رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تليجراف: عودة المومياوات الفرعونية لمصر أمر حتمى.. وعرضها فى بريطانيا غير منطقى

المومياوات المصرية
المومياوات المصرية

أكدت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أنه بعد أكثر من 4 آلاف عام من لفها بالكتان، وإغلاق أغطية توابيتها، وجدت المومياوات المصرية القديمة نفسها في وسط ضجة حديثة للغاية، حيث أعلنت مجموعة كبيرة من المتاحف في جميع أنحاء بريطانيا مؤخرًا عن أنها ستتخلى عن استخدام كلمة "مومياء" أو تقلل من استخدامها لصالح "الأشخاص المحنطين"، في محاولة للهروب من الآثار "اللإ نسانية" لمصطلح عمره أربعة قرون على الأقل.
وتابعت أن هذا الجدل، الذي أثارته مؤسسات مثل المتحف البريطاني في لندن، والمتحف الوطني لأسكتلندا إدنبرة ومتحف غريت نورث هانكوك في نيوكاسل أبون تاين، كشف لغزًا أكبر وهو ما إذا كان ينبغي عرض هذه البقايا البشرية المصرية في متاحف بريطانيا.


وأضافت أن الزخم بدأ واكتسب قوة في السنوات الأخيرة، حيث بدأ بعض المتاحف البريطانية في وضع المومياوات الفرعونية في توابيتها منذ عام 2020، وإزالتها من صناديق العرض.

 

معتقدات مصرية وانتهاكات غربية

وبحسب الصحيفة البريطانية، اعتقد قدماء المصريين أن الحفاظ على الجسد سليمًا كان وسيلة حيوية للحفاظ على الروح، الأمر الذي يتطلب هذا الشكل المادي في الحياة التالية، وأصبح التحنيط ممارسة شائعة منذ حوالي عام 2600 قبل الميلاد، وكان الشكل الأكثر شهرة للعملية، المستخدم لدى الفراعنة والنخبة، يستغرق عادةً حوالي 70 يومًا حيث يقوم الكاهن بتحنيط الجسد ومعالجته، ولفه بالكتان، ثم يضعه في التابوت الحجري وغرفة الدفن.

وتابعت أن هذه المومياوات كانت في البداية موضع هوس أوروبي في العصور الوسطى، عندما تم التنقيب عنها وتحويلها إلى "مومياء" للاستخدام الطبي، ففي القرن الخامس عشر، تم تهريب جثث عمرها قرون من مصر من قبل التجار الذين يتطلعون إلى تسليع الخصائص الخارقة للطبيعة التي كان يعتقد أنها تمتلكها. 


وأضافت أن الهوس الغربي بالثقافة المصرية بدأ في القرون التي تلت تلك الفترة، مدفوعة في المقام الأول برحلة نابليون إلى البلاد في عام 1798، حيث عززت الآثار التي أعادها، ونشر الصور والنتائج على نحو 20 مجلدًا، الاهتمام الغربي بمصر، وأطلق تجارة المومياء في السوق السوداء حيث يشتري الناس الرفات، ثم ينظمون "حفلات فك تغليف" في الوطن، وأصبحت عمليات إزالة لف الكتان من أغراض السهرات الفيكتورية، وحتى الأحداث ذات التذاكر، في النصف الأول من القرن التاسع عشر.


وتابعت أن اليوم، تجارة المومياوات غير قانونية، بالرغم من أنها مع ذلك تشكل جزءًا من السوق السوداء للقطع الأثرية المهربة بقيمة 3 مليارات دولار، ولكن بالنسبة للآلاف في المعروضات القديمة في المتاحف حول العالم، هناك دعوات متزايدة لإعادتها إلى الوطن أو منع عرضها في المتاحف البريطانية.


تعتقد أليس بروكتر، مؤرخة الفن ومبتكرة جولات الفن، أن إعادة ضبط اللغة حول هذه القطع الأثرية يجب أن تكون مجرد خطوة على طريق إزالتها تمامًا.

عودة المومياوات إلى مصر

وأكدت الصحيفة، أنه يجب إعادة هذه المومياوات إلى مصر مرة أخرى، حيث بُذلت بعض الجهود الإعادة إلى الوطن، بما في ذلك الإعلان في ديسمبر الماضي عن أن كلية كورك الجامعية ستعيد بقايا مومياء محنطة وتابوتًا إلى أرض أجدادها هذا العام. 
قال دانيال أنطوان، حارس قسم مصر والسودان في المتحف البريطاني، "كنا نفكر بعناية في عرض الرفات البشرية لفترة طويلة"، لكنه يضيف أن المصلحة العامة قوية بما يكفي لتركها في مكانها - على الأقل في الوقت الحالي". 
وأكدت الصحيفة، أن "المومياوات المصرية: استكشاف الحياة القديمة"، أحد المعارض الدولية المتجولة بالمتحف، من بين "أكثرها شعبية" حيث زارها أكثر من مليوني زائر حتى الآن، وجد بحث من التراث الإنجليزي أيضًا أن 91 في المائة من المستجيبين أيدوا عرض الرفات البشرية في المؤسسات الفنية.