رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تضىء المستقبل.. كيف تم تنويع مصادر الطاقة خلال 9 سنوات؟

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

في ظل الطلب المتزايد على الطاقة والتحديات البيئية والاقتصادية، تسعى مصر إلى تنويع مصادر الطاقة والاستفادة من الإمكانات الهائلة للطاقة المتجددة في البلاد، ففي خلال تسع سنوات من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهد قطاع الطاقة في مصر تطورات كبيرة ومشروعات ضخمة في مجالات الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين.

وكانت تهدف استراتيجية الطاقة الحالية في مصر، التي اعتمدها المجلس الأعلى للطاقة، إلى زيادة توليد الطاقة المتجددة بنسبة تصل إلى 20% من إجمالي المزيج بحلول عام 2020، وفي هذا الإطار، نفذت مصر عدة مشروعات رائدة في مجال الطاقة الشمسية، منها مشروع بنبان للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم، كما أنشأت مصر أول محطة للطاقة الشمسية المركزية في إفريقيا والشرق الأوسط.

وفي مجال الطاقة الريحية، تعتبر مصر من أوائل الدول التي استخدمت هذه التكنولوجيا في المنطقة، حيث بدأت في إنشاء أول محطاتها للطاقة الريحية، وتضم مصر حاليًا 12 محطة للطاقة الريحية بإجمالى قدرات تبلغ نحو 1465 ميجاوات، ونجحت مصر في زيادة حصتها من الطاقة الريحية إلى 7200 ميجاوات في عام 2022.

وفي سبيل تعزيز دورها كمركز إقليمي للطاقة، سعت مصر أيضًا إلى استغلال إمكاناتها في مجال الهيدروجين كوقود نظيف ومستدام، وفي هذا الإطار، أعلنت مصر عن خارطة طريق لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الطاقة المتجددة، والتي تشمل إنشاء أول محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر بالتعاون مع ألمانيا، كما تعمل مصر على تطوير مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأزرق من الغاز الطبيعي، والذي يعد أحد أهم مصادر الطاقة في مصر.

الاقتصاد الأخضر

وبهذه المشروعات، تؤكد مصر على التزامها بالتحول نحو اقتصاد أخضر ومنخفض الكربون، وبالمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ، وتسعى مصر أيضًا إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال الطاقة، وتبادل الخبرات والتكنولوجيات والفرص الاستثمارية.

 

ومن أبرز المشروعات التي نجحت مصر في تنفيذها في مجال الطاقة خلال فترة حكم الرئيس السيسي:
 

  • مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم، والذي يضم 41 محطة بقدرة إجمالية تبلغ 1650 ميجاوات.
     
  • مشروع محطة الضبعة النووية لإنتاج الطاقة الكهربية، أول محطة نووية في مصر والشرق الأوسط، والتي تضم 4 مفاعلات نووية بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها.
     
  • مشروع الربط الكهربائي مع دول عربية وإفريقية، والذي يهدف إلى تعزيز التكامل الإقليمي وتبادل الطاقة والفائض.
     
  • مشروعات رفع قدرة عدد من المحطات التي تعمل بنظام الدورة البسيطة وتحويلها لتعمل بنظام الدورة المركبة، والتي أضافت 6000 ميجاوات للشبكة القومية.
     
  • مشروع خارطة طريق لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الطاقة المتجددة، والذي يستهدف استغلال إمكانات مصر في مجال الهيدروجين كوقود نظيف ومستدام.

 

مركز إقليمي

وفي هذا السياق، يقول سمير عبد الكريم، الخبير في مجال الطاقة المتجددة والبديلة، إن مصر تسعى جاهدة لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، من خلال تميزها بالموقع الجغرافي والاستراتيجي الذي يربط بين قارات العالم ويسهل تجارة وتداول الطاقة، والثروات الطبيعية والاكتشافات الجديدة في مجال الغاز في البحر المتوسط، بالإضافة إلى البنية التحتية والشبكات التي تنقل وتوزع وتصدر الغاز والمواد البترولية.

ويضيف: "هناك العديد من التشريعات والاتفاقيات التي تنظم سوق الغاز وتشجع المستثمرين من القطاع الخاص في مصر، فضلًا عن التعاون والتكامل مع دول عربية وإفريقية من خلال منظمة غاز شرق المتوسط، كُل ذلك يمكن مصر من أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة في منطقة الشرق الأوسط".

وعن الفوائد التي قد تنتج عن تحويل مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، يوضح "سمير" في حديثه لـ"الدستور"، أن هذا الأمر سيساهم في زيادة الإيرادات القومية من تصدير الغاز والمنتجات البترولية والبتروكيماوية، وتعزيز الأمن الطاقي والاستقرار السياسي لمصر ودول المنطقة، وتحسين العلاقات والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين في مجال الطاقة.

ويتابع: "سيساعد أيضًا في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخلق فرص عمل جديدة، وتشجيع الابتكار والبحث العلمي في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين، والتي سيعتمد عليها المستقبل بشكل كامل في كل دول العالم".

مواجهة التحديات

يشير الخبير في مجال الطاقة المتجددة والبديلة، إلى التحديات التي كانت تواجه قطاع الطاقة في مصر، ومنها محدودية المصادر التقليدية للطاقة وعدم استدامتها وتأثيرها السلبي على البيئة، وعدم توافر البنية التحتية اللازمة لنقل وتخزين وتوزيع الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والتشغيل والصيانة لمشروعات الطاقة المتجددة.

ويستطرد: "نقص الكوادر المؤهلة والمدربة في مجالات الطاقة المتجددة، كان يعيق أيضًا مراحل تطور قطاع الطاقة في مصر، ولكن اتخذت الدولة المصرية خطوات مميزة لمواجهة هذه التحديات، من خلال زيادة الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة والتنويع بين مصادر الطاقة، وتطوير البنية التحتية والشبكات الكهربائية لنقل وتوزيع الطاقة المتجددة".

وفي ختام الحديث، يؤكد "سمير" أن مصر نجحت خلال فترة حكم الرئيس السيسي في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتقليل الهدر والانبعاثات، وتأهيل وتدريب الكوادر الفنية والإدارية في مجالات الطاقة المتجددة، وتعزيز التشريعات والسياسات والحوافز التي تشجع على استخدام الطاقة المتجددة، فضلًا عن تعميق التعاون والشراكة مع الدول الإفريقية والأوروبية في مجال الطاقة.