رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد رياض: الحركة المسرحية قادرة على صد «الأفكار المتطرفة» (حوار)

محمد رياض
محمد رياض

 

كشف الفنان محمد رياض، رئيس الدورة الجديدة من المهرجان القومى للمسرح، عن أن المهرجان يضم هذا العام ٤٠ عرضًا مسرحيًا بمسابقته الرسمية، وهذا أكبر من أى عدد عروض تضمنه المهرجان فى دوراته السابقة، لافتًا إلى أن الورش التدريبية ستبدأ قبل فعاليات العروض بنحو شهر، وتستهدف رفع قدرات الفنانين.

وأوضح «رياض»، فى حواره مع «الدستور»، أن المهرجان يضم عروضًا تمثل كل قطاعات المسرح، سواء البيت الفنى أو قصور الثقافة الجماهيرية أو قطاع الفنون الشعبية والمسرح الحر ومسرح الهواة والمسرح الكنسى ومسرح الجامعات والشركات والبنوك والنقابات والأكاديمية، كما تنطلق هذا العام، إضافة لمسابقة المقال والبحث النقدى، مسابقة فى النص المسرحى.

وأكد أنه سيجرى تفعيل خاصية QR Code؛ لإتاحة الحجز أونلاين والتخلص من مشكلة الازدحام وسوء التنظيم، مشددًا على أن كل العروض مجانية.

■ بداية.. ما مدى تأثير المهرجان القومى فى الحركة المسرحية المصرية؟

- أرى أن المهرجان القومى للمسرح هو فرصة كبيرة جدًا لكل المبدعين للتسابق فى مهرجان يضم مسابقة رسمية، يتنافس بها العديد من جهات الإنتاج التى تمثل كل ما أُنتج فى المسرح المصرى خلال هذا العام.

■ متى بدأت علاقتك بالمسرح؟

- علاقتى بالمسرح بدأت فى المسرح المدرسى، ثم فرقة «شباب المسرح» للهواة التى عملت بها لمدة ١٣ عامًا، وقدمت العديد من العروض المسرحية.

ثم جاء المسرح الجامعى بعد التحاقى بكلية العلوم، وحينها أنشأت فريق تمثيل، بعدما كان مسرح الكلية مغلقًا، وحصلت على جوائز عديدة خلال دراستى الجامعية، ثم التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وقدمت أكثر من ٤٠ عرضًا مسرحيًا، وكنت أشارك دائمًا بمسابقتى المسرح العربى والمسرح العالمى خلال الدراسة بالمعهد.

وبعد التخرج قدمت عروضًا فى عدد من المسارح، منها الطليعة والمسرح المتجول، ثم تركت المسرح مؤقتًا لانشغالى بتقديم الفيديو «المسلسلات»، ثم عدت للعمل بالمسرح مرة أخرى، وكانت آخر أعمالى المسرحية عرض «حفلة تنكرية» عام ٢٠١٧.

■ ما تفاصيل الرؤية التى طرحتها على اللجنة العليا بعد توليك رئاسة المهرجان؟

- المسرح مهم جدًا بالنسبة لأى مجتمع، ويعتبر حائط صد لجميع الأفكار المتطرفة، وسنجد أن ٩٠٪ من جمهور المهرجان من الشباب، لذا تقوم رؤيتى على جذب شريحة كبيرة جدًا من الشباب من خلال فعاليات المهرجان، خاصة أن المسرحيين ينتظرون المهرجان سنويًا.

فعاليات المهرجان هذا العام مستمرة على مدار ١٣ يومًا، ونقدم خلالها العديد من الندوات والورش، سواء فى التمثيل أو السينوغرافيا، ولدينا أيضًا ورشة لـ«الباك ستيدج»، وهى لجميع المهن التى خلف الكواليس، وتشمل ورشة للمخرج المنفذ والإدارة المسرحية، وأتمنى أن تسهم هذه الفعاليات فى إعادة جمهور المسرح.

■ ما الهدف الذى تسعى لتحقيقه خلال رئاستك هذا الحدث؟

- أتمنى أن تصل الفعاليات لرجل الشارع العادى، وفى سبيل تحقيق ذلك اعتمدنا آليات تسويق جديدة تضمن انتشار إعلان المهرجان فى الشوارع والاستعانة بالرعاة والداعمين فى ذلك.

نحن نقدم المسرح فى جميع أنحاء الجمهورية، وهناك أشخاص لا يعرفون عن المهرجان ولا يستطيعون الوصول إليه.. لذا يجب أن نعمل على تسهيل الأمر وإتاحته، لأن المهرجان يضم الكثير من العروض، كما هو الحال فى الدورات السابقة التى كانت ناجحة مع رؤساء المهرجان السابقين، وآخرهم الفنان يوسف إسماعيل، ووجودى فى الدورة الـ١٦ استكمال لكل ما قدموه.

■ هل سنرى فعاليات مختلفة هذا العام؟

- تبدأ الورش قبل المهرجان بقرابة الشهر لرفع قدرات الفنانين، كما نقدم هذا العام ٤٠ عرضًا مسرحيًا من خلال المسابقة الرسمية، بزيادة عدد كوتة العروض عن الأعوام الماضية فى عدد من قطاعات المسرح، سواء البيت الفنى أو قصور الثقافة الجماهيرية أو قطاع الفنون الشعبية والمسرح الحر ومسرح الهواة والمسرح الكنسى ومسرح الجامعات والشركات والبنوك والنقابات والأكاديمية، ما يسهم فى حدوث حراك مسرحى، وإتاحة الفرصة لجميع القطاعات بالمشاركة فى المهرجان، كما نطلق هذا العام، إضافة لمسابقة المقال والبحث النقدى، مسابقة فى النص المسرحى.

■ كيف تعاملت مع ملف المكرمين؟

- يركز المهرجان هذا العام على تكريم الأحياء، فمن المؤكد أن الأكثر جدوى وإسعادًا للفنان أن يُكرّم فى حياته، وألا نظل نؤجل تكريمه لبعد وفاته. هذا مع كل التقدير والاحترام للراحلين، الذين لن ننساهم بالضرورة بل سنكرمهم أيضًا لكن عبر البحث والدراسات والتوثيق الذى يستهدف أعمالهم وإسهامهم فى المسرح.

■ ما معايير اختيار المكرمين وأعضاء لجنتى المشاهدة والتحكيم؟

- اختيار المكرمين جرى بالتنسيق والاتفاق مع اللجنة العليا التى تضع السياسة العامة للمهرجان، وتضم اللجنة: الفنان خالد جلال، والفنان هشام عطوة، والدكتور أحمد بهى الدين، رئيس هيئة الكتاب، والمخرج إسلام إمام، والناقدة عبلة الروينى، وهشام سليمان، والفنان نضال الشافعى، وآخرين، والمعيار الأساسى هو القيمة وحجم التأثير فى حركة المسرح المصرى.

أما عن اختيار لجان التحكيم، فيتم بعناية شديدة، ونحرص على اختيار أشخاص يتميزون بالكفاءة والخبرة والحيادية، وأؤكد أن المسرحيين سيفرحون باختياراتنا للجنة.

وتكون لجنة المشاهدة، المنوط بها اختيار العروض المسرحية، من خارج قطاعات المسرح التابعة للدولة، وهى لجنة مهمة جدًا لأنها منوطة باختيار العروض.

■ ما الطريقة الأفضل للتعامل مع جمهور المهرجان حتى لا تتكرر مشكلات التنظيم؟

- نعمل خلال هذه الدورة على تطبيق الحجز أونلاين، عن طريق QR Code، وهذه الخاصية يجرى تفعيلها لأول مرة فى المهرجان هذا العام حتى تكون هناك فرصة عادلة لحضور الجمهور، وذلك تماشيًا مع خطة الدولة للتحول الرقمى.

■ ما أبرز التحديات التى تواجهك؟

- التحدى الأكبر هو الميزانية بلا شك، فنحن نعمل على تجهيز ٤٠ عرضًا مسرحيًا، بما يشمل الديكورات والإضاءة والاكسسوارات فى كل مسارح مصر، وعلينا أن نهيئ الظروف لإتاحة تلك العروض المجانية لجميع فئات الجماهير دون أى بيروقراطية فى سير العمل.

وأوجه الشكر لجميع العاملين بالمهرجان بصرف النظر عن أى ماديات، لأن ما يقدمونه للمهرجان من جهد وعمل وإخلاص أكبر بكثير من المقابل المادى الضعيف جدًا، والحقيقة أن الكل يعمل بحب وجهد كبير من أجل خروج المهرجان فى أفضل صورة.

■ هل ستفرق بين المحترفين والهواة؟

- هذا السؤال مقرر علينا كل عام، وسمعته خلال مشاركتى فى اللجنة العليا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأعرف جيدًا هذه الإشكالية.

سأوضح الأمر: لدينا المسابقة الرسمية، وتضم المسرح بكل أطيافه «هواة ومحترفين»، لكننى أرى أن مَن يُظلم فيها هم المحترفون وليس الهواة، لأن المحترفين يقدمون عروضًا جماهيرية، فهم يراعون أن تنجح أعمالهم وتصل للجمهور، بينما الجامعات والفرق الحرة تكون أولوياتها فنية، ولا تنشغل بهذا الطابع الجماهيرى.

وإذا قدمت أكثر من مسابقة سيكون ذلك صعبًا جدًا على مستوى التنظيم، وسيحتاج إلى لجان تحكيم كثيرة، خاصة أن هناك مهرجانات كثيرة للهواة، سواء بالجامعات أو أكاديمية الفنون.

■ ما سبب عودة بعض النجوم إلى المسرح من جديد؟

- عودة النجوم إلى المسرح شىء عظيم جدًا، لأن المسرح يحتاج إلى نجوم، وأرى أن المسرح مظلوم ولا يحظى بالدعاية الكافية.

وأتمنى أن يزيد الإنتاج المسرحى، وأن يجرى افتتاح عدد أكبر من دور العرض المسرحية، فالمسرح المصرى له خصوصية تميزه عن كل الدول العربية.

■ متى تعود للمسرح من جديد؟

- كنت أنوى العودة للمسرح هذا العام، لكن الظروف كانت صعبة، خاصة أن المسرح يحتاج إلى مجهود كبير جدًا ووقت طويل، لكنى أنوى العودة للمسرح قريبًا.

■ ما الهدف الذى تتمنى تحقيقه بختام الدورة الـ١٦ للمهرجان القومى للمسرح؟

- أتمنى أن تصل عروض المهرجان القومى للمسرح لكل الناس، وأن أقدم مهرجانًا يليق بالمسرحيين المخلصين دومًا للمسرح الذين يعتبرونه حياتهم، وأتمنى أن يخرج بالشكل اللائق بقيمة المسرح والمسرحيين، لأن مَن يعمل بالمسرح يضحى بشكل كبير جدًا، خاصة أن المسرح لا يقدم للممثل عائدًا ماديًا كبيرًا.

كما أتمنى أن يسهم المهرجان فى زيادة الحراك المسرحى، وإعادة الجمهور للمسرح من جديد، خاصة أن عروض المهرجان تُقدم مجانًا.