رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيها الملك السعيد.. ذو الرأى الرشيد

لقد انتصرت لشهرزاد فزال عنها سيف السياف وستحكي شهرزاد حكاياتها عنك حتى مطلع الفجر لقد أنصفتها بالأمس... فستنصفك اليوم... والأيام دول.

لقد بدأت وواكبت الحداثة وسعيت بدأب أكيد للمستقبل الواعد فلا تجزع واستكمل المسير ولا تلتفت... الالتفات التفاف معرقل ويعطل السائر حتماً ويشتته وتلك غايتهم، أما غايتنا فتتلخص في شعار مفاده (لا تراجع ولا استسلام) مشوار الألف ميل بدأته أنت بخطوة وما زال الطريق طويلاً والمراد بعيداً... يلوح لنا في الأفق... يغازلنا ويصبو إليه ونتطلع له فلا تلتفت.

العبرة دوماً بالديمومة وبالنهايات التي تصحح البدايات، الأفخاخ منصوبة لنا ولك في الطريق الوعر، غربتنا تزيد كل يوم نهار وتقترب عودتنا نهار ولم يعد المراد بعيداً كما كان... ها هو يلوح هنالك... نراه رغم بعده رأيا العين وكان في يوم ما عصياً علينا مجرد الحلم به!

أكمل ما بدأت أيها الملك السعيد وارفع شعارا“ لا للتقهقر“ برشد أكيد العربة لا تسير للوراء ولا ترجع للخلف لقد وضعتها أنت خلف الحصان لا أمامه، دع الزمام وانطلق فأنت حر طليق وأهل مكة أعرف بشعابها، لن تكبلك أياد بعد الْيَوْمَ ،اللجام في يديك أنت وهم محض حمير.

هم ليسوا أحصنة عربية أصيلة، كما خدعونا لسنين... فعهد الخديعة مضى وولى وكسرت شوكة الإسلام السياسي الذي يريد الفرقة ويهدف للقطيعة ليسود، لن يخدعونا بعد الْيَوْمَ ولن يبتزونا بعد الْيَوْمَ ولن يرهبونا بعد الْيَوْمَ، عصر الابتزاز لم يعد له وجود الآن إلا في كوابيسهم، ولم تعد لدينا نحن كوابيس، لقد قضيت أيها الملك الرشيد على كل كوابيس الشرق، تصديت للخراف وللفئران ولن ينفذوا من جحورهم بعد الْيَوْمَ سيقبعون فيها... فالظلمة تناسبهم وتليق بهم، ويليق بِنَا الضوء وأشعة الشمس والسماء الصافية بلا غيوم أو برق أو رعد يرهبنا أو يشتتنا أو يفرقنا السراب لم يعد سراباً.

الماء هنالك ولست في حاجة لصلواتهم، ولا للاستسقاء لتروى زرعتك الوليدة، الماء وفير، والعقول نضجت، والأصولية نضبت، ولم يعد الزرع الشيطاني يروى دماً وفرقةً، كما كان يروى في الماضي، لقد ولت لياليه الظلماء وطلع البدر علينا بلا دعاوى أو دعوات مزيفة، لسنا في حاجة لدعواهم لقد صوروا لنا الباطل حقا وجعلوا السبيل للجنة جحيماً على الأرض.

لقد لوثوا الزرع وحرقوه وتحكموا فيما يتحكم فيه الإله، متذرعين بالإله بتبجح منقطع النظير، حرفوا وأولوا كلماته جل في علاه، تقولون على نبيه كذباً وبهتاناً وإثماً لسنين طوال ولم يعد كذبهم الآن ينطلي على مراهق صغير أو حتى غل أرعن الفطرة تعافيهم الآن والأفئدة تلفظهم، حفروا لنا حفرة فوقعوا هم فيها وكنت أنت فطناً والله خير الماكرين.

فمكرهم انقلب عليهم ولا يفلح السحرة مهما طال عليهم الزمن ومهما اشتد بغضهم ودبروا من مكائد سحرة الأرض دفنوا الآن فيها ونسير نحن الْيَوْمَ بأقدامنا الواثقة على تراثهم العفن نتجاوزه ونتخطاه ونعدو من فوقه كراما أقوياء بإرادتك وما أحدثت من تغييرات جذرية وإصلاحية نستمد قوتنا وعزمنا الأكيد لدحض مكرهم وحيلهم بقوتك وبثباتك على مواقفك الإصلاحية نقوى ونكمل المسير، بغضهم وحيلهم وألغامهم تفجرت فيهم.

وتشتتوا وصاروا أشلاء مبعثرة يهيم ع الأرض في تيه عظيم، لقد غيرت لهم البوصلة فضلوا الطريق وصححت الوجهة ولن تحيد قصدت أنت السبيل فرأينا طريقنا نحن الإصلاحيون قريباً بل أقرب مما كنّا نظن، كنت عداءً فأحببنا الركض ولم نعد نلهث وراء حيلهم وأكاذيبهم.

نسير الْيَوْمَ بخطى وئيدة واثقين ثابتين غير مرهبين. لقد رفعت السوط عن رقابنا وحررتها من عبء كان مضنيا وأهلكنا بل وأرهقنا سنين كانت أرجلنا ثقيلة وأحيانا كانت تتعثر خطانا وأحيانا كنّا نتوقف لنلتقط الأنفاس وننظر للسماء راجين مبتهلين فأصبحت حركتنا الآن أخف وأكثر وطأة وثباتاً أوجدت لنا موطىء قدم في صحرائهم القاحلة فلنزرعها إذاً حباً ووئاماً ووروداً ورياحين الربيع آت ٍ لا محالة... فتلك هي سَنَن التطور.

قانون الحياة سيسود ويدوس العدم بسيرورته الأكيدة لن نتراجع ولن تتراجع عن المضي للأمام وغض الطرف عن اللمم وصغائر الأمور فاللغو كالزبد، أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض نحن في منتصف الطريق والعربة لن ترجع للوراء ستمضي قدماً... وستدفع بها رياح التغيير للأمام لا للخلف وسيقبعون هم في خلف الخلف المقدمة لنا والمؤخرة مكانهم هم يمرحون ويهزءون فيها وحدهم ويضلون فيها اكثر واكثر.

لقد اختاروا التيه باختيارهم للماضي وللبغضاء لشق الصف رفضوا النور ويرفضون المستقبل المشرق ويفضلون عليه العتمة فكانت جزاؤهم وما يستحقون فتشبثوا بها 

حتى سحبتهم رمالها العميقة لمنحدر القاع الذي ازدحم بالفئران، النور لنا والخير لنا وأنت من أضاء الصحراء فلم تعد جرداء، استمر في حمل مشعل النور فهذا من عزم الأمور، المشعل البراق يليق بك.

أنت حامل المسك وهم نافخو الكير، النور رائحته ذكية، أما الظلام فلا لون له ولا طعم ولا رائحة شيء هلامي الطابع لا يسمن ولا يغني من جوع، الجوعى الآن هم والعطشى أيضاً هم يسيرون خلف سراب وكان النور والماء بين أياديهم، عزلتهم اختيارية، جمودهم جمود الفولاذ والحديد الصدأ.

اما اريحيتك فهي الأكثر رحابة والأطول عمراً والأعمق تأثيراً 

انت الحدث وهم المفعولون بهم هم من نحكي عنهم الان بعد ان احتكروا هم الروايات والحكي بل والكذب لسنين من التدليس كانت سنيناً عجاف نحن البناؤون ومن نسطر الان للتاريخ وهم المدلسون المزورون.

زوروا سيرا وتاريخا بأكمله حتى صدقوا كذبهم فصدقهم البعض وأنت من أزاح الستار عن أعمالهم الهزلية بمشعلك فصاروا عرضة للنور فعراهم النور هم العراة الذين لا يستحون... لكنهم حتماً سيتوارون وسيأخذ جثامينهم الثرى ولن يترحم عليهم أحد ولن يرحمهم التاريخ سفر الحياة والتكوين مدون فيه أعمالهم البغيضة، سقطاتهم وزلاتهم وهزائمهم الوجودية كلها مدونة... وستطاردهم لقبورهم ولا سبيل للفكاك منها .

العصر هو عصر التنوير والمواجهة والمكاشفة والمصارحة والوئام، لا عصر المداراة والخنوع والانبطاح، وليس عصر التطاحن والصراعات المجانية أو العنتريات التي لا تقتل ذبابة، لا انبطاح بعد الْيَوْمَ ولا ابتزاز للمشاعر سينطلي أو يفلح سنفلح نحن ولنا الفلاح الأكيد، اليقين يقيننا نضمد به افتراءاتهم، لقد تقولوا على النور وشوهوه

هالوا عليه التراب ليدفنوا كل شعاع منير نشعلك طاغيا على كل الغياهب والظلمات أنار الطريق وأكد على صوابيته أعطاه الشرعية وشرع له وكان النور في عهودهم وكهوفهم محرماً.

حرموا الحياة حباً في العدم ومحبةً في الغبن ظلمونا وكانوا لأنفسهم أيضا ظالمين ونحن أناس نكره الغبن وننتصر للحق وللحياة فلنا الحياة إذن قدر سعينا إليها... نستحقها الْيَوْمَ بعد ويلات وغصة ولهم العدم سبيلهم الوحيد للخلود وليكتب على شاهده "كان العدمي هنا وما زال قابعاً هنا حتى يوم الحشر العظيم" أما نحن فسنعيش على سطح الكوكب المترامي... نشيد للعلى وللغد الواعد الأكيد الأرض لنا فهي أرض الله والله نور يعشق الحل ويكره الظلمات والظلاميين ويرد كيد الآثم المعتدي.