«الموزاييك».. فن يُزين شوارع الإسكندرية ومواقعها الأثرية ينتظر اهتمام «التنشيط السياحي»

قطع ملونة صغيرة الحجم قادرة على تجسيد أجمل اللوحات، تحتاج لأيدي مهرة تستطيع تكوينها بأبعاد منتظمة وفق تقنيات محددة، إنه فن دمج الموزاييك بالفسيفساء، الذى استمر مع مرور الزمن لكنه مازال قادرا على لفت الإنتباه بألوانه الجذابه المبهجة،فقط ينتظر مزيد من تسليط الضوء عليه باهتمام هيئة التنشيط السياحي كى تبرزه.

يترك فن الفسيفساء بصمته في جمال عروس البحر المتوسط بألوانه الممزوجة بلون البحر بتدريجاته الزرقاء التي امتزجت بلون السماء لتشكل أجمل الجداريات التي تكون خلفية مميزة للصور التذكارية.

 ظهرت الفسيفساء في حضارة بلاد الرافدين، والحضارة المصرية القديمة، لتطعم الحضارة اليونانية والرومانية بجماله وشاع وانتشر بمدينة الإسكندرية.

بالعودة للوراء ستجد لفن الفسيفساء طابعا مميزا في تاريخ الاسكندرية العريق والتي تشكل عاملا رئيسيا في تشجيع السياحة الآثرية والتراثية.

- مواقع مزينة بفن الفسيفساء

أهم المواقع الإسكندرية التي ترك فيها فن الفسيفساء جمالا، فيلا الطيور بمنطقة كوم الدكة بجوار المسرح الروماني، ويعود تاريخ العثور عليها لعام 1998، وهي عباره عن 4 غرف بأرضيات من فن الفسيفساء بأشكال هندسية زخرفت بأنواع مختلفة من الطيور وهي سبب تسميتها بفيلا الطيور.

وحة الميدوذا أوالوحش المرعب تؤرخ للنصف  الأولى من القرن الثاني الميلادي، من أهم لوحات الفسيفساء لتكون القطعة التي عرضت في فرنسا بمعرض تحت عنوان مجد الإسكندرية في باريس عام 1997، تم اكتشافها عام 1994، بموقع سينما ديانا بمحطة الرمل، وعرضت بمتحف الإسكندرية القومي، وتم نقلها لتعرض بداخل أروقة المتحف اليوناني الروماني والذي اقترب افتتاحة.

فن الفسيفساء كان نواة لإنشاء متحف آثار مكتبة الإسكندرية عندما عثر على لوحتين كبيرتين من الفسيفساء بموقع الحفائر القديم، لوحة لكلب جالس وأخرى لشخصين يتصارعان.

وتتزين أرضية الحمامات بقصر المجوهرات الملكي بقطع الفسيفساء، على الطراز الروماني والتي تسمت بلوحة السجاجيد، مطعمة بالأحرف الاولى من أسماء النبيلة فاطمة حيدر يعلوها التاج الملكي.

لن يقتصر فن الفسيفساء لإبراز جمال عروس البحر المتوسط في المواقع الآثرية وحسب، لكنه ترك بصمته في الشوارع العامة أشهرها سور محكى القلعة، جدارية منطقة سيدي جابر، جدارية سور كوبري استانلي.

- متحف الموزاييك لم يكتمل

وتخصص وزارة الأثار متحفا لفن الموزاييك بمنطقة باب شرق، والذي وضع حجر الأساس له عام 2009 ثم توقفت أعمال تنفيذه لسببين، اندلاع ثورة 25 يناير علاوة على عدم توفير التمويل لاستكماله.

وتجمع وزارة الآثار 55 قطعة نادرة من فن الفسيفساء تفرقوا في 7 متاحف مصرية استعدادا لعرضها مجددا.

تنشيط السياحة: فن الموزاييك لن يندثر

وقالت الدكتورة أمل العرجاوي مدير مكاتب الهيئة العامة للتنشيط السياحي بالإسكندرية، أن المدينة محظوظة بالمواقع المتميزة المطعمة بالفسيفساء ومازالت تجذب الأنظار وتحظى بإهتمام دائم لتبقى للأجيال القادمة بإعتبارها تراث ثقافي ومادي أساسي لتحقيق الاستدامة مما يخدم القطاع السياحي.

وتابعت: ينبغى استغلال هذا الفن الفريد للترويج للسياحة التراثية سواء بتنشيط الجولات السياحية لهذه المناطق، أومزيد من التدريب على مثل هذه الحرف اليدوية المحتفظة بمكانتها.

وأكدت “العرجاوي” أن وزارة السياحة والآثار تهت بفن الفسيفساء، وقد بدأ العمل على تدشين متحف خاص لفن الفسيفساء علاوة على تنظيم عدد من الورش التدريبية بمشاركة المهتمين في مصر وعدد من الدول العربية لدمجه في دور بارز للترويج السياحي.

وأضافت أن الهيئة المصرية للتنشيط السياحي تلعب دورا في الترويج لفن الفسيفساء  بطرق عديدة منها استخدام مواقع التواصل الإجتماعي المتعددة، أو عن طريق شريك استراتيجي "السائح" المهتم بالفنون اليدوية التراثية أو من خلال السرد القصصي والذى يعتبر من أكثر الوسائل جاذبية.

- دمج فن الفيسفساء في الاشغال اليدوية 

واختتمت أن لفن الفسيفساء تاريخ عريق، ينبغى دمجه في مدارس الأشغال اليدوية والمبادرات التدريبية التي تهتم بالفنون التراثية كونه من الفنون المرنة عند الدمج بالصناعات الحديثه ذات الطابع المصري الخالص.