رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روايات الذكاء الاصطناعي.. هل يستبدل الـ«Chat GPT» عقول مؤلفي الأعمال الأدبية؟

Chat GPT
Chat GPT

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا حول استخدام بعض الكتاب والروائيين للذكاء الاصطناعي Chat GPT في إطلاق المؤلفات الأدبية، وتسويقها عبر منصة Kindle، حيث تعد الوتيرة السريعة للغاية للنشر، وتبين أن الذكاء الاصطناعي يساعد على الكتابة بسرعة غير مسبوقة.

لكن انتشار ذلك الأمر أثار أيضًا أسئلة أخلاقية معقدة حول الاستخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي، وتأثيره في تشوه الخيال تجاه أكثر الاصطلاحات والاستعارات شيوعًا، خاصة بعد إعلان بعض الأشخاص عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة عن إطلاق كتب جديدة لم يستغرق إعدادها سوى يومًا واحدًا فقط.

ما هو الـ Chat GPT؟

Chat GPT هو روبوت محادثة جديد قوي يعمل بالذكاء الاصطناعي وسريع التأثير، بعد أن تعلم معرفته ومهاراته الكتابية من كميات هائلة من المعلومات عبر الإنترنت.

يدق Chat GPT، الروبوت الذي طورته شركة Open AI، أجراس الإنذار في المؤسسات الأكاديمية منذ إطلاقه في أواخر العام الماضي؛ لأن المنصة مفتوحة المصدر لكتابة الأوراق والمقالات والمقالات بإتقان، بعد أمر بسيط. 

وهذه الخدمة متاحة لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت مجانًا، الأمر الذي جعل مدرسو مدارس مدينة نيويورك يقومون بحظر Chat GPT على الأجهزة والشبكات، حتى لا يقوم الطلاب بتقديم تدويناتهم عبر استخدامه، لكن ما مدى تأثير المنصة على مستقبل الأعمال الأدبية؟

المفكر الجديد

يقول محمد حسين، الخبير الإلكتروني، إن Chat GPT يعتمد على منشئ النصوص السابق لـ Open AI ، GPT-3، وتبني Open AI نماذجها لإنشاء النصوص باستخدام خوارزميات التعلم الآلي لمعالجة كميات هائلة من البيانات النصية، بما في ذلك الكتب والمقالات الإخبارية وصفحات ويكيبيديا وملايين المواقع الإلكترونية.

ويضيف: "من خلال استيعاب مثل هذه الكميات الكبيرة من البيانات، تتعلم النماذج الأنماط المعقدة وهيكل اللغة وتكتسب القدرة على تفسير النتيجة المرجوة لطلب المستخدم، كما يمكن لـ Chat GPT بناء تمثيل معقد ومجرّد للمعرفة في بيانات التدريب، والتي تعتمد عليها لإنتاج المخرجات،وذلك يعد السبب في أنه يكتب محتوى ذي صلة، ولا يكتفي فقط بإلقاء اللقطات الصحيحة نحويًا".

يشير الخبير الإلكتروني في حديثه لـ "الدستور"، إلى أن Chat GPT قد لا يحتوي تمامًا على السرد القصصي الطويل أو المعقد، ولكنه أحيانًا يولد عن طريق الخطأ أفكارًا يمكن أن تثير أفكارًا أخرى، ولكن بالتأكيد ستفتقد الأعمال الأدبية المروجة من خلالها إلى الكثير من المهارات الإبداعية من فكر البشر.

ويختتم "حسين" موضحًا أنه تابع مؤخرًا آراء الكتاب حول استخدام التقنية الجديدة في الكتابة عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة،ووجد أن أغلبهم يرفض قطعًا الاعتماد على هذه المنصة، وإلغاء الفكر البشري للمؤلف صاحب العمل الأدبي، ولكن هناك أيضًا من يدعموا الفكرة، ومنهم من قام بإنشاء كتب كاملة عبر استخدام الـ Chat GPT.


عار أدبي
 

يعبر الكاتب السياسي محمد داوود، عن رأيه حول استخدام بعض الكتاب لمنصة الـ Chat GPT  في إطلاق روايات وأعمال أدبية جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مستنكرًا إعجابهم الشديد بذلك؛ لأن المؤلف الأدبي يجب أن يبدع في كل حرف يكتبه داخل الكتاب، ولا يجب الاعتماد على التكنولوجيا في التعبير عن الآراء المتنوعة، أو إيهام القراء بخيالات الكاتب غير الموجودة من الأساس.

ويقول "داوود" إن هذه الظاهرة ستخلق فرص عديدة للأشخاص الذين لا يتمتعون بموهبة الكتابة للظهور وسط الأدباء بسهولة تامة، ولكن القارئ الناضج سيستطيع إيجاد الفارق بين المؤلف والشخص المعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ويختتم الكاتب حديثه مع "الدستور"، موجهًا نصيحته إلى صِغار الكتاب بعد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي Chat GPT في إطلاق أي أعمال أدبية، وضرورة تعلم السرد القصصي، وإضافة روح المؤلف في الكتابة؛ لأن ذلك ما يميز كل مؤلف عن الآخر.