رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس أساقفة طرابلس: عيد القيامة دعوة لنا جميعا للعبور من الموت إلى الحياة

رئيس أساقفة طرابلس
رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال

ترأس رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر قداس عيد القيامة، في كنيسة مار جاورجيوس في منطقة الزاهرية بطرابلس، بمشاركة المونسنيور الياس البستاني والأب باسيليوس غفري، بالإضافة حشد من الأقباط الكاثوليك.

وألقى رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك عظة قال فيها: " تحية من تراثنا المسيحي المشرقي، ومن صلب إيماننا بحدث تاريخي هو الأساس للمعتقد المسيحي كله، وأن قيامة السيد المسيح في اليوم الثالث دعوة لنا جميعا إلى العبور من الموت إلى الحياة، من موت الخطيئة إلى حياة النعمة، من الظلمة إلى النور. 

وأضاف: قيامة السيد المسيح هي دعوة لنرتفع دائما بأفكارنا وأخلاقنا وأعمالنا إلى فوق، إلى العلاء، متعاملين مع الأرض وخيراتها، تعامل عابر سبيل لا المقيم، لأننا نحن البشر، لم نخلق لهذه الأرض، بل نحن معدون ومدعوون للعيش أبديًا بأجسادنا النورانية في الملكوت السماوي، مع المسيح القائم من بين الأموات.

واستكمل: المسيحية ديانة الفرح بالغلبة على الانتصار، وهي ليست ديانة الخوف والضعف واليأس، كما أنها ليست فقط ديانة العقائد الإيمانية، والأخلاق والقيم والوصايا والأسرار، بل هي ديانة مرتكزة على شخص السيد المسيح المنتصر على الموت، ومخلص البشرية من وصمة خطيئة جدنا الأول آدم، ولذلك نحن ملقبون باسمه، مسيحيون.

واستطرد، المسيحية هي ديانة الانتصار على الذات، ديانة القيامة الروحية الذاتية الداخلية، والتجدد في عمق ضميرنا وسيرتنا. كل شيء في هذا العيد، عيد الفصح المجيد، يدعونا إلى القيامة الروحية الذاتية، أي إلى القيامة من موت الخطيئة، إلى التجدد في عمق ضميرنا وسيرتنا، وبدون هذا التجدد، يمسي العيد مهرجانا مملا، وبهرجة عقيمة.  

وتابع: "كلنا مسيحيون ومسلمون، نتشارك في وطن واحد لبنان، وكل الزعماء ورجال السياسة والفعاليات الحزبية، أجل كلنا نريد الأشياء نفسها ونطالب بها، ألا وهي: التمتع بالأمن والاستقرار والحرية، وتأمين الطبابة والسكن والتعلم في المدارس والجامعات، والشعور بفرح الوجود وبالصحة الجيدة، وتأمين العيش الكريم، والحصول على وظائف لائقة ووقف الهجرة، وبخاصة هجرة الشباب.

ولفت، وندعو رجال السياسة والزعماء، إلى الجلوس معا والعمل معا على تحييد لبنان عن صراعات المحاور الدولية والإقليمية، ليكون منطلقا للاستقرار والأمن والسلام في المنطقة، ومساحة لقاء وحوار للجميع. ندعوهم تحمل واجباتهم الوطنية والعمل على انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية. وتعالوا معي أيها المؤمنون بالمسيح وقيامته، نصلي ونطلب من الناهض من بين الأموات، أن يلهم الرؤساء والمسؤولين الروحيين والزمنيين، كي يعملوا على إنسان ومواطن مؤمن بالله وبالوطن، وتأمين العيش الهادىء والهانىء والكريم لكل اللبنانيين".

وختم:" أيها الأحبة، تأكدوا أنكم أبناء القيامة والغلبة، لا أبناء الموت والخوف والجبانة. الرب يسوع، الذي بموته وقيامته، حررنا من الموت ومن الخطيئة، قادر، إذا نحن أردنا، أن يجدد فينا الرجاء والقيامة، وبالرغم من كل ما يحيط بنا، من ثورات وانقلابات وكوارث وعنف وقتل ودمار، ومن صور قاتمة، وأصوات يأس وبؤس وشؤم، نعم بالرغم من كل ذلك، نبقى دائما وأبدا، منتصرين فخورين بأننا أبناء القيامة والحياة والفرح، وفي أعماق قلوبنا وعلى شفاهنا نردد أنشودة العيد: المسيح قام حقا قام".