رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زلزال كل يوم بكل دولة.. ما السبب.. وهل «تسونامي» في طريقه إلى مصر؟

أرشيفية
أرشيفية

الإعلان عن حدوث هزة أرضية جديدة أصبح أحد الأمور التي باتت تتردد كثيرًا بالفترة الحالية فلا تكاد تغيب عدة ساعات حتى يعلن عن هزة أرضية وقعت في مكان ما من بقاع الأرض وسكان قد شعروا بها ويبدأ الخبر في التداول عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهذا خلافًا عن الزلزال المدمر الذي هاجم كل من سوريا وتركيا وخلف وراءه آلاف الضحايا والمصابين في واقعة صنفت بأنها أكبر كارثة طبيعية في القرن الأخير وتناقلته جميع وسائل الإعلام العربية والعالمية.

     

ولكن ما السبب وراء تكرار الزلازل هذه الفترة، هل باتت الأرض تعلن عن غضبها وتفيض بما عليها في السنوات الأخيرة، وكانت من قبل تتحمل ولا تتنفس إلا كل عدة سنوات عندما كان يُعلن بين سنوات وأخرى عن هزة أرضية وقعت؟.

 

الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية يكشف في حديثه لـ "الدستور" أنه عكس ما يعتقده الكثيرون هذه الأيام فإن الأرض لم تأن ولا شيئًا مما يظنه البعض حاليًا، ولكن ما يحدث من زلازل في العالم أجمع هو أمر طبيعي، وتعتاد عليه الأرض منذ سنوات ولا شئ جديد فيه.

 

يتبقى السؤال لماذا إذن يسمع الناس حاليًا عن حدوث الزلازل بصورة لم تكن من قبل على الإطلاق؟

يجيب  جاد عن هذا السؤال موضحًا أن ما يحدث حاليًا من أمر متغير عن ذي قبل هو الإعلان المتكرر عن حدوث أي هزة أرضية، وخاصة بعد وقوع الزلزال الأكبر الخاص بتركيا وسوريا، مشيرًا إلى أن تناول الإعلام المتكرر لهذه الزلازل والهزات الأرضية الصغيرة إنما يخلق حالة من الهلع والرعب عند المواطنين ويشعرهم بأن الزلازل قد هاجمت العالم بصورة أكبر من قبل، وهذا أمر مخالف للحقيقة.

 

 

وعن علاقة كثرة حدوث الزلازل  بظاهرتي المد والجزر، والتوقع بحدوث تسونامي يقول القاضي، إنه لا علاقة بالمد والجزر في البحار بحدوث الزلازل، مشيرًا إلى أن تلك ظواهر ترتبط بعلاقة الأرض بالقمر، وليس بحدوث الزلازل من عدمه.

 

أما عن علاقة حدوث موجات تسونامي ووقوع الزلازل أكد رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية،     أنه بالفعل هناك علاقة بين وقوع الزلازل وحدوث موجات تسونامي، وذلك في حال وقعت هذه الزلازل أسفل البحار، مشيرًا إلى أن مصر ليست بعيدة عن حدوث موجات تسونامي فقد يحدث زلزال أسفل البحر الأبيض المتوسط، وحينها لا قدر الله تحدث تلك الموجات، مشيرا إلى أنه لذلك قام المعهد بإصدار استراتيجية للتوعية ضد مخاطر  زلزال تسونامي من شأنها التوعية لتجنب حدوث مثل هذه الموجات.

 

وتابع أن مصر كانت قد تعرضت بالفعل إلى موجات تسونامي حينما تعرّضت مدينة الأسكندرية للغرق مرتين عامي 365 و1303م، وبذلك من الممكن أن نشهد موجات تسونامي تضرب السواحل الشماليه كل 700 عام، حيث إن بداية القرن العشرين يكون قد مر 700 عام جديدة، وذلك حال حدوث زلزال كبير داخل البحر.

وأكد أنه لذلك اختارت الأمم المتحدة يوم الثاني من نوفمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي.

 

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد عبد العال رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق في حديثه لـ "الدستور" أن زلزال تركيا وسوريا قد تسبب في زيادة منسوب البحار هناك بينما تسبب في انحسار المياه في بعض شواطئ المدن المصرية، مشيرًا إلى أنه في حال حدث زلزال في منطقة أقرب إلى مصر من سوريا وتركيا سيتسبب ذلك في ارتفاع منسوب المياه في العديد من المدن الساحلية بمصر ويعرضها للغرق، كما أكد عبد العال أن الزلازل قد تكون متسببة كذلك في حدوث البراكين، ويتوقف الأمر حسب شدتها وعمقها.