رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

5 مشروعات أثرية ضخمة لحماية التاريخ المصرى

التاريخ المصرى
التاريخ المصرى

على قدم وساق تواصل وزارة السياحة والآثار والجهات التابعة لها، وفى مقدمتها المجلس الأعلى للآثار، تنفيذ مشروعات تطوير وترميم وإعادة تأهيل عدد من المواقع والمناطق الأثرية، امتدادًا لما تحقق من إنجازات غير مسبوقة فى هذا القطاع على مدار السنوات الماضية.

وتستعد الدولة لافتتاح عدد من المشروعات خلال الفترة المقبلة، لا سيما تلك التى تأتى ضمن إعادة تأهيل القاهرة التاريخية، تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية فى هذا الشأن. 

«الدستور» تستعرض جانبًا من هذه المشروعات فى القاهرة وعدد من محافظات الجمهورية.

المتحف اليونانى الرومانى عرض قطع أثرية لأول مرة أمام الجمهور.. وخدمات جديدة للزائرين

تستعد وزارة السياحة والآثار ومحافظة الإسكندرية لافتتاح المتحف اليونانى الرومانى، حيث من المقرر الانتهاء من أعمال تطويره آخر يونيو المقبل، حيث قارب كل الأعمال على الانتهاء، وجار الآن العمل على وضع القطع الأثرية داخل فتارين العرض المتحفى، طبقًا لسيناريو العرض المقرر.

ومن المتوقع أن يحقق المتحف نقلة كبيرة فى خريطة السياحة العالمية لمحافظة الإسكندرية، كونه المتحف الوحيد المتخصص فى الحضارة اليونانية الرومانية، خاصة أنه سيضم عددًا من القطع الأثرية تعود للحضارة اليونانية والرومانية التى سيتم عرضها لأول مرة.

ويضم المتحف اليونانى الرومانى ٤١ ألف قطعة أثرية بين معروض ومخزون، من أهمها تمثال من الرخام الأبيض للمعبودة أفروديت ترتدى الصندل الخاص بها وبجوارها الطفل إيروس المجنح، وتمثال رخامى للمعبود سيرابيس وآخر للإمبراطور ماركوس أوريليوس، وغيرها من القطع المتميزة. 

ويتضمن مشروع التطوير بالمتحف مضاعفة مساحة العرض المتحفى وأعمال دهانات حوائط المتحف من الخارج والداخل وتدعيم الحوائط القديمة للمتحف بهيكل حديدى، وترميم واجهة المتحف القديمة الكلاسيكية، فضلًا عن تطوير منظومتى الإضاءة والمراقبة.

وجرى رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين؛ بما يعمل على تحسين التجربة السياحية وجعلها أكثر جاذبية ويسرًا، حيث تم تزويد المتحف بكافيتريات وبيوت للهدايا، كما تمت إتاحة المتحف لاستقبال السياحة الميسرة من ذوى الهمم، حيث تم تخصيص دورات للمياه ومصاعد، وأماكن للتربية المتحفية لهم.

حصن بابليون إزالة الاتساخات والأتربة والبقع العالقة بالأحجار

انتهت وزارة السياحة والآثار من ترميم وتطوير الجزء الجنوبى من الحصن الموجود أسفل الكنيسة المعلقة والمسمى ببوابة عمرو، وذلك بعد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من مشروع ترميمها، التى شملت تنظيف جميع واجهات الحصن الخارجية والداخلية وإزالة كل الاتساخات والأتربة والبقع العالقة بالأحجار، وتطوير منظومة الإضاءة فى جميع أجزاء الحصن الدائرى التى أسهمت بشكل أساسى فى إظهار الجمال المعمارى للحصن والوظيفة الأصلية للمبنى.

كما تمت معالجة الجدران وتكحيل العراميس لتوضيح شكل الأحجار الموجودة وترميم الأجزاء المتدهورة منها، وعمل تغشية للشبابيك الخاصة بالحصن بمشاركة معهد الحرف الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار، بالإضافة إلى رفع كفاءة خدمات الزائرين بالموقع.

وحصن بابليون تم بناؤه بأمر من الإمبراطور تراجان فى القرن الثانى الميلادى، وقام بترميمه وتوسيعه وتقويته الإمبراطور الرومانى أركاديوس فى القرن الرابع.

معبد بن عزرا اليهودى ترميم الواجهات والزخارف ومعالجة الشروخ

تتضمن أعمال الترميم بمعبد بن عزرا درء الخطورة وعزل الأسطح للحماية من تأثير الرطوبة الناتجة عن تسرب مياه الأمطار، ومعالجة الطبقات اللونية من تأثير العوامل الجوية المختلفة وترميم الواجهات، ومعالجة الشروخ، وتنظيف الوحدات النحاسية والحديدية وأعمدة الرخام، فضلًا عن أعمال ترميم الزخارف الأثرية والمكتبة، ورفع كفاءة شبكة الكهرباء والإضاءة، وتأهيل الموقع العام ورفع كفاءة خدمات الزائرين به.

ويعد معبد بن عزرا واحدًا من أهم وأقدم المعابد اليهودية فى مصر، حيث كان يحتوى على العديد من نفائس الكتب المرتبطة بعادات وتقاليد اليهود وحياتهم الاجتماعية فى مصر، بالإضافة إلى الجنيزا، وينسب المعبد إلى إبراهام بن عزرا من القرن ١٢م، وقد أعيد بناؤه فى القرن ١٩م، والمعبد فى الأصل كان كنيسة تسمى «كنيسة الشماعين» وقد باعتها الكنيسة الأرثوذكسية للطائفة اليهودية لبناء معبدهم، وسُمى المعبد بهذا الاسم نسبة إلى «عزرا الكاتب» أحد أجلاء أحبار اليهود.

أما عن تخطيط المعبد فهو مستطيل مساحته حوالى نحو ٣٥٠٠م، ذو واجهات خالية من الزخارف، أما من الداخل فيتبع الطراز البازيليكى، ويتكون المعبد من طابقين، يخصص الطابق الأول للرجال والثانى للنساء، وتوجد فى الوسط منصة الوعظ، حيث تُقرأ التوراة، وفى الشرق يوجد على منصة عالية تابوت العهد، الذى يحتوى على لفائف التوراة، يحجبه باب منقوش وستار من الداخل، وتعكس الأشكال الزخرفية لهذا المعبد الفن الذى نجده فى مصر مع تأثيراته المتعددة، سواء كانت من العصور القديمة أو البيزنطية أو الإسلامية.

منطقة سور مجرى العيون إنهاء التعديات على الحرم.. وصيانة الأشغال الخشبية

تضمنت أعمال مشروع تطوير سور مجرى العيون صيانة السواقى الخشبية المقامة أعلى المبنى، وإزالة التعديات على السور والحرم الأثرى، ومعالجة وتنظيف الأحجار وإزالة طبقات السناج والاتساخات، وصيانة الأشغال الخشبية والأرضيات بالممرات الداخلية، وتأهيل السلالم وتغشية الفتحات ورفع كفاءة محيط الأثر.

وقناطر مياه سور مجرى العيون أنشأها السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدًا كاملًا سنة ٧١٢ هـ- ١٣١٢م، وأقام لها السلطان الغورى مأخذًا للمياه به ست سواقى بالقرب من مسجد السيدة عائشة. ولم يبق من القناطر التى أنشأها صلاح الدين شيئًا سوى بقايا قليلة فى بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة.

وكان قد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواقى على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد، الذى يعرف اليوم باسم إسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبى، وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة.

توسيع ساحات انتظار السيارات بـ«قلعة صلاح الدين الأيوبى»

يتواصل حاليًا رفع كفاءة خدمات الزائرين بالمنطقة، من حيث توسيع ساحات انتظار السيارات، وغيرها، تمهيدًا لافتتاحها خلال الفترة المقبلة، حيث يمثل المشروع أهمية كبيرة لما تتمتع به القلعة من قيمة تاريخية وأثرية ودينية متفردة.

ترميم المعابد والمساجد

جرى الانتهاء من ترميم الصالتين الأولى والثانية بمعبد ستى الأول بالقرنة بالأقصر، وما زال العمل مستمرًا، كما انتهت الأعمال فى قصر محمد على بشبرا، ومسجد وضريح أمير الجيوش بن الفضل بن العباس «سيدى شبل» بمحافظة المنوفية، وجامع الظاهر بيبرس، وجامع الأقمر بشارع المعز، ودير المحرق بأسيوط.