من ضمنها اختيار الموضوع نفسه والاهتمام بالنواحي الاجتماعية مثل العائلة مثلًا وتفاصيلها، لافتة أن هذه الاشياء أفتقدناها في الدراما وفي الواقع الى حد ما.

وتابعت قائلةً :"هناك نوع من التحفيز على التقاط النبض العائلي إذا جاز التعبير عبر الاهتمام بلمة العائلة، وعبر الاهتمام بنواحي إنسانية مختلفة، قد افتقدناها بشكل كبير في السنوات الاخيرة يمكن نتيجة تغيرات عالمية بتحصل يمكن نتيجة الحالة التكنولوجية اللي هي مفترض انها اتعملت عشان تحولنا نقرب من بعض او جعل العالم قرية صغيرة، فقد جعلتنا منفتحين على العالم بشكل كبير وفي نفس الوقت بعاد عن بعض، لأن طوال الوقت أصبحنا نركز على السوشيال الميديا اكثر من التواصل العائلي نفسه" .

واستكملت: "المتحدة حاولت ان تقرب العائلة وكذلك حاولت أن تبرز هذه المشاكل الخاصة بالسوشيال ميديا عبر أفلام مثل مؤخرًا فيلم “عائلة الروبي” فالعمل تطرق لها بشكل كبير لان دي فعلا ازمة اجتماعية بنعاني منها بشكل واضح جدا والعمل تطرق لهذا الموضوع بشكل واضح ومباشر من خلال قصة خاصة بعائلة الروبي، كما ان المتحدة قدمت مؤخرًا أسماء جديدة لفنانين شباب، فهناك أسماء برزت بشكل كبير، وكانت صف ثاني ولها ادوار صغيرة مثل كريم محمود عبدالعزيز مثلًا، إلا أنه أصبح من نجوم الصف الأول بأعمال أظهرت قدرته الفنية، فهناك أسماء شابة أصبحنا نتعرف عليها سواء في التمثيل أو في الكتابة أو في الإخراج أو على مستوى الموسيقى التصويرية.

واختتمت:"اتمنى من المتحدة أنها تعيد لنا الفنانين الكبار، من صناع الدراما الذين مازالوا موجودين، بحيث انه يكون هناك تنوع أجيال، تنوع في مدارس الكتابة والإخراج  وغيرها، لكن مثل ما ذكرت أنه بالفعل في تغيير بيحصل وهيحصل خصوصًا كمان في نقطة مهمة لابد أن نشير إليها وهي السينما مثلًا في مصر او الفن في مصر هو الرائد" .