رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كمين فلسطيني و"أباتشي" إسرائيلية.. ماذا حدث في "جنين"؟ وما التداعيات؟

جنين
جنين

شهدت عمليات الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين  صباح اليوم الإثنين تعقيدا غير مسبوق؛ أسفر عن سقوط قتلى في الجانب الفلسطيني وإصابات في الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. 

تتمحور العمليات العسكرية في الساعات الأخيرة على إنقاذ المركبات الإسارئيلية المتضررة جراء عبوة متفجرة تم زرعها من قبل أحد التنظيمات المحلية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في جنين إذ أصيب ما بين 5 إلى 7 مركبات إسرائيلية، وفق تقارير فلسطينية. 

وفي تطور لافت للأحداث، تحدثت تقارير عن غارة جوية إسرائيلية على الضفة الغربية لأول مرة منذ 2002.

كمين فلسطيني

 انطلقت صباح اليوم الاثنين فرقة من مقاتلي وحدة يماس الخاصة وحرس الحدود ودورية المظليين الإسرائيليين إلى مدينة جنين في وقت مبكر لاعتقال اثنين من المطلوبين الفلسطينيين حسب تقارير إسرائيلية

اشتبك مقاتلي سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في كتيبة جنين مع القوات الإسرائيلية في عدة نقاط بالمدينة. وقالوا في بيان إنهم فجروا عددا من العبوات الناسفة التي تم رزعها لاستهداف المركباتالاسرائيلية، وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام فلسطينية انفجار عبوة ناسفة وُضعت على جانب الطريق بالقرب من المركبات العسكرية الإسرائيلية التي أحاط بها الدخان. وأظهر مقطع آخر سيارات الجيش الإسرائيلي تتعرض لإطلاق نار.

بعد ذلك أطلقت مروحية  من طراز"أباتشي" تابعة للجيش الإسرائيلي صواريخ على منطقة تم التعرف فيها على مسلحين، على حد قول الجيش الإسرائيلي، من أجل السماح بإجلاء الجنود الجرحى من المنطقة إلى المستشفيات في إسرائيل.

أكد الجيش الإسرائيلي إصابة 7 جنود إسرائيليين خلال الاشتباكات ووصفت حالة جنديين بالخفيفة والمتوسطة فيما أصيب ثلاثة من حرس الحدود بصورة متوسطة وثلاثة آخرون إصابتهم طفيفة.

فيما قتل خمسة فلسطينيين فى الاشتباكات وقال الجيش الإسرائيلي إن مروحية إسرائيلية نفذت ضربات نادرة في المدينة لإجلاء سبعة جنود جرحى من منطقة القتال بعد انفجار العبوة الناسفة. وعلى الرغم من إخلاء القوات الإسرائيلية المُصابة، إلا أن ما يصل إلى سبع مركبات تابعة للجيش الإسرائيلي ظلت عالقة في الصباح بسبب الكمين وقال الجيش الإسرائيلي  إخلاء المركبات استغرق عدة ساعات على الأقل، وتم إنهاء الإخلاء في الثالثة مساء.

تحركات الجيش الإسرائيلي 

أفاد مسؤول أمني في حديث لموقع واللا الإسرائيلي أن "العبوة التي انفجرت في جنين تزن حوالي 40 كيلوغراماً وهي شبيهة بعبوات لبنان وغزة". وقال مسؤولون على إطلاع  بمجريات العملية: “لقد وجدنا أنفسنا بداخل عملية لوجستية تحت النار. لهذا تم استدعاء المروحية لمساعدتنا في إخراج القوات”.

أثار الحادث مخاوف لدى المؤسسة الأمنية من إمكانية أن يكون الفلسطينيون قد دبروا كمينا لمركبات الجيش وقاموا بزرع العبوات الناسفة سلفا على طريق خروجها من المدينة وفق تصور أو معرفة حقيقية للطريق التي ستسلكها تلك المركبات وهو ما يستدعي تحقيقا في الأمر وفقاً لتقرير لموقع واينت العبرى.

فيما بدأت المؤسسة العسكرية  اتخاذ قرارات فورية بتحصين المركبات العسكرية والمسماة فهود (بانتر) بطبقات إضافية خصوصا تلك التي تدخل إلى عمق مدن الضفة الغربية ومخيماتها.

أفاد المراقبون التكتيكات التي اتبعها الفلسطينيون هذه المرة مستوحاة من الماضي القتالي في لبنان وغزة. كما أشارت تقارير إلى أن المستهدف في هذه العملية هو الناشط في الجناح العسكري لحركة حماس عصام ابو الهيجا.

عملية عسكرية واسعة

كشفت الصحف العبرية أن عملية جنين جاءت ظل تقديرات للمؤسسة الأمنية بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن عملية عسكرية واسعة النطاق تركز على شمال الضفة الغربية، وفقاً لتصريحات مسؤولين أمنيين الأسبوع الماضي أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي زاد من عملياته من العام الماضي وحتى الآ، في إطار عملية كاسر الأمواج لكن الغرض من مثل هذه العملية، إذا تم تنفيذها، هو العمل على نطاق أوسع والقيام فعليًا بـ "جز العشب"، والهدف النهائي هو استعادة الردع.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه من غير الواضح ما هي العواقب الأوسع على العلاقات مع السلطة الفلسطينية، إذا كانت غزة ستستجيب وما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد يفكر في شن عملية أكبر في جنين بعد الحادث.