رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيله.. رحلة عاطف الطيب من كرة القدم لرائد الواقعية المصرية المباشرة

عاطف الطيب
عاطف الطيب

28 عاما مرت على رحيل اللمخرج الكبير عاطف الطيب، حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 23 يونيور، ولكن من العام 1995، عن عمر ناهز السابعة والأربعين، مخلفا وراءه 21 فيلما خلال مسيرته الفنية التي لم تتجاوز 12 عاما، وكأنه كان يسابق العمر ليترك بصمته على السينما المصرية.

 

لم يكن عاطف الطيب مخرجا عاديا يصنع أفلامه للتسلية أو التسرية أو التنفيس عن المكبوتات، وإنما كان مخرجا صاحب رؤية خاصة، تتمثل في معظم أفلامه تجعل منه مخرجا عظيما وفقا لمفهوم “المخرج العظيم” كما طرحه كين دانسايجر في كتابه “فكرة الإخراج السينمائي”، وذلك على الرغم من أنه لم يكن يكتب أفلامه وإنما كتبها غيره.

 

 لكنه كان غالبا ما يتعاون مع كتاب بعينهم كل منهم كتب له أكثر من فيلم ما يؤكد تقارب أفكاره مع أفكارهم، ومنهم بشير الديك “6 أفلام”، وحيد حامد “5 أفلام”، ومصطفي محرم “3 أفلام”، وفيلمين لكل من أسامة أنور عكاشة ورفيق الصبان والباقي ثلاثة أفلام فقط التي اختص كل منها بكاتب واحد.

 

ــ حلم عاطف الطيب بأن يصبح لاعب كرة قدم

وقال المخرج هشام النحاس، في حديثه عن عاطف الطيب في كتابه “عاطف الطيب .. رائد الواقعية المصرية المباشرة”: “كان الطيب في طفولته كباقي أقرانه يحتل اللعب مكانة كبيرة في هذه الفترة من حياته، حيث كانت كرة القدم تحتل أيضا مساحة من أحلام الطفولة”.  

وأضاف: “كان الطيب يحلم بأن يصبح لاعبا شهيرا في النادي الأهلي، ولكن الحلم احتلف تماما في المرحلة الثانوية بعد دخوله فريق التمثيل في المدرسة، حيث بدأ رحلة اكتشاف وعشق الفن الذي أبعده عن الكرة واللعب في الشارع إلي الجلوس في قصور الثقافة مشاهدا للمسرحيات والأفلام. وبعد أن كان طالبا مثاليا أصبح مشاهدا مثاليا لأفلام السينما، وكان يسعد دائما بهذا اللقب الجديد الذي أطلقه عليه مجموعة من أصدقائه”.

 

ــ عاطف الطيب وأعمال نجيب محفوظ

واستكمل “النحاس”: “عشق عاطف الطيب أيضا القراءة وكانت لأعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس قوة مؤثرة في تكوينه، وأصبح قارئا نهما يوزع طاقاته بين الروايات وكتب الأدب والتاريخ والأساطير، وفيما بعد قال إنه قرأ أسطورة “سيف بن ذي يزن” أكثر من 20 مرة. ولعل هذا الاهتمام المبكر بالأدب كان وراء محاولاته لتحويل بعض الروايات الأدبية إلي أفلام وكان في مقدمتها وأنجحها “الحب فوق هضبة الهرم” لكن أجرأها كانت محاولته تحويل الرواية الفكرية “قلب الليل” إلي فيلم يحمل نفس العنوان”.

 

ــ عاطف الطيب وحكاية شركة “الصحبة” السينمائية

وتابع: “أسس عاطف الطيب مع أصدقائه: بشير الديك، ومحمد خان، ونادية شكري، شركة إنتاج أطلقوا عليها اسم “الصحبة” مع بداية حياته العملية في الإخراج، وكانت فكرة “الصحبة” الحميمة التي تربط بين مجموعة  من الأصدقاء أحد الأفكار الرئيسية في فيلم “سواق الأتوبيس”، حيث يحاول الأصدقاء التعاون معا لحل أزمة “حسن” بطل الفيلم، وهي الفكرة التي تتكرر بشكل أو آخر في أكثر من فيلم من أفلامه حتي تكاد هذه الصحبة أن تكون عنده بديلا أو مقابلا لتفكك الأسرة. وضمن عمله في شركة “الصحبة” شارك في إنتاج فيلم “الحريف” إخراج محمد خان، وكان المسئول الإداري عن التنفيذ والإنتاج”.