رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مثقفون عن معرض القاهرة للكتاب 2023: أهم احتفالية للكتاب فى الوطن العربى.. والإقبال مفاجأة

معرض القاهرة للكتاب
معرض القاهرة للكتاب

 

عبّر مثقفون مصريون عن سعادتهم الكبيرة بالدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى أصبح يمثل صناعة ثقافية مهمة، ومتحدثًا رسميًا ومعبرًا عن الثقافة المصرية بصفة عامة.

وقال الشاعر أحمد الشهاوى: «بالنسبة لى ولغيرى لم يعد المكان الجغرافى لمعرض الكتاب بعيدًا، كما كنا نظن عندما انتقل إلى مكانه الجديد فى التجمع الخامس بالقاهرة، بعدما قربت الجسور التى بُنيت فى السنوات الثلاث الماضية المسافات إلى الموقع».

وأضاف: «من هنا زاد عدد الزائرين، وتنوعت شرائح المترددين، وأصبح المعرض فرصة لطبقة عليا متوسطة أو برجوازية من سكان التجمع الخامس لاقتناء الكتب، ما يمثِّل زيادة فى نسبة المبيع من الكتب».

وواصل: «معرض الكتاب هذا العام دخل إلى ناديه عدد جديد من الناشرين المصريين والعرب، مثلما غاب عنه ناشرون آخرون، كان معظمهم غير مؤثرين»، مشيرًا إلى دخول دور نشر سعودية مهمة جديدة إلى المعرض، ظهرت حديثًا، لكنها استطاعت أن تلفت الانتباه بسرعة، مثل دارى «أثر» و«صفحة ٧».

وأكمل: «هذا يمثل إضافة مهمة، وإن كانت الأسعار مرتفعة لدى هاتين الدارين وغيرهما، خاصة عند الناشرين العرب القادمين من دول الخليج والعراق والأردن ولبنان وسوريا وتونس والمغرب».

وأشار إلى أن هذا جعل القارئ يذهب مباشرة إلى دور النشر القومية، مثل الهيئة المصرية العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والمركز القومى للترجمة، الذى قدَّم هذا العام عددًا مهمًا من الكتب الأساسية، إضافة إلى إعادة طبع عدد من الكتب التى نفدت ويقبل عليها القُرَّاء، فى خطوة تُحمد للدكتورة كرمة سامى، مديرة المركز، فضلًا عن منحه خصمًا يصل إلى ٤٠٪ للصحفيين، إلى جانب خصم خاص للطلاب.

ونوه كذلك إلى إقبال القارئ المصرى على مطبوعات «دار المعارف»، والمجلس الأعلى للثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، لأنَّ أسعارها مقبولة وفى المتناول، إلى جانب الإقبال على الكتب التى أصدرتها المؤسسات الصحفية، مشيرًا إلى أنه اشترى ٩ كتب فقط من إحدى دور النشر العربية بـ١٠٠٠ جنيه، رغم منحه خصمًا خاصًا.

وكشف الشاعر الكبير عن ذهابه يوميًا إلى معرض الكتاب، فى عادة قديمة لديه، كى يجد وقتًا للمرور على أغلب دور النشر، واختيار الكتب التى تناسبه، مشيرًا إلى أنه «منذ سنوات لم أعد أشترى سوى الكتب التى أنا بحاجةٍ إليها، فكثيرًا ما أجد كتبًا مهمة فى دور نشر لا يعرفها المثقفون».

واختتم بقوله: «أرتاح نفسيًا بين الكتب، حتى لو لم أقتنِ كتابًا واحدًا، فالكتب تشفى أدران الرُّوح، وتغسل القلوب مما علق بها».

ووصف المترجم خالد رءوف معرض القاهرة الدولى للكتاب بأنه «أهم احتفالية كرنفالية للكتاب فى الوطن العربى» بالنسبة لمحبى الكتاب ولكل العاملين فى حقل الثقافة والنشر، كما أنه «فرصة رائعة للقاء الأصدقاء من مصر والعالم العربى».

وقال «رءوف»: «منذ عودتى إلى مصر لم تفتنى أى دورة من دورات المعرض كزائر أو مشارك فى بعض الفعاليات، مع بعض الأصدقاء الكتّاب والمبدعين من المصريين والأجانب، خاصة من اليونانيين الذين دائمًا ما ينبهرون بأعداد الشباب والإقبال الكبير الذى يحظى به معرض القاهرة، بل وعبّر الكثير منهم عن غيرتهم من هذا الأمر، الذى جعل أحدهم يقول إن (مصر بلد شاب)».

وكشف عن مشاركته فى تنظيم جناح اليونان، الذى تنظمه مؤسسة الثقافة اليونانية، مضيفًا: «فى كل عام يشهد المعرض تنظيمًا رائعًا وإقبالًا كبيرًا يستحق كل القائمين عليه الثناء».

وتابع: «هذا العام، وبالرغم من موجة الغلاء وارتفاع أسعار الكتب، لاحظت أن الإقبال لم يتأثر، بل على العكس، يمكننى القول إنه ازداد عن السنوات الماضية، وهو أمر رائع يمنحنا الكثير من الأمل فيما هو قادم».

من جهته، قال الدكتور زين عبدالهادى إن معرض الكتاب هذا العام كان متميزًا للغاية، خاصة فى ظل ما اتسم به من فعاليات فنية اجتذبت كثيرًا من الزائرين، مهنئًا وزارة الثقافة، والعاملين فى الهيئة المصرية العامة للكتاب، وعلى رأسهم رئيسها الحالى أحمد بهى الدين، ورئيسها السابق هيثم الحاج على- على الانتباه لكل التفاصيل الصغيرة التى مكنت من خروج المعرض بهذا الشكل اللائق.

وأضاف: «من بين عوامل التميز تمكن كل الناشرين الذين طلبوا المشاركة فى المعرض من ذلك مهما كانت ظروفهم المادية، كما أن مبادرة الهيئة الخاصة بطرح الكتب بثمن منخفض، سواء من إصداراتها أو من إصدارات المركز القومى للترجمة وقصور الثقافة وغيرها من المؤسسات الحكومية- وجدت إقبالًا كبيرًا من المصريين».

وتابع: «من المهم إدراك أن الكتب التى تلقى إقبالًا كبيرًا حاليًا بسبب أسعارها يعاد بيعها بعد عام أو عامين بأسعار مخفضة، الأمر الذى يسهم فى زيادة الوعى ويسمح بتكوين المكتبات الخاصة، ويزيد من معدلات القراءة لدى الأجيال الجديدة».

فيما قال الكاتب الصحفى والروائى شريف عارف إن هذه الدورة من معرض الكتاب تؤكد الريادة الثقافية المصرية، وتوضح ما تتمتع به مصر من حيوية، فى ظل نسب المشاركة وأعداد الزائرين.

وأضاف: «الهيئة العامة للكتاب أضافت الكثير لهذه الدورة، فى ظل تنوع الورش والندوات، ومن جانبى أتطلع إلى مزيد من التطور عبر تضمن معرض الكتاب فى السنوات المقبلة لصناعة الترفيه الثقافى، التى تسمح باستضافة أنشطة فنية وثقافية موازية أثناء فعالياته، مثل إقامة مسرح مفتوح داخل المعرض، يشارك فيه كبار الفنانين من مصر والعالم العربى، بحيث يتحول إلى مهرجان كامل للإبداع».

وتابع: «هذه الفكرة يمكنها أن ترفع الأعباء عن دور النشر بما توفره من رعاة للمعرض، مع زيادة الاهتمام المجتمعى به، وعلى أى حال نحن أمام حدث فريد يتطلب دراسة متأنية حول ماذا سيكون شكل المعرض فى الدورات المقبلة، خاصة أنه الأهم، عربيًا وإقليميًا، بالإضافة إلى أهميته الدولية، الأمر الذى يحتاج إلى مزيد من الرعاية والتطوير للحفاظ على هذه الريادة».