هوية وتراث.. ماكيت لشوارع مصر القديمة بإعادة تدوير الكرتون بثقافة الإسكندرية

منازل كرتونية بألوان زاهية، وزخارف تحمل تفاصيل التراث الشعبي العتيقة والبسيطة في آن واحد، تجمعت في «ماكيت» من الكرتون المعاد تدويره، تُظهر روح الهوية في الشارع المصرى القديم، هذا ما نفذه مجموعة من الشباب بورشة فنية بقصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية.

قالت سارة عبدالله السيد، أخصائى ديكور بالهيئة العامه لقصور الثقافة، والمشرف على ورشة تنفيذ ماكيت الشارع والتراث المصري، إن الورشة ضمن نشاط مرسم الفنون التشكيلية بقصر ثقافة الأنفوشي، والذي شمل تنفيذ ماكيت لشوارع مصر القديمة وماسكات وأعمال فنية متنوعة بكرتون معاد تدويره.

من أين جاءت الفكرة 

وأضافت لـ « الدستور» إن الفكرة جاءت عقب الانتهاء من ورشة لرسم المنازل والأبواب والشبابيك القديمة بتصاميم مختلفة باستخدام الألوان المائية، لنبدأ بتنفيذ تلك الرسومات 3d بعمل مجسمات جميعها من خامات من البيئة مثل الكرتون والأسلاك والأعواد الخشبية وغيرها، ليعاد تدويرها في العمل الفني الذي تشارك فيه مجموعة من الشباب من رواد مرسم الفنون بقصر الثقافة.

"كان في خامات كتير ممكن تترمى، بدأنا نجمعها عشان نستخدمها في الفكرة" متابعة: في البداية نفذنا كتلا على شكل وحدات سكنية من الكرتون، وبدأ كل مشارك في الورشة برسم شكل للمنازل بتراث مختلف، مثل رسومات الأوراق، وتم تجميع الوحدات بجانب بعضها  البعض حتى تكون ماكيت طوله حوالي 2.5 متر وارتفاعه 110 سم، لافتة إلى أنه تم أيضا  استغلال بواقي الكرتون في تنفيذ أقنعة «ماسكات» بنفس الألوان، تحمل الطابع الإفريقي،  ولوحات تجريدية بحيث تدوير جميع بواقي الخامات في أعمال فنية مفيدة.

وأوضحت أن الماكيت ضم تجسيد الشارع المصري والشعبي أيضًا، حيث ضم تجسيد ربة المنزل، والأطفال، والغسيل في البلكونات، والتوكتوك كوسيلة انتقال بالمناطق الشعبية، مشيرة إلى أننا سوف نكمل العمل حتى يتم تنفيذ مدينة كاملة، تضم بجانب الجزء الشعبي والشوارع المصرية القديمة، جزء للمدن الحضارية بديلة العشوائيات، مثل مدن بشاير الخير والتي تضم وحدات سكنية حضارية ومدارس، مشيرة أنه من خلال التنسيق مع أماني عوض مدير قصر ثقافة الأنفوشي، يتم  إقامة معرض للمدينة، كما سيضم المعرض أيضا  اللوحات التجريدية والماسكات التي تم تنفيذها.

دورة تدريبية كاملة

وأشارت سارة إلى أنها حصلت على دورة تدريبية كاملة تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة في إعادة تدوير الخامات، وبدأت تنفيذ ما حصلت عليه بالورشة: «زي ما تعلمنا نعلم ونفيد الناس، نقدر نعمل أعمال فنية مش لازم بخامات غالية ممكن بخامات من البيئة المحيطة»، مؤكدة أن المجموعة المشاركة في الماكيت: «محمد داود- محمد حسن - مروة صابر شيماء سعيد-زاهية- رحمة- آيات- بلال»، كانوا سعداء ومهتمين بتنفيذ العمل وإضفاء التراث المصري في كل قطعة، وهو ما انعكس على ردود الأفعال من الجمهور على العمل فور عرضه.

ولفتت إلى أن إعادة التدوير يمكن أن تُستخدم في تنفيذ أعمال فنية عديدة، منها على سبيل المثال ديكور مسرحية للأطفال، من خلال توجيه طاقات من الأطفال والكبار، لتجسيد الرسومات، ومن الممكن لاي أحد بخامات دائمة مثل البلاستيك والخشب يصمم ديكور ثابت في منزله، مشيرة إلى أن هناك  العديد من الأفكار لإعادة التدوير، حيث يمكن استخدام الخردة أيضا في المراحل القادمة لتكون خامة مستدامة، تدخل في الديكور وغيرها من الأعمال الفنية بالألوان وإدخال الأضواء المختلفة عليها.