محمود عبدالشكور يشيد بـ«رسالة الإمام»: البساطة الآسرة تنتظر مكانها فى المحروسة
أشاد الناقد الفني محمود عبدالشكور بمسلسل "رسالة الإمام"، مؤكدًا أنه عمل عظيم واصفًا أداء الفنان خالد النبوي بالمميز جدًا.
وقال عبدالشكور، في منشور له عبر حسابه الشخصي بـ"فيسبوك": "مشهد عظيم لخالد النبوي في الحلقة الثانية من مسلسل "رسالة الإمام" فكرة وسيناريو وحوار وإشراف على الكتابة محمد هشام عبية وإخراج ليث حجو".
وأضاف: "يواجه الشافعي هارون الرشيد بعد أن شاهد الإمام إعدام من سبقوه قطعًا لرقابهم بالسيف، يدعو الله متضرعًا، يحملونه بأصفاده، يتأمل دماء الضحية السابقة بجواره، وبدافع من غريزة النجاة وحدها، يلقي التحية على الخليفة هارون، ويبدأ حوار يقود الشافعي إلى النجاة".
وتابع: "كل شيء في المشهد في موضعه، وهارون ينتقل من وراء الحجاب في قلب الظلام إلى مواجهة الشافعي كلما أعجبته كلمات الإمام، وشباك واحد يلقي بالنور على وجه الإمام ولا يشاركه هارون النور إلا عندما يعتق الشافعي، فيكافأ بصريًا بمزيد من النور.. وبلقطات قريبة بعد لقطات متوسطة وبعيدة".
وواصل: "أما خالد النبوي فيعبر بوجهه وحركة جسده عن مشاعر تتدرج من القلق والتوتر إلى الثقة فالفرحة بعد أن انطلق لسانه البليغ وبعد أن تشجع بتجاوب الخليفة.. ثم يقطع المخرج إلى يدي الإمام وهي تعبر وتساهم في هذا الدفاع الذكي والهادي".
واستطرد: "المشهد محوري لأن الإمام ستتغير حياته بعده، سينقذ من الموت ويذهب إلى مصر، كما أنه مشهد محوري لأنه يعبر عن قدرات الشافعي الفذة في الحديث والحوار وفي المناظرة التي تعتمد على المنطق، كما يعبر عن شخصية ذكية عملية تعرف كيف تدير المواقف، وتفهم في طبائع النفوس والعقول، وتؤمن بدعم السماء ومعجزاتها".
واستكمل: "ما شاهدته حتى الآن من أداء خالد مميز جدًا، محوره البساطة والتعامل مع الشافعي كنموذج إنساني، بعكس ما تستدعيه هذه الشخصيات عادة من أداء متخشب ووجه عبوس مزعج وحركة مفتعلة، فالطبيعية والبساطة والتفاصيل العادية هي المدخل الصحيح وهي وحدها ما يقرب الشخصية للمتفرج".
واختتم: "لا يعلو الصوت، وحتى أداء الأشعار يلقيه خالد النبوي بنبرة هادئة بسيطة.. كأن هذه الشخصية العذبة كانت على موعد مع النيل العذب.. وكأن هذه البساطة الآسرة تنتظر مكانها في المحروسة بين أهل البساطة والمفهومية".
