رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زينب عفيفي 2/2: «تعلمت من توفيق الحكيم كيف تكون الكتابة الساخرة بطابع فلسفي» (حوار)

بورتريه للكاتبة الروائية
بورتريه للكاتبة الروائية زينب عفيفي.

 

رواية عفيفي الجديدة

زينب عفيفي.. كاتبة صحفية وروائية.. تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وصدر لها ستة عشر عملًا ما بين قصص قصيرة وكتب وروايات منها: "شمس تشرق مرتين" و"خمس دقائق" و"أهداني حبًا " و"أحلم وأنا بجوارك" و"معك تكتمل صورتي"، ترجمت بعض قصصها إلى اللغة الإنجليزية عن دار نشر أسترالية وبعضها ترجم إلى اللغة الإيطالية لطلبة كلية الألسن ودُرست بعضها لطلبة الأدب بالمغرب.

وتكتب عفيفي المقالات الأسبوعية في الأدب والثقافة، وحازت على جائزة أفضل صفحة في مجال الكتب في الصحافة الثقافية المصرية عام 2015، حصلت على جائزة يوسف إدريس في دراسة بحثية نقدية عن أدبه.

وترى عفيفي أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة وجودية منذ بداية الخلق، وهي علاقة طبيعية تخضع لكل ظروف الحياة من اقتراب وابتعاد وخلافات واتفاقات، واشتباكات بطبيعة الحال، والتي تنعكس لا إراديًا  وإراديًا في الإبداع بشكل أو بآخر، سواء كان إبداعًا روائياً أو تشكيليًا أو غيره من فنون الإبداع.. 

«الدستور» التقت زينب عفيفي وأجرت معها حوارًا موسعًا نشرت الجزء الأول منه، وفي هذا الجزء تكمل عفيفي عن رؤيتها للأدب وغيرها..

زينب عفيفي
  • الكاتبة الكبيرة والمتفردة في طروحاتها زينب عفيفي، ما أسباب ابتعادك عن الوسط الثقافي وتجلياته الإعلامية؟

- في الحقيقية هو ليس ابتعادا مقصودا، وإنما طبيعة حياتي وظروفي جعلتني بعيدة عن الوسط الثقافي بالمعني المشاركات في جلسات ثقافية أو حفلات توقيع، لكنني شاركت في كثير من معارض الكتب الدولية والعربية بصفتي الصحفية والمسئولة عن صفحة كتب في أكبر الصحف المصرية والتي حظيت بأفضل صفحة ثقافية من أدباء مصر في مؤتمرهم السنوي في مدينة أسوان في عام 2015. 

وأيضا كوني مهمومة بالقراءة طوال عمري هذا الأمر أصابني ببعض من الخجل الذي يصعب مواجهته في الزحام الثقافي.

  • حدثينا عن رؤيتك للخريطة السردية المصرية والعربية في السنوات العشر الأخيرة وكيف تقيمينها؟

- في السنوات الـ10 الأخيرة، وبعد ثورات الربيع العربي زادت حركة السرد الكتابية، وزاد عدد المؤلفين والمؤلفات مع حركة نقد مختلطة مع غياب النقد الحقيقي، نتيجة الأحداث الذي مرت بها المنطقة العربية ومصر أيضا، فالكتابة دوما هي المتنفس الطبيعي لأي حركات اجتماعية أو سياسية أو حتي اقتصادية فالواقع دائما يحرك المبدعين ويحرضهم علي الكتابة، وهذا ما رأيناه في الروايات والكتابات التاريخية في الآونة الأخيرة إضافة إلي روايات الرعب والجريمة، وروايات التصوف  والعشق الآلهي هروبا من أهوال الأحداث والإرهاب التي شهدها العالم وليس المنطقة العربية ومصر فقط.

فالواقع المعاش هو أكبر محرك للكتابة، بالإضافة إلى تغيير نوعية القارئ الذي يلتهم الروايات التي تعبر عن حياته ونظرته للحياة وأحلامه المستقبلية التي يضعها ويقرأها علي الورق، إلي جانب الكتب الأكثر مبيعا التي هبطت علينا من العالم، فلم نكن نري هذه العوالم أكثر مبيعا في أعمال نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم واحسان عبد القدوس ويوسف إدريس وغيرهم من جيل العملاقة ، ولكنها للأسف ظاهرة كاذبة لا تعكس دوما قيمة العمل الحقيقية. 

صورة لغلاف رواية اليك وحدك ل زينب عفيفي.
  •  حدثينا عن رؤيتك عن العتبات التي تتكئ عليها لجان التحكيم في مسألة منح وحجب الجوائز

لا أحد ينكر أهمية الجوائز للأعمال الأدبية أو غير الأدبية فالتقدير مطلوب للعمل الجيد سواء ماديا أو معنويا. ولا شك أن الجوائز وخاصة العربية أحدثت حراكا ثقافيا كبيرا نظرا لقيتها المالية، التي أصابت الإبداع في مقتل.

فقد نجد من الكتاب من يكتب لنوعية هذه الجوائز أو أنه يكتب وعينه عليها، وهذا أمر صار مهما في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها المؤلف والنشر في ارتفاع أسعار الورق ومستلزماته وخلافه، لكن بعيدا عن هذه الأعذار والاحتياجات المالية الجوائز عامل إيجابي وحافز على الإنتاج الإبداعي، بالنسبة إلي لجان التحكيم لن تبعد عن واقع المؤلف والناشر فهناك معايير معروفة لجودة العمل وهناك حسابات أخري تخضع للظروف وقوائم الجوائز السياسية والجغرافية بغض النظر عن الجودة والدليل أننا نجد أعمال متوسطة تفوز بالجوائز وأعمال جيدة تصل للقوائم الطويلة ولا تحصل عليها. 

وقد شاهدت ذلك بنفسي في جوائز عربية كبري. ومن هنا نجد أن الجوائز الأدبية رغم أهميتها إلا أنها ليست دليل علي الإبداع الجيد والمتميز.

-_ بعد أكثر من أربعة عقود مع الكتابة الروائية، القمية الجمالية، كيف ترى زينب عفيفي حصاد الرحلة؟

الرحلة والحصاد مازال مستمرً، لكن لو نظرت للمراحل التي مرت في حياتي أجد فيها ما يبهجني ويسعدني كوني كنت محظوظة بالتعامل مع كبار الأدباء والمفكرين في مرحلة عمرية مبكرة جد.

لا أعرف إذا كانت المصادفة أو القدر الذي ساقني إلى عالم الكبار في هذه السن الصغير، حين كانت أحلامي أوسع من السماء، وقدرتي على تغيير العالم تفوق قوة مارد مصباح علاء الدين، حين تقدمت للاختبار الشفوي للالتحاق بكلية الإعلام جامعة القاهرة قبل أن تحمل كلمة كلية، كانت حينذاك تنضم إلي المعاهد العليا وسرعان ما خطفتها جامعة القاهرة لتنضم إلي جامعتها العريقة فصارت الكلية الصغيرة المجهولة وسط الكليات التي تحمل صفة العراقة.

كنت أبلغ من العمر سبعة عشر عاما حاصلة على شهادة الثانوية العامة قسم علمي بمجموع واحد وسبعين في المئة، وأحمل جواب ترشيح للالتحاق بكلية الفنون التطبيقية، وحين أعلن عن وجود معهد جديد يدرس الإعلام بكل فروعه استهوتني الدراسة التي رأيت فيها تغيير العالم من حولي، لم أكن أعلم أنها ستكون الخطوة الأولي للدخول في عالم الكبار.

  •  حدثينا عن عالم الكبار وعلاقتك العميقة بل والمتشعبة بكبار كتاب ومثقفي مصر؟

 في صباح ذاك اليوم الصيفي، جلست أمام عملاقين في مجال الأعلام، أحدهما الإذاعي محمد فتحي الملقب بـ" كروان الإذاعة"، والآخر الكاتب الصحفي جلال الدين الحمامصي صاحب كتاب الصحافة المثالية.

وكان اختبارا شفويا بعد اجتياز الاختبار التحريري، الذي تضمن ست صفحات في كافة الأسئلة المتعلقة بالثقافة من الأغاني والموسيقي والشعر والرواية، إلى معرفة أسماء المؤرخين والكتاب والصحافيين، كان اختبارا شاملا في المعلومات العامة.

وفي ذاك الصباح الباكر، لم يكن لدي فكرة من يكون محمد فتحي؟ ولا من هو جلال الدين الحمامصي كأستاذ صحافة درست على يديه الصحافة المثالية وكيف تقرأ الصحيفة ويكتب الخبر.

محمد فتحي بدا كأب حنون يسأل ابنته صغيرة السن: لماذا اخترت الالتحاق بكلية الإعلام؟

لم أكن أعرف حينها أنه «كروان» الإذاعة المصرية وأنه أول من قال: "هنا القاهرة " المولود في عام 1910 في مدينة المنصورة، وأنه تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية، وأنه بدأ عمله في الإذاعة عام 1932، حين أعلنت الإذاعة المصرية عن حاجتها إلى مذيعين جدد، تقدم في ذلك الوقت ما يقرب عن 1800 خريج جديد، ولكن لم ينجح سوى ثلاثة فقط؛ كان هو ضمن الذين تم قبولهم للعمل في الإذاعة المصرية، وعين بها في 1934، ولفت النظر بنبرة صوته المميزة، فاطلق عليه أحد الصحفيين لقب كروان الإذاعة المصرية.

يومها لم أكن أعرف أنه أول من ابتكر التمثيلية الإذاعية، وأنه شغل عدة مناصب حتى أصبح كبيرا للمذيعين، ثم عمل مراقبا عاما للإذاعة في عام 1947، عندما قدم تمثليه بعنوان "روميو وجوليت" لشكسبير، وقام بترجمة الرواية إلى العربية، وقام أيضا بأداء دور “روميو”، وبعدها قدم مسلسلا اجتماعيا من تأليفه بعنوان “دنيا الناس”.

لم أكن أعرف أنه أول من قدم الأوبريت الغنائي، من خلال الإذاعة المصرية، وقدم أوبريت روما تحترق ثم أوبريت الورد والفل والياسمين، وعذراء الربيع.

  لم أكن أعرف أنه ألف كتاب بعنوان "الإذاعة المصرية" الذي يوثق تاريخ الإذاعة منذ نشأتها، وتوفي عام 1986.ومن مؤلفاته أيضا " 14 عام على الهواء، وعالم بلا حواجز، الذي يعد من أهم كتب الإعلام.

لم أكن أعرف حينذاك أنني أجلس أمام هذا الرجل العملاق الذي توالت أسئلته وتوقف عند سؤال: هل أنت ابنة الكاتب الصحفي محمد عفيفي؟ 

وهنا أجبت بكل ثقة أنني أعرف الكاتب الصحفي محمد عفيفي، لكنه ليس أبي، فسألني مبتسما: ماذا تعرفين عن محمد عفيفي الكاتب؟ 

قلت بكل فخر: هو صاحب رواية " بنت اسمها مرمر " وكانت حينذاك تنشر مسلسلة في مجلة صباح الخير عن دار روزا اليوسف.

فمال برأسه هامسا لجلال الحمامصي ولم أسمع ماذا قال له؟ ولكنه هز رأسه بالموافقة وسألني إذا كنت قرأت شيئا عن هذا الكاتب الذي رشحني اسمه بقوه للالتحاق بكلية الإعلام لتشابه اسمه مع اسم والدي.

بورتريه للمفكر والماتب الصحفي الراحل جلال الدين الحمامصي.

قلت: أعرف أنه كاتب ساخر وصمت.

وتضيف الكاتبة الروائية زينب عفيفي، ثم لاح جلال الدين الحمامصي بيده نحوي -الذي صار أستاذي في كلية الإعلام – قائلا: تمام 

كان يبدو في هيئته الوقورة وحجمه الضئيل وصوته الأجش المميز الذي يستطيع بنظرة خاطفة أن يفرق بين الطالب الذي يمكن أن يكون صحافيا مميزا من أن يكون غير لائقا لمهنة " البحث عن المتاعب" كما يصفها المحنكون في عالم الصحافة.   

لم يكن لدي الكلية أساتذة متخصصون من خريجي الكلية لحداثة وجودها بالطبع، فكان على إدارة الجامعة أن تختار من الأساتذة من يمكنه تقديم مواد إعلامية لم تندرج كمنهج مثل ما يحدث الآن. ومن المصادفات أو القدر الجميل الذي وقعت فيه أن يدرس لي الصحافة المثالية جلال الدين الحمامصي بكل صرامة ودقة وعدم تهاون في كتابة الخبر، والتحقيق الصحفي والمقال الصحفي بصورة مثالية، وبعد التخرج لم أجد لما درسته على يده صدى في أرض الواقع في حياتي العملية التي أصابتني بالخيبة والخذلان، وكنا حينذاك كلما أخفقنا نجري إليه مسرعين نطلب منه العون، ولم يتأخر أبدا عن أي طالب من طلابه.

درس لنا مادة التصوير الفنان سعيد مرزوق، ودرس لنا مواد المنهج الدراسي من فلسفة إلى إحصاء إلي علم الاجتماع أستاذة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أمثال الأساتذة حامد ربيع وحسن حنفي وغيرهم من كبار الأساتذة في علوم التواصل الفكري والإعلامي؛ أما مادة الفن التشكيلي درستها على يد الفنان صلاح طاهر، الذي أدخلني عالم الفن التشكيلي من أوسع أبوابه المحلية والعالمية، وعرفت بسببه الفنان يوسف فرنسيس الذي تكونت بيني وبينه صداقة امتدت على مدي أربعة وعشرين عاما، شكل فيها وعي وفكري وأعاد لي حبا كان غائبا عني "حب الفن التشكيلي"؛ الذي هجرته قبل أن أعيشه في كلية الفنون حين اختار لي القدر كلية الإعلام لتكملة دراستي الجامعية .

وفي صداقة الفنان يوسف فرنسيس اقتربت من عالم توفيق الحكيم، والكاتبة الجميلة سناء البيسي والكاتب أحمد بهجت الذي كانت تجمعهما حجرة واحدة وصارا فيما بعد لكل منهما بصمة في حياتي إلا توفيق الحكيم الذي تعلمت منه دون أن يقصد كيف تكون الكتابة الساخرة التي تحمل طابعا فلسفيا ؟؛ ثم وقعت فيما بعد في غرام كتاباته.

كان عالما مليئا بالأسماء الكبيرة، كلما التفت يمينا التقي بكبار الشعراء أمثال فاروق جويدة وإبراهيم أبوسنه وأحمد سويلم وفاروق شوشة، وإذا التفت شمالا ألتقي بالروائيين الكبار أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، وفتحي غانم وتوفيق الحكيم ولويس عوض وغيرهم وسعدت  وتعلمت بمقابلتهم ، حين التقيت بهم في حوارات صحفية وفي  بعض المناسبات الثقافية ؛ لم أجد غير الحفاوة والترحيب بالصحفية حديث السن دون أي غرور أو تكبر بل كانت أجمل صفاتهم التواضع والصبر علي أسئلتي الساذجة في حوارات حملت إجابات عميقة مازالت تصلح حتي وقتنا الحالي للإجابة علي أسئلة العصر الحائرة،.

صورة للراحل العظيم الكاتب يوسف ادريس

كان هناك تفاعل أدبي ثقافي صحفي يشكل وجدان المواطن العادي في أبهي الصور، من خلال الروايات المسلسلة لكبار الكتاب في الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية مرسومة بريشة كبار الفنانين، التي تجعل العين تسمع والأدن تري مثلما قدم لنا العملاق الأول في عالم الثقافة والفكر الدكتور ثروت عكاشة في كتابه الذي يحمل نفس العنوان فقد كان أول وزيرا للثقافة المصرية.

  • ماذاعن دروب الصحافة وتلك الرموز والأسماء في مشوارك الطويل مع صاحبة الجلالة؟
بورتريه للكاتب والروائي والصحافي الراحل احسان عبد القدوس

الحديث عن العمالقة الذين التقيتهم في حياتي يطول وقد شمله كتابي الأول هؤلاء يعترفون الذي صدر في سلسلة إقرأ من دار المعارف وكتاب أخر عن الأدباء الحاليين بعد ثورة يناير بعنوان “موعد مع الورق” عن دار العين.

ووراء كل حوار قصة لم أكتبها ولكنني تعلمت منها، تعلمت من الفنان صلاح طاهر كيف استمع لسمفونيات بتهوفن ومن الصديق الراحل يوسف فرنسيس كيف أقرأ لوحة تشكيلية ومن توفيق الحكيم كيف اقبض علي أفكار الكتابة من الهروب لابد أن يكون لدي نوته في حجم علبة الكبريت بجوار السرير لأن الأفكار غالبا تأتي ليلا قبل النوم، وتعلمت من إحسان عبد القدوس أن كل شخص مهما كان حجمه ومكانته يصلح أن يكون بطل رواية أو قصة قصيرة.

وتعلمت من نجيب محفوظ كيف يكون التواضع في أبهي صوره، وتعلمت من صلاح جاهين مواصفات الصديق الذي شبه بالطبيب النفسي الذي لا يتقاضى أجرا وتعلمت من أحمد بهجت كيف تكون متدينا تنويرا؛ بلا صراخ وعويل.

وتعلمت من سناء البيسي كيف تكون للكلمة أكثر من معني، وتعلمت من فتحي غانم كيف يكون الكسل نعمة في الكتابة، وأشياء كثير وحكايات كثيرة لم أنشرها ولكنني تعلمت منها مثلما تعلمنا الكتب ، فهناك أشياء تعلمنا في الحياة أكثر من الكتب وهي البشر والأماكن ، فقد سافرت كثيرا وزرت معظم دول العالم وكل مدينة زرتها كانت معلما لروحي ووجداني ؛ تركت بداخلي  درسا غير مكتوب في نفسي ؛ ولكنه انعكس في كتاباتي.

بورتريه للكاتبة زينب عفيفي.
  • ماذا مثل مسار اختيارك لعالم الصحافة الأدبية ونتاج ذلك وعلاقته بالسرد الأدبي في مشوارك الإبداعي؟

في بداية عملي الصحفي، لم أكن أدرك هذه العلاقة بين الكتابة الصحافية والكتابة الإبداعية إلا حين عرضت أول مجموعة قصصية مكتوبة في كراسة مدرسية علي الكاتب أحمد رشدي صالح الذي نصحني بالاهتمام بالصحافة فهي التي تصنع لي التجربة الحياتية التي حتما ستكون منبع أفكار للكتابة، ولكن الصحافة مثل الفريك لا تقبل شريك وأخذني بريقها وتوارت الكاتبة بداخل الصحفية إلى أن جاءت لحظة كسرت قوقعتها وبدأت علي استحياء في كتابة كتاب بعنوان " إليك وحدك" وكان تصميم الغلاف بريشة الفنان يوسف فرنسيس ثم توالت أعمالي بريشة الفنان الكبير والتي أضافت إلي وجودي الأدبي بعدا عظيما في هذا العمر المبكر.

ثم توالت أعمالي التي بلغت بروايتي الأحداث "عزيزي المستبد" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية العمل السادس عشر في مسيرتي الأدبية بجوار المسيرة الصحفية. هذه التوأمة القدرية التي اقتسمها في حياتي منذ ولادتي كتوأم لشقيقة ماتت لحظت ولداتها فصرت أحمل عمري وعمرها، لأعيش بتوءمة مدي الحياة.