رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استشراف حكومات المستقبل

مصر هى ضيف شرف نسخة هذا العام من «القمة العالمية للحكومات»، التى تنطلق فعالياتها اليوم، الإثنين، تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل». وتأكيدًا لعمق العلاقات المتميزة والراسخة بين مصر والإمارات، توجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، إلى الدولة الشقيقة، على رأس وفد حكومى رفيع المستوى، للمشاركة فى فعاليات القمة، التى تقام فى إمارة دبى، منذ سنة ٢٠١٣، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبى.

النسخة العاشرة من القمة، تجمع ٢٠ رئيس دولة وحكومة، وحوالى ٢٥٠ وزيرًا، و١٠ آلاف مسئول حكومى، إضافة إلى عدد من قادة الفكر والخبراء ورجال الأعمال وممثلى المؤسسات الدولية والإقليمية، و... و... ولتبادل النظرة المستقبلية حول العمل الحكومى، الذى تتفوق فيه الفرص على التحديات، واستكمالًا لمشاركاتها الفاعلة، الجادة والمؤثرة، فى مواجهة التحديات العالمية وبناء مستقبل أفضل للبشرية، ستكون مشاركة مصر هى الأكبر على الإطلاق فى تاريخ دورات، أو نسخ، القمة، ومن المقرر أن يقوم الرئيس السيسى، والوفد المرافق له، خلال مختلف الفعاليات، المنتديات والجلسات الحوارية، بعرض أهم الاستراتيجيات والأولويات الحكومية المصرية، على المستويين الاقتصادى والتنموى. كما يتضمن برنامج الرئيس، أيضًا، عقد لقاءات ثنائية مع أبرز المشاركين فى القمة من كبار مسئولى المؤسسات الاقتصادية والمالية، الإقليمية والدولية.

اليوم التمهيدى للقمة، أمس الأحد، شهد انعقاد ٤ منتديات: منتدى المالية العامة للدول العربية، منتدى البيانات العالمى، منتدى أهداف التنمية المستدامة، والاجتماع العربى للقيادات الشابة. وفى المنتدى الأول، وخلال الجلسة الخاصة بـ«فرص تعزيز الإيرادات الداخلية»، أكد الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أن الحكومة المصرية قامت بتنفيذ العديد من التدابير والسياسات والإصلاحات لتحفيز الأنشطة الإنتاجية، وتحقيق الاستغلال الأمثل للفرص الاستثمارية الواعدة فى شتى القطاعات ذات الأولوية، مشيرًا إلى أننا ندرك جيدًا أهمية جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية؛ لتعزيز بنية الاقتصاد الكلى، واستدامة النمو الغنى بالوظائف، ومن ثم تعظيم الإيرادات العامة وتحقيق المستهدفات الطموحة، وبالتالى، تحسين مستوى معيشة المواطنين.

أيضًا، شارك الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، رئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، فى «الاجتماع العربى للقيادات الشابة»، مستعرضًا التجربة المصرية فى تمكين الشباب، وصقل مهاراتهم، وبناء قدراتهم، فى مختلف المجالات، ليكونوا مؤهلين لتولى المناصب القيادية، فى ضوء توجيهات الرئيس السيسى، الذى أشار إلى حرصه الدائم على لقاء وزراء الشباب والرياضة العرب، خلال الاجتماعات الدورية للمجلس، لاستعراض آخر تطورات تمكين الشباب بالدول العربية، والتأكيد على ضرورة الاهتمام بهم، وتلبية تطلعاتهم لبناء المستقبل الذى يطمحون إليه.

المهم، هو أن «القمة الدولية للحكومات» تسعى لاستشراف مستقبل صناعة السياسات، واستعراض أحدث الابتكارات فى الخدمات الحكومية. وبأكثر من ٢٢٠ جلسة، ستستكمل، هذا العام، حواراتها المختلفة، من خلال المنتدى العالمى لتكنولوجيا وسياسات المناخ، ومنتدى الصحة العالمى، ومنتدى أهداف التنمية المستدامة، ومنتدى الخدمات الحكومية، ومنتدى الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، و... و... وهى المنتديات، التى يتم تنظيمها بالشراكة مع عدد من المنظمات الدولية، والمؤسسات التكنولوجية العالمية، والمؤسسات المجتمعية المعنية بابتكار الحلول الجديدة للتحديات التى تواجه المجتمعات الإنسانية، والإجابة عن أسئلة اليوم والغد.

هناك، أيضًا، مجموعة من الجلسات الحوارية التفاعلية حول مستقبل المجتمعات والرعاية الصحية وحوكمة المرونة الاقتصادية والتواصل والتعليم والوظائف وتسريع التنمية والحوكمة واستكشاف آفاق جديدة وتصميم واستدامة المدن العالمية. وعلى مدار ثلاثة أيام، تبحث هذه الجلسات، المنتديات والحوارات، أهم التوجهات العالمية فى عدد من القطاعات الحيوية التى تسهم فى تعزيز الخطط لبدء عقد حكومى جديد، ووضع سياسات واستراتيجيات وخطط مستقبلية تعزز جاهزية الحكومات ومرونتها للمرحلة التالية من التطور. 

.. وتبقى الإشارة إلى أن «القمة الدولية للحكومات»، أقامت، منذ إطلاقها، شراكات مع نحو ٨٠ شريكًا استراتيجيًا، ومعرفيًا، وإعلاميًا، ومن المقرر أن تصدر، هذا العام، بالتعاون مع عدد من هؤلاء الشركاء، ٢٠ تقريرًا معرفيًا، تهدف إلى تعزيز الحوار حول أبرز التوجهات العالمية فى بناء المستقبل.