لإحلال السلام ومكافحة الإرهاب.. نشاط مكثف للرئيس السيسى بقمة باريس

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، عددًا من اللقاءات الجانبية ومباحثات على هامش مشاركته في القمة الدولية لـ"ميثاق التمويل العالمي الجديد"، والتي انعقدت في العاصمة الفرنسية باريس، ومن خلالها التقى بالعديد من قادة العالم للحديث حول عدة ملفات هامة، منها مكافحة الإرهاب وأزمة الهجرة غير الشرعية.

لقاؤه مع الرئيس الفرنسي

التقى الرئيس السيسي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على مأدبة غداء عمل، أقامها الرئيس الفرنسي على شرف الرئيس بقصر الإليزيه، تكريماً له واحتفاءً بزيارته لفرنسا، للمشاركة في قمة الميثاق التمويلي العالمي الجديد.

ورحب الرئيس الفرنسي بزيارة الرئيس السيسي إلى باريس، معرباً عن تقدير بلاده لمصر، ومثمناً الروابط الوثيقة بين مصر وفرنسا وعمق أواصر الصداقة التي تجمع بين البلدين، خاصةً في ظل الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لاسيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية.

وشهد اللقاء سبل تطوير العلاقات الثنائية، والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها السلبية على أسواق الغذاء والطاقة على مستوى العالم، إلى جانب تطورات الأوضاع في السودان، بالإضافة إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لتونس

أكد الرئيس السيسي، خلال لقائه بنظيره التونسي قيس سعيد، دعم مصر، الكامل لدولة تونس خلال الظرف الدقيق الراهن الذي تمر به، مؤكداً حرص مصر على مواصلة الدفع قدماً بأطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة.

وبحث الجانبان سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن تبادل الرؤى بشأن عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الجهود الدولية لإصلاح النظام المالي العالمي في ضوء الأزمة التي يمر بها.

من جهته؛ أكد الرئيس التونسي اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من روابط وعلاقات وثيقة على المستويين الرسمي والشعبي، مثمناً ما حققته مصر، خلال السنوات الماضية، على الصعيد الداخلي من إنجازات في مجالات الأمن والاستقرار والتنمية، فضلاً عن ثقلها السياسي البارز على الصعيدين الإقليمي والدولي.

مباحثات حول مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف مع رئيس المجلس الأوروبي

كما رحب الرئيس السيسي، باستمرار التواصل مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، معرباً عن التقدير للعلاقات المصرية الأوروبية، مؤكدًا الاهتمام بتطويرها وتعميق الشراكة بين الجانبين، أخذًا في الاعتبار التشارك في الجوار الإقليمي المتوسطي، وأهمية التنسيق المشترك في التصدي للتحديات الإقليمية والدولية.

وتناول اللقاء متابعة تطورات مختلف أوجه العلاقات بين الجانبين، في إطار وثيقة "أولويات المشاركة المصرية الأوروبية حتى عام 2027"، التي تمثل مساراً حيوياً لمزيد من تعميق الشراكة المصرية الأوروبية خلال السنوات القادمة في كل المجالات.
كما تطرق اللقاء إلى التباحث بشأن أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث ثمن رئيس المجلس الأوروبي في هذا الإطار الجهود المصرية المُقدرة من قبل الاتحاد الأوروبي تجاه مختلف القضايا التي تمثل تحديات بالمنطقة وتمس الأمن والاستقرار بدول المتوسط، خاصةً على صعيد استضافة الملايين من اللاجئين على أرض مصر وكذلك منع الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وأيضاً تجاه إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط.

مباحثات حول تفعيل أطر التعاون الثنائي في التبادل التجاري بين مصر وجنوب إفريقيا

كما أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تطوير علاقاتها مع جنوب إفريقيا في مختلف المجالات، لا سيما في ضوء ما يجمع بين البلدين من علاقات متميزة، خلا لقائه مع نظيره الجنوبي سيريل رامافوزا، مشيراً إلى أهمية العمل على تعظيم الاستفادة مما تتمتع به الدولتان من إمكانات وقدرات كبيرة بهدف تفعيل أطر التعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، خاصةً على صعيد التبادل التجاري، بما يحقق المصالح المشتركة، ويساهم في الدفع قدماً بعملية التنمية بالقارة الإفريقية.

من جهته، أشاد الرئيس رامافوزا بالعلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى حرص بلاده على تفعيل وتطوير التعاون الثنائي مع مصر، ومعرباً عن تقديره للدور المصري الفاعل على الساحة الإفريقية والجهود المصرية المبذولة في هذا الصدد.

مباحثات لزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر 

كما أعرب الرئيس السيسي عن التطلع لتعميق وتطوير آفاق التعاون المشترك مع فرنسا في المجالين الاقتصادي والتنموي، خلال جلسة مباحثاته مع برونو لومير، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، لا سيما من خلال زيادة الاستثمارات الفرنسية بمصر لاستغلال الفرص الواعدة التى تتيحها المشروعات الكبرى.

كما تطرق اللقاء أيضاً إلى تناول أعمال قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد، والحاجة الملحة إلى القيام بإصلاحات ذات مغزى في منظومة التمويل العالمي بهدف إضفاء مزيد من العدالة عليها وتعزيز قدرة الدول النامية على مجابهة التحديات المتشابكة، لاسيما على صعيد تغير المناخ.

من جهته؛ أكد وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي حرص بلاده على تعظيم التعاون مع الحكومة المصرية في مختلف المجالات التي من شأنها أن تصب في صالح العملية التنموية الجارية في مصر، مؤكدًا دعم فرنسا لمشروعات الشركات الفرنسية في مصر، وتوفير آليات التمويل اللازمة لخطط الدولتين لبرامج التعاون المالي والفني.