رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المسجد الأقصى ومحاولة تغيير الوضع التاريخى والقانونى

تحاول الحكومة "الإسرائيلية" تغيير الوضع التاريخى للمسجد الأقصى وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا مع إبعاد المسلمين عنه ومنع صلاتهم فيه وذلك باقتحام باحاته وأداء شعائر تلمودية داخله فى انتهاك صارخ للقوانين الدولية الإنسانية التى تنص على حق أصحاب الديانات (المسلمين والمسيحيين)، من الوصول الآمن لأماكن عبادتهم، وأداء شعائرهم الدينية، فى المسجد الأقصى (أولى القبلتين وثالث الحرمين)، والحرم القدسى الشريف، وكنائس القدس المحتلة.
وفى إطار التصعيد اليمينى المتطرف الفاشى لحكومة نتنياهو، نظم 25 ألف مستوطن متطرف، يتقدمهم سبعة وزراء، وعشرون عضو كنيست، منهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومى إيتمار بن غفير مسيرة فى يوم العاشر من أبريل 2023 إلى البؤرة الاستيطانية "إفيتار"، المقامة على أراضى فلسطين فى جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس للمطالبة بسرعة شرعنة البؤرة وإعلانها مسيوطنة. 
ومنذ بداية العام الحالى 2023 يرتكب العدو الصهيونى جرائم يومية ضد الشعب الفلسطينى
بجانب هجوم المستوطنين اليومى على القرى الفلسطينية والتنكيل بالشباب وقتل النساء والأطفال، وحرق المنازل والممتلكات، هذا بجانب اعتداءات اليهود اليمينيين المتطرفين اليومية على المسجد الأقصى وعدد من المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس الشرقية والتى ازدادت منذ بداية شهر رمضان المبارك.
وفى بداية أيام عيد الفصح اليهودى، نظم المتطرفون الصهاينة المتشددون، اقتحامات يومية لباحات المسجد الأقصى، والذى هو جزء لا يتجزأ من مواقع التراث العالمى الثقافى، وشهد العالم الاعتداء الوحشى من قبل اليهود اليمينيين المتطرفين على المصلين العزل المعتكفين فى المسجد الأقصى وإصابة المئات منهم بجروح خطيرة، وذلك بحماية جنود الاحتلال الغادر. 
وفى استمرار التصعيد والاستفزاز الصهيونى، ومع التزامن بالاحتفال برابع أيام "عيد الفصح" اليهودى، اقتحم ما يقرب من 500 مستوطن متطرف، فى يوم 9 أبريل 2023 المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال، التى نشرت المئات من عناصرها فى ساحات المسجد الأقصى وفى البلدة القديمة، وذلك فى إطار إشعال المنطقة، وإشعال حرب دينية. وفى خامس يوم اقتحم 1531 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك، وأدوا صلوات جماعية ورقصات استفزازية وذلك فى حماية جيش الاحتلال.
لم يكتف المتطرفون بذلك بل واصلوا الاعتداءات فى اليوم السادس، حيث اقتحم 788 مستوطنًا المسجد، وعند خروجهم تجمعوا أمام الأبواب، وقاموا بتأدية رقصات استفزازية. وبلغ عدد المتطرفين الذين اقتحموا المسجد الأقصى حتى كتابة هذا المقال 3430 مستوطنًا، وتحول المكان لثكنة عسكرية، واستخدم جنود الاحتلال الرصاص المطاطى، وقنابل الغاز، ضد المصلين العزل. وزد على ذلك جريمة أخرى من جرائم الكيان المحتل العنصرى وهى إلغاء تصاريح مسيحيي قطاع غزة ومنعهم من الوصول لبيت لحم للاحتفال بسبت النور وعيد القيامة، بالمخالفة لكل المواثيق الدولية والإنسانية.
إننا أمام جماعات متطرفة عنصرية ستدخل فى تكوين "الحرس الوطنى" الصهيونى، الذى طالب بتكوينه وزير الأمن القومى بن غفير، وتمت الموافقة عليه من قبل حكومة نتنياهو، وستكون نواة تكوين الحرس الوطنى، مجموعة لافاميليا المتطرفة، التى ترفع شعار الموت للعرب، وتهدد بإبادة العرب وحرقهم وحرق قراهم، ومعهم منظمة "كاهانا حى" العنصرية، ومنظمة "نساء من أجل الهيكل".
إن الشعوب العربية، تطالب المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن، بتحمل مسئولياتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية، بالعمل على وقف هذا العدوان الصهيونى، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى، والحفاظ على حقه فى حرية العبادة، كما تطالب المحكمة الجنائية الدولية، بالتحقيق فى تلك الجرائم وإحالة قادة الكيان العنصرى للمحاكمة.
إن الشعوب العربية المناهضة للتطبيع مع المحتل المجرم تطالب حكوماتها بالوقف الفورى للتطبيع مع العدو، كما تطالب بطرد السفراء الصهاينة الذين يدنسون أراضى بلادنا.
إن الشعب الفلسطينى الصامد الباسل ما زال يقاوم العدو، ويدافع عن عزة وكرامة ومقدسات الشعب العربى. 
المجد والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والنصر للمقاومة، والبقاء للشعوب، والزوال للاحتلال.