رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المطران عطا الله حنا: نرفض استغلال الحرب الروسية الأوكرانية

المطران عطالله حنا
المطران عطالله حنا

قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم الثلاثاء، إننا نرفض استغلال الحرب الروسية الأوكرانية من أجل النيل من مكانة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والتي باتت كنيسة مضطهدة ومستهدفة في أكثر من مكان في هذا العالم.

وأضاف حنا في بيان: نرفض الحرب والتي نعتبرها شراً مطلقاً ونطالب بأن تتوقف حقناً للدماء ووقفاً للدمار والخراب ومن واجبنا جميعاً أن نصلي وأن نرفع الدعاء إلى الله من أجل أن ينير عقول وضمائر الحكام والسياسيين لكي تتوقف هذه الحرب التدميرية التي لا يمكن أن يقبلها أي إنسان أو أن يبررها بأي شكل من الأشكال.

وواصل أن استغلال هذه الحرب لضرب الكنيسة الأرثوذكسية الروسية واضطهادها إنما هو عمل قذر، فالكنيسة ليست جزءاً من هذه الصراعات السياسية والكنيسة كانت دائماً حاملة لرسالة المحبة والأخوة والسلام، نرفض ما تتعرض له الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا وفي غيرها من الدول الغربية من استهداف واضطهاد ومحاولات للحصار والتهميش والتهمة جاهزة وهي العلاقة مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وكأن العلاقة مع هذه الكنيسة الشقيقة أصبحت جريمة يجب أن يحاسب وأن يساءل عليها هؤلاء.

وأشار إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية سوف تنتهي عاجلاً أم آجلاً ونتنمى أن يكون هذا عاجلاً وليس آجلاً ولا يجوز أن تؤثر هذه الحرب وتداعياتها على العلاقة بين الكنائس، إننا نرفض الاضطهاد الذي تتعرض لها الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا كما أن هناك استهداف للكنيسة الأرثوذكسية في عدد من الدول الغربية بحجة ارتباطها وتبعيتها للكنيسة الأرثوذكسية الروسية وهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، يجب احترام الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ودورها الروحي والحضاري والوطني وخاصة في الحقب التي عانت فيها الكنيسة من الاضطهاد ولا يجوز استغلال الحرب الدائرة حالياً للنيل من مكانة هذه الكنيسة ولأسباب لا يمكن القبول بها بأي شكل من الأشكال.

وتابع: يجب احترام كل الكنائس وخصوصيتها ونرفض إقحام الإثنية أو القومية في الصراعات بين الكنائس فالكنائس هي فوق الإثنية أو القومية لأنها كنائس حاملة لرسالة الإيمان والمحبة والأخوة التي نادى بها المخلص، نقول لبعض أولئك الذين يحرضون على الكنيسة الروسية او لربما على غيرها من الكنائس اوقفوا هذا التحريض وكونوا جسور محبة بين الاخوة واعملوا من اجل المصالحة والمحبة واعادة الاخوة واللحمة بين ابناء الكنيسة الارثوذكسية الواحدة ابعدوا الصراعات السياسية وتحلوا بالحكمة والمحبة وهذا ما اتمناه من قادة الكنائس الارثوذكسية في كل مكان فنحن في كنيستنا اليوم بحاجة الى مبادرات وبحاجة الى كلمات تعزز السلام والمحبة بعيدا عن التحريض وبعيدا عن استغلال الحرب لاهداف قذرة بعيدة كل البعد عن القيم المسيحية الارثوذكسية .

وتابع: دعوتنا هي للمحبة والمسامحة والمصالحة وترميم العلاقة ودرء المخاطر وتوحيد الصفوف فهنالك من يسعون لضرب وحدة الكنيسة الارثوذكسية من الداخل مستغلين الاوضاع السياسية القائمة في اوكرانيا وفي غيرها من الاماكن ولا يجوز استغلال الامور السياسية من اجل ضرب وحدة الكنيسة فالكنيسة هي اسمى من كل ذلك نوجه تحية التضامن والمحبة الى الكنيسة الارثوذكسية في اوكرانيا والتي تتعرض لاستهداف ممنهج من قبل القيادة السياسية في كييف وبدعم من جهات غربية لا تريد الخير للكنيسة الارثوذكسية .

مختتمًا: نرفض الحرب في اوكرانيا ولكننا في نفس الوقت نرفض استغلالها للانتقام من الكنيسة الارثوذكسية الروسية والنيل من مكانتها ونحن نعرف جيدا من يقف وراء هذا المخطط ومن هو المستفيد من كل ذلك ولكن الكنيسة ابواب الجحيم لن تقوى عليها مهما تآمروا عليها وخططوا للنيل من مكانتها فهي ستبقى حاملة لرسالة المحبة والاخوة والسلام وفي فترة الصوم الاربعيني المقدس نحن سائرون نحو الجلجلة والصليب والالام والموت ولكننا بعدئذ سوف نرى نور القيامة والقيامة هي انتصار على الموت ورسالتنا اليوم لكل اولئك الذين يعانون من الاضطهاد بأنكم تحملون الصليب ولكنكم ستنتقلون بعدئذ الى قيامة الانتصارعلى الظلم والاستبداد والاضطهاد.