رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهيدروجين الأخضر.. فرصة لجعل العمليات الصناعية أقل عدوانية تجاه البيئة

الهيدروجين الأخضر
الهيدروجين الأخضر

أعلنت هيئة الطاقة المتجددة مؤخرًا توقيع مصر على 23 مذكرة تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بالتعاون مع مؤسسات عالمية ومحلية، وكانت آخر خطوات وزارة البيئة المصرية في هذا الشأن، إطلاق مرحلة التشغيل التجريبي الأولى من مصنع الهيدروجين الأخضر.

ويعمل المصنع الجديد بالعين السخنة بقدرة 100 ميجاوات، ويستهدف إنتاج 15 ألف طن من الهيدروجين الأخضر كمادة وسيطة؛ لإنتاج ما يصل إلى 90 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.

أصبح الهيدروجين الأخضر مكونًا رئيسيًا في تحقيق انتقال الطاقة وضمان مستقبل مستدام، كما أدى انخفاض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة المتجددة، إلى إعطاء الهيدروجين النظيف دفعة غير مسبوقة؛ مما سيجعل دوره رئيسيًا في إزالة الكربون من مختلف القطاعات مثل الصناعة والتنقل وتخزين الطاقة.

الهيدروجين الأخضر


فوائد متعددة

يقول كمال الأمير، الخبير في مجال الطاقة، إنه يتم الحصول على الهيدروجين الأخضر من مصادر متجددة من خلال التحليل الكهربائي، كما يمكن تخزين هذا الهيدروجين النظيف المضغوط في خزانات محددة، وحين نحتاج إلى طاقة، يتم توجيه هذا العنصر إلى خلية وقود، حيث يتم تجميع الهيدروجين مع الأكسجين من الهواء؛ لإنتاج الكهرباء، والمنتج الثانوي الوحيد هو الماء.

ويوضح "الأمير" في حديثه لـ "الدستور"، أنه بفضل تقنيات مثل خلية الوقود، يتم استخدام الهيدروجين الأخضر في النقل، مما يوفر بديلًا مستدامًا للتنقل، فالسيارات التي تعمل بهذه الطاقة النظيفة لها خزان هيدروجين يتصل بخلية الوقود، حيث يتم توليد الكهرباء التي تشغل المحرك.

ويؤكد أن المركبات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود تشير إلى ثورة في قطاع الطاقة والنقل نحو استخدام الوقود ذو البصمة الكربونية المحايدة، وتمثل حاليًا 0.5٪ فقط من مبيعات السيارات الجديدة منخفضة الانبعاثات حول العالم، وفقًا لآخر تقارير وكالة الطاقة الدولية.

كانت أعلنت شركة "هيونداي" أنها ستقوم بتصنيع 500000 سيارة هيدروجين بحلول عام 2030، وبدأت باريس في تطوير أسطول من سيارات الأجرة التي تعمل على هذا الوقود، وفي العديد من المدن الأوروبية تعمل مركبات جمع النفايات بالفعل بهذه التكنولوجيا.

ويتابع: "سيكون الهيدروجين الأخضر أيضًا مفتاحًا لمركبات التعدين والقطارات والطائرات والشاحنات والحافلات وحتى النقل البحري، كما يستخدم  حاليًا بشكل أساسي في قطاعين، استخدام واحد في الصناعة الكيميائية لتصنيع الأمونيا والأسمدة،  في حين أن استخدامه الرئيسي الثاني هو في صناعة البتروكيماويات لإنتاج المنتجات البترولية".

ويختتم الخبير في مجال الطاقة: "بدأ استخدام الهيدروجين الأخضر مؤخرًا في صناعة الصلب، وهو قطاع يتعرض لضغط كبير في أوروبا بسبب تأثيره الملوث، وبفضل هذا الغاز، هناك فرصة لتغيير بعض عمليات الصناعة لجعلها أقل عدوانية تجاه البيئة".

طاقة المستقبل

ومن جانبه، يوضح نيكولاس فيليب، باحث بيئى بمبادرة المناخ والتنمية الإفريقية بجنوب إفريقيا، أن الهيدروجين هو الناقل الوحيد للطاقة الخالية من الكربون بخلاف الكهرباء التي تخضع لدراسة جادة للنقل منخفض الكربون، وإزالة الكربون الصناعي وتوفير الحرارة في العديد من البلدان، فهو يلعب  بلا شك دورًا رائدًا في إزالة الكربون من الاقتصاد.

ويشير "فيليب" في حديثه لـ"الدستور"، إلى التحديات التي تواجها العالم في مجال الطاقة المتجددة، والتي تشمل خفض تكاليف الإنتاج، تحسين التخزين، ونشر الحد الأدنى من البنية التحتية، ولكن هذه العقبات ستتغلب عليها  التكنولوجيا الحديثة من أجل ترسيخ الهيدروجين الأخضر باعتباره الطاقة التي لم تعد من المستقبل، ولكن لحاضر أكثر استدامة.

ويضيف: "هناك ضغط متزايد للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من النقل البحري، تتمثل إحدى الاستراتيجيات الأكثر فاعلية لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة في التحول من أنواع الوقود التقليدية مثل زيت الوقود الثقيل إلى أنواع الوقود البديلة، لذا يُعتبر الهيدروجين الأخضر بديلًا واعدًا لصناعة الشحن".

ويختتم منوهًا أن الهيدروجين الأخضر له استخدامات منزلية أيضًا، فهناك بالفعل العديد من المشروعات المستدامة قيد التنفيذ، والتي تهدف إلى استبدال شبكة الغاز الطبيعي بشبكة الهيدروجين الخضراء، التي توفر الكهرباء والتدفئة للأسر دون إنتاج انبعاثات ملوثة.