رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عاد قبل وصوله".. حكاية آخر محمل لكسوة الكعبة من مصر

الكعبة
الكعبة

على الرغم من بساطة مبنى الكعبة المشرفة، إلا أنها تختلف تماما عن الأبنية الأخرى مهما بلغت روعة زخارفها أو معمارها، فبيت الله الحرام هو أول بيت وضع للناس، ليكون قبلتهم المقدسة وزاده الله تكريما وتعظيما وإجلالا ومهابة ببناء الكعبة في رحابه الأمن الطاهر، فالكعبة جديرة بالتشريف والطواف حولها.

ومن المعروف أن الظاهر بيبرس أول من أمر بخروج المحمل بالكسوة وذلك في شهر شوال عام 675 هـ؛ يقول الإمام السيوطي في وصف المحمل المصري: يخرج الموكب من مصر بالمحمل السلطاني، والسبيل المسبل للفقراء والضعفاء بالزاد والماء والأدوية والأطباء والأئمة والأمراء والأمناء، وبحسب تقرير نشر بجريدة "الوفد" بعددها الصادر في 2005 كشف عن المحمل كان يضم حجاج مصر وما يليهم من بلاد إفريقية، والحمالون يحملون على الركائب الكسوة وما يفيض به جود الدولة قربى إلى الله، وفي عهد الناصر قلاوون عام 679 هـ، ظلت السلطنة المصرية تولي اهتمامها بكسوة الكعبة.

وفي عهد العثمانيين وفي ولاية السلطان سليم الأول 922هـ استمرت ولاية مصر في صناعة كسوة الكعبة وإرسال المحمل بالخيرات المصرية، أما في عهد محمد علي عام 1815 م أعد دار خاصة لصناعة الكسوة أطلق عليها "مصلحة الكسوة"، ورصدت لها ميزانية خاصة لكسوة المنبر، وحجر إسماعيل، ومقام إبراهيم عليهما السلام، وستارة باب المنبر الملكي والمنبر النبوي، وكيس مفتاح الكعبة، وتحمل من مصر في موكب لم يشهد الناس له مثيلا.

ولأسباب سياسية في ذلك الوقت، وتحديدا في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر توقف إرسال المحمل من مصر إلى السعودية عام 1962، وعاد قبل أن يصل إلى أرض المملكة، إلى أمر الملك عبد العزيز آل سعود بصنع الكسوة وتم صناعتها بعد ذلك في عهد الملك خالد بن عبد العزيز في أم الجود بمكلة عام 1362هـ، وتم تركيبها داخل الكعبة عام 1403هـ.