رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤرخ دولي: الأفروسنتريك ومحاولة تشويه التاريخ المصري.. من هي كليوباترا السابعة؟

بسام الشماع
بسام الشماع

لم تكن كليوباترا ذات جذور أفريقية، ولا مصرية، ولكن أبوها مقدوني اغريقي، لا أحد يعلم لون بشرتها بالتحديد، لا مومياء، لا مقبرة، نادر جدا لو شاهدت تمثال أصلي لها مثبوت، بتلك الكلمات بدأ بسام الشماع المؤرخ والمحاضر الدولي تصريحاته حول محاولات تشويه كليوباترا من قبل حركة المركزية الإفريقية "الأفروسنتريك".

وأضاف الشماع فى تصريحات لـ"الدستور"، أن شخصية كليوباترا كانت ماكرة ميكيافيلية كارثية، متابعا "الشخص الوحيد الذي أحبته كليوباترا هي كليوباترا نفسها".

وتابع الشماع، لا أحد يعلم من أمها، لكن أبوها بطولميس الزمار، نظرا لأنه كان يلعب آلة نفخ.

وأشار إلى أن كليوباترا لها أكثر من وجه على العملات المعدنية، مؤكدا أن حركة المركزية الأفريقية أدلتها واهية و لا تستند نظرياتهم على أرض صلبة، وسهل جدا وقفهم جدا.

ولفت الشماع إلى أن الحل ليس المنع، العنصرية الفجة التي عفا عليها الزمن، لكن الرد يكون من خلال أساليب عديدة منها مؤتمر عالمي مشترك واحد و تنتهي الحركة إلى الأبد، بعد إلقاء عدد من المحاضرات الموثقة الدامغة.

وتابع: "غير ذلك، فأنتم تضيعوا مجهوداتكم و باقاتكم و فلوسكم و اعصابكم على الفاضي  ودون جدوى حقيقية".

وأضاف الشماع أن من ضمن محاولة أفرقة كليوباترا اللجوء إلى ما يعتقد البعض أنها روابط علمية مؤثرة، فمثلا فى عام 2009، كُتبت مقالة، اقترحت مجموعة من مذيعي بي بي سي، علماء آثار بناءً على تحليل جثمان زُعم أنها جثة " أرسينوي"، أخت كليوباترا، أن والدتهم "أفريقية" الهيكل العظمي".

وتابع الشماع: "في عام 2009، تكهن فيلم وثائقي لقناة بي بي سي، أن كليوباترا ربما كانت جزئياَ من شمال إفريقيا، واستند هذا إلى حد كبير على فحص هيكل عظمي مقطوع الرأس لطفل في مقبرة 20 قبل الميلاد في اِفسوس "تركيا الحديثة"، جنبًا إلى جنب مع الملاحظات القديمة والصور الفوتوغرافية للجمجمة المفقودة الآن.

تم افتراض أن البقايا تخص "أرسينوي" الرابعة وهي الأخت غير الشقيقة لكليوباترا، وتشيرالتخمينات المستندة إلى عمليات مشبوهة إلى أن الرفات تخص فتاة قد يكون عرقها من شمال إفريقيا.

وأكد الشماع أنه تم رفض هذا الادعاء من قبل العلماء، على أساس أنه من المستحيل التعرف على البقايا على أنها "أرسينوي"، ومن المستحيل تحديد عرق البقايا على الإطلاق، وحقيقة أن البقايا كانت لطفل أصغر بكثير من أرسينوي عندما ماتت، والحقيقة أن أرسينوي و كليوباترا يتشاركان نفس الأب، بطليموس الثاني عشر "أوليتس الزمار" و لكن الامهات مختلفين.

ووفقا لما قالته "ريبيكا فوتو كينيدي"، أستاذة مساعدة في الدراسات الكلاسيكية، ودراسات المرأة والنوع الاجتماعي، والدراسات البيئية في جامعة دينيسون، نظرًا لعدم وجود أساس جيني للعرق، فإن أي ادعاءات بالقدرة على تحديد الخلفية العرقية الحقيقية لكليوباترا من شجرة عائلتها لا يديم أي شيء سوى الموقف السياسي الحديث، فيما أكدت ماري بيرد، أستاذة الكلاسيكيات في جامعة كامبريدج وباحثة الحضارة الرومانية القديمة، أن الحقيقة هي أنه ليس لدينا أي فكرة عن أصول كليوباترا، لكنها كانت بالتأكيد من عائلة مقدونية ملكية، ولكن ما إذا كانت والدتها أو كانت أي امرأة أخرى من أسلافها مصرية لا نعرفها ". 

وتابع الشماع "يبقى الأمر على ما هو عليه من وجهة نظري، نحن لا نعلم من أمها، ولا لون بشرتها حتى الآن، ولا أعتقد أن جثمانها موجود للكشف عنه، لأن قلت في نظريتي أن الرومان ممكن ان يكونوا قد تخلصوا من جثمانها كنوع من الانتقام من عدوتهم، وأيضا لكي لا تتمتع بحياة أخرى هنيئة كانت تتمناها كملكة لمصر.

وأكد الشماع أنه يجب مواجهة الأفروسينتريكية، مواجهة مباشرة بالأدلة والبراهين القوية عن طريق مؤتمر عالمي مشترك علمي كبير مؤثر يكون موضحا، ومثبتا، وناهيا نهاية قاطعة أمام الكل، ويكون بمثابة بداية نهاية، لهذا الحركة في العالم".

وتابع: "أرى أن كليوباترا هي السيدة التي ارتدت المعطف المخملي خافية سيفًا في يد وقرطاسًا ثقافيًا في يد أخرى، لسانها كان يقطر حلو الكلام، والسم الزعاف لمن يقف في الطريق، وقد دونت للمستقبل ما حدث في الماضي، عن كليوباترا أن لو كان الأمر بيدي لكتبت فوق قبرها، إن وُجد عبارة: "هنا ترقد سيدة قبرها هو طموحها".

وأعرب الشماع عن اعتقاده بأن حريق مكتبة الإسكندرية في عهد يوليوس قيصر، وكليوباترا السابعة، كان متعمدا لإنهاء السطوة السكندرية على الثقافة العالمية مما يساعد روما على التقدم لتصبح المدينة الرائدة في العالم.

واستطرد: "لا أعتقد أنها انتحرت بل قُتلت، فإنها بحق المرأة التي حيرت التاريخ". 

حلول لمواجهة لأفروسنتريك

وشدد الشماع على أن الحل لمواجهة تلك المزاعم، سيكون من خلال تنظيم مؤتمر عالمي يستضيف علماء من العالم منهم سمر البشرة أفروسينتريك، وعلماء و مرشدين مصريين ووزير الآثار والسياحة، وإنهاء المعضلة بالعلم والوصول السليم السريع  للآخر، وإعطاء كل حضارة حقها بتاريخ صحيح غير مزور أو مشوه أو مسيس، مشيرا إلى افعل هذا قبل 10 مايو المقبل ميعاد عرض الفيلم.

بجانب عدد من الأفلام التسجيلية المعتمدة من الجامعات المصرية، بجانب تثقيف مجتمع السوشيال ميديا.