تعديلات على عقوبة التحرش.. حكايات من دفتر ألم النساء

قرابة 62% من نساء مصر تعرضن للتحرش مرة واحدة في حياتهن على الأقل سواء جسديًا أو لفظيًا، بحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة في العام 2022، بالرغم من الجهود التي تبذلها للتقليل من معدلات التحرش وسن القوانين والعقوبات.

وإزاء ذلك أدخلت مصر تعديلات على قوانين التحرش خلال السنوات الماضية، رغم معدلاته المرتفعة، ويرجع البعض السبب إلى خوف النساء من التبليغ لذلك لا يتلقى الجاني العقوبة المقررة من البداية وسط مطالبات بتغليظ العقوبة أكثر.

تعديلات على جريمة التحرش

ومؤخرًا وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، لعدد من صور الجرائم، منها التعرض للغير فى مكان عام أو خاص، التحرش الجنسي والتنمر، سواء حال ارتكاب مثل تلك الجرائم فى مكان العمل أو فى إحدى وسائل النقل العام أو الخاص.

وتضمنت التعديلات فرض عقوبة بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز أربع سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتي ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، على كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق، بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية أو الإلكترونية، أو أية وسيلة تقنية أخرى. 

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تجاوز خمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائتي ألف جنيه ولا تزيد على ثلاثمائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا ارتكبت الجريمة في مكان العمل أو في إحدى وسائل النقل العام أو الخاص أو من شخصين فأكثر.

 شهد: "الواقعة عدى عليها سنين وفاكراها كأنها دلوقتي"

شهد.م، 22 عامًا، إحدى الفتيات التي تعرضت للتحرش الجسدي، بسبب حبها الشديد للتمثيل والفن، ورغبت في دخول ذلك المجال سريعًا لاسيما أنها تقوم بنفس الأنشطة التمثيلية في مسرح الجامعة ووجدت الفرصة في إعلان.

قالت: "كان إعلان عن كاستينج لفتيات لكنه كان متأخر في أكتوبر الساعة 10، أصريت أروح لأنه حلمي وروحت لاقيت بنات جايين يقدموا، لكن مساعد المخرج اللي موجود بدأ يتحرش بيا أحيانًا لفظيًا ثم جسديًا وأنا من الخوف مقدرتش أعمل حاجة".

أضافت: "وبعد ما روحت بعتلي أني اتوافق عليها في الدور لكني رفضت خوفًا من مساعد المخرج دا، الواقعة مر عليها ثلاث سنين لكن أنا لسه فاكراها كأنها إمبارح، وأنه ضيع عليا فرصة تمثيل بسبب الخوف أن يكرر فعلته دي تاني".

• تشير إحصائية نشرها موقع (World Population Review) عام 2020، إلى أن نحو 35% من النساء حول العالم عانين بعض أشكال التحرش الجنسي، وأن 40% فقط يطلبن المساعدة، وأقل من 10% يلجأن للقانون لإنصافهن.

مروة: "بنقنع نفسنا أنها مرة وهتعدى"

أما مروة.ت، ثلاثينية، فتعرضت للتحرش داخل المواصلات العامة، وكانت أحد المشاركين في حملة Me too، وحدث ذلك أثناء عودتها من عملها وهي تحمل طفلتها الصغيرة من الحضانة: "كنت راكبة أتوبيس وشايلة بنتي وتعبانة من المشوار ودرجة الحرار عالية، فجاءة حسيت بأيد بتلمسني من ضهري".

تضيف: "ولما بصيت لقيت حد ماشي من بعيد وبيضحك لي، كأنه بيعترف لي أن هو تحرش بيا فعلًا، وأنا من الصدمة مقدرتش أتكلم وخوفت على بنتي تتبهدل فسكت، لحد ما وصلت بيتي وكنت منهارة من اللي حصل.

تابعت: "إحساس صعب جدًا مش هتحسه غير اللي مرت بيه، إحنا بنخاف نبلغ لأن فيه مجتمع شرقي مش هيرحم الست عشان كدة بنسكت وبنقنع نفسنا أنها مرة وهتعدى".