رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قرب قرب».. أسرار السيرك فى عرض «الهناجر»

مسرحية «قرب قرب
مسرحية «قرب قرب

شادى سرور: تعرضنا لإصابات وكسور خلال التدريبات لتقديم «حالة واقعية»

أُفضل عروض الموسيقى مع الاستعراضات.. والصعوبة فى إيجاد «ممثل شامل»

قال المخرج شادى سرور، مدير مركز الهناجر للفنون، إن مسرحية «قرب قرب»، أحدث عروض المركز، نتاج ورشة التمثيل والإخراج التى أشرف عليها بنفسه، وهى تجربة تحكى عن عالم السيرك والعلاقات الإنسانية داخله، والمشكلات التى تواجه لاعبى السيرك. وأضاف «سرور»، فى حواره مع «الدستور»: «بقدر المتعة والتشويق الظاهر بالعرض؛ إلا أن التجربة كان بها العديد من التحديات والصعوبات والمخاطر، إذ حرصت على أن يتعايش متدربو الورشة بشكل حقيقى مع لاعبى السيرك لتحقيق هذه اللوحة الفنية». العرض المسرحى «قرب قرب» تأليف وأشعار أحمد نبيل، وإخراج شادى سرور، وديكور فادى فوكيه، وأزياء مها عبدالرحمن، وموسيقى أحمد نبيل، وإضاءة محمد عبدالمحسن، ويضم ما يقرب من ٤٠ ممثلًا وممثلة من أعمار مختلفة.

■ بداية.. لماذا يركز مركز الهناجر على عروض الورش؟

- يهتم المركز منذ نشأته بإقامة ورش مسرحية، لأنها مفيدة للشباب، لذا فالأمر ليس جديدًا.

■ ماذا تضمنت الورشة من تدريبات؟

- تضمنت الورشة منهجين تدريبيين، الأول بقيادتى، وأثمر عرض «قرب قرب»، والآخر بقيادة المخرج محمد الصغير، وسيكتمل عرضه قريبًا.

وفيما يخص منهجى التدريبى فقد تضمن مناهج التمثيل الشهيرة، مثل أدوات الممثل الخارجية والداخلية والإيهام الكامل، واخترت نموذج المخرج ستانسلافيسكى، صاحب هذا المنهج، الذى حصلنا منه على كل التطورات من خلال مدارسه، علاوة على أننى أضفت وجهة نظرى كمدرب فى استخدام هذا المنهج خلال الفترة الحالية، بما يتناسب مع طبيعة التمثيل الحديث.

أما المخرج محمد الصغير فقد اعتمد على أدوات منهج الـ«كوميدى ديلارتى» وكسر الإيهام والتعامل مع لغة الجسد للممثل، وكل الأمور التى تتضاد مع منهج «الإيهام الكامل» الذى اعتمدت على تدريسه للمتدربين، وهما منهجان ضروريان لأى ممثل.

■ هل كُتب النص قبل الورشة أم أنه عبارة عن دراماتورج لارتجال الممثلين خلالها؟

- النص كُتب خصيصًا للورشة، وهو فكرتى؛ فحتى أطبق فكرة «الإيهام الكامل» لمجموعة شباب يصل عددهم إلى ٤٠ متدربًا ومتدربة على خشبة المسرح كنت أحتاج إلى نص يحقق فكرة الإيهام الكامل ويضم هذا العدد، فكانت فكرة السيرك هى الأنسب.

ورأيت أنه من الضرورى أن يتدرب الشباب على ألعاب السيرك المختلفة، وأن يتعايشوا مع الموضوع، وبالفعل رحبوا بالفكرة، فذهبت أنا والمؤلف ومجموعة المتدربين إلى السيرك، وكررنا الأمر مرات كثيرة على مدار ٣ أشهر، وكنا نتحدث إلى فنانى ولاعبى السيرك، وظهرت أفكار كثيرة داخل سياق فكرة السيرك، حتى وصلنا إلى عرض «قرب قرب» الذى يتناول عالم السيرك والعلاقات الإنسانية بين اللاعبين والفنانين.

■ ما أبرز الصعوبات التى واجهت الورشة؟

- المتدربون حاولوا منذ اليوم الأول تعلم الأكروبات وإتقانها، وتنفيذ فقرات السيرك المختلفة، وانضم لفريق العمل ٣ لاعبين حقيقيين من السيرك، لأنهم أحبوا فكرة الورشة.

كان التحدى الأكبر هو أن نصل إلى الشكل الواقعى للسيرك وألعابه المختلفة، وهذا أمر فى غاية الصعوبة بالنسبة للمتدربين، فهناك من تعرض لإصابات خلال التدريب، مثل كسر القدم، وأصبت أنا أيضًا.. هذه هى المعاناة الحقيقية للاعبى السيرك، فهم معرضون للخطر طوال الوقت، ولا يمكن أن يفقدوا التركيز ولو لثانية واحدة.

■ هل كان هدف هذا العرض الوصول لمفهوم الممثل الشامل؟

- فكرة الممثل الشامل هى فكرة مهمة جدًا، ودائمًا أسعى لتقديم هذا النوع من العروض التى تضم الموسيقى والاستعراضات، ولكن الصعوبة تكمن فى إيجاد الممثل الذى يمتلك كل تلك القدرات. الأمر يتعلق بإيجاد الممثل الذى لديه هذا الحس الفنى المتنوع، وهو ما نفتقده فى الوسط المسرحى، فمن الصعب أن تجد ممثلًا شاملًا، لكن عرض «قرب قرب» لم يكن من أجل تقديم الممثل الشامل.. كان ذلك فى ورشة العام الماضى. فى كل عام أضع عنوانًا وإطارًا جديدًا للورش بمركز الهناجر، وبما أننا فى سيرك فكان من الطبيعى أن يكون هناك غناء واستعراض، لكن لا يمكن أن نعد العرض من المسرحيات الغنائية الاستعراضية، فالغناء والاستعراض فى العرض مكملان للصورة.

■ كيف استطعت التوفيق بين عملك كمدير لمركز الهناجر وكمخرج؟

- هناك هيكل إدارى متميز وعلى درجة عالية من الكفاءة بمركز الهناجر للفنون، والإشراف عليهم شىء سهل للغاية نظرًا لكفاءتهم المهنية، وهو ما مكننى من إدارة مركز الهناجر بسهولة وأعطانى مساحة من الوقت للإخراج وتدريب شباب الفنانين.

وما يهمنى أن أوصله للمخرجين والمؤلفين أن يعملوا بحب فى مركز الهناجر، الذى هو مكان له تاريخ طويل، وتركيبة خاصة، فالديكور فى العرض بسيط وسهل التركيب، وهو ما يتناسب مع مسرح الهناجر الذى هو قائم على فكرة الفراغ والإضاءة، فالتكلفة الإنتاجية للعرض بسيطة، وهو قائم على استغلال الطاقة البشرية، وقدمت نموذجًا لكيفية التعامل مع مسرح مركز الهناجر للفنون، وأتمنى التوفيق لكل المخرجين والفنانين الذين يقدمون أعمالًا بمركز الهناجر للفنون.

■ ما خطتك لتطوير المركز خلال الفترة المقبلة؟

- أسعى للاهتمام بمسرح ساحة الهناجر وتطويره خطوة بخطوة، وذلك على مستوى التقنيات المختلفة من صوت وإضاءة، وذلك لتُقدم عروض عليه، حتى لا يظل مجرد مسرح تُقدم عليه مجموعة من الحفلات والفعاليات الفنية، وهذا ما أسعى لتحقيقه الفترة المقبلة.