رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صالون التنسيقية» يوصى بالاستعانة بالمجتمع المدنى لتطوير التعليم

صالون التنسيقية
صالون التنسيقية

نظّمت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين صالونًا بعنوان: «التعليم الأساسى وكادر المعلم.. نظرة على أوضاع التربية فى مصر»، ضمن سلسلة من الصالونات النقاشية، مع المتخصصين من كل التيارات والاتجاهات حول القضايا التى سيجرى طرحها خلال الحوار الوطنى.

وناقش الصالون عددًا من المحاور أبرزها: كادر المعلم ومشكلات التعليم والمناهج التى يجرى تدريسها للأطفال والربط بين التعليم ومستوى الحياة الجيدة.

سامى هاشم: التدريب أمر أساسى للمعلمين

قال الدكتور سامى هاشم، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، إن «المعلم هو أساس العملية التعلمية، ودائمًا نحرص على الارتقاء به اجتماعيًا واقتصاديًا، وتعزيز دوره، ولجنة التعليم فى مجلس النواب دائمًا تفتح كل الملفات الخاصة بالمعلم وتدريبه وتأهيله والارتقاء به»، مشيرًا إلى أنه لا توجد مدرسة ولا تعليم بلا معلم.

وأضاف «هاشم» أن المعلم- أيضًا- له دور فى الإرشاد النفسى والاجتماعى، ويسهم فى بناء شخصية الطلاب، وتابع: «نطالب بتحسين أوضاع المعلم، والارتقاء بمستواه، لأن توفير احتياجاته يعنى أن يؤدى دوره على أكمل وجه».

وأشار إلى أن كليات التربية تجرى اختبارات وتضع معايير لاختيار الطلاب، وأول الاختبارات للمعلم هو الاتزان الانفعالى، مؤكدًا أن المعلم المصرى من أفضل المعلمين على مستوى العالم.

وقال: «هناك تطوير فى كليات التربية، ومعظم المعلمين فى مصر على مستوى راقٍ جدًا، والتعليم فى مصر بخير»، لافتًا إلى أن معظم الذين ينتقدون هم من أبناء هذه المنظومة وخريجى كليات تربية.

وذكر: «هناك مشكلة تكدس فى الفصول، ونادينا كثيرًا بضرورة تنظيم النسل والحد من الزيادة السكانية للمساهمة فى حل هذه الإشكالية»، وتابع: «وصلنا إلى حصر نسبة العجز فى المعلمين، والرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بتعيين ١٥٠ ألف معلم على خمس سنوات، وهناك أعداد كبيرة جدًا تقدمت للتعيين وكلهم من خريجى كليات التربية».

وشدد على أن التدريب أمر أساسى وضرورى للمعلم، مؤكدًا أن هناك العديد من الأبحاث والدراسات والأفكار التى يمكن أن تطور ٢٠ نظامًا تعليميًا وليس نظامًا تعليميًا واحدًا، فهناك أفكار متميزة بالفعل، وأنا متفائل بالتعليم فى مصر.

ولفت إلى أن هناك ضرورة لتغيير نظام القبول فى الجامعات، موضحًا: «الثانوية العامة هى المنطقة الساخنة فى منظومة التعليم، ولا بد من تغيير الثقافة العامة بشأنها، وأن تكون هناك اختبارات قدرات للقبول فى الجامعات».

ودعا إلى التوسع فى نظام التعليم الفنى المزدوج، فحاليًا نسبته ٣٪، والرئيس السيسى وجه بأن تصل ٢٥٪ فى ٢٠٣٠.

طالبة: الثانوية العامة ارتبطت بمعاناة الطلاب

من جهتها، قالت ملك حاتم، طالبة بالثانوية العامة، صانعة محتوى، إن أبرز مشكلات منظومة التعليم فى مصر أن الطالب يشعر بأن التعليم أمر مفروض عليه، موضحة: «لا نختار، فمن يدخل كلية هندسة مثلًا لا بد من أن يمر بمناهج عديدة ويدرس مواد مفروضة عليه ولا تترك له مساحة الاختيار».

وتساءلت الطالبة عن سبب تجاهل التميز فى المدرسة فى مجالات مختلفة من أنشطة وغيرها، قائلة: «أقترح تكريم أكثر ١٠ متفوقين فى الترتيب على المدرسة، وتكريم المتميزين فى الأنشطة، ليكون ذلك حافزًا للطلاب».

وأضافت: «لا أقول إن المنظومة التعليمية كلها سيئة، بالعكس، هناك أمور كثيرة جيدة، والمناهج الجديدة مختلفة ومنها مناهج أبهرتنى، خاصة فى مرحلتى رياض الأطفال والابتدائية».

وأشارت إلى أن الثانوية العامة عادة ما ترتبط بمعاناة الطلاب، بسبب حجم المناهج، وهذا الضغط يمتد ليشمل المعلم والأسرة، مستطردة: «ممكن المنهج يتغير، ونريد أن نعرف شكل الامتحان، ونحتاج إلى نماذج، ولا بد من تقليل المناهج فى الثانوية العامة». وأوضحت: «المهارات والمعارف مهمة للطالب، لكن لا بد من ألا تكون سببًا فى الضغط عليه».

أشرف محرم: ضرورة تغيير إجراءات قبول طلبة «التربية»

أكد الدكتور أشرف محرم، الخبير التربوى، أن التعليم يأخذ مكانة مهمة لدى صانع القرار فى مصر، لافتًا إلى أن أول حلقة فى المنظومة هى مسألة اختيار المعلم، واختيار «الطالب المعلم» الذى يلتحق بكلية التربية، الذى لا بد أن يفهم أنه سيؤدى رسالة أولًا قبل أن تكون مجرد مهنة، والتأكد من أن هذا الإنسان لديه ثبات انفعالى.

وشدد «محرم» على ضرورة حسن اختيار المعلم، ووجود معايير يتم على أساسها اختيار طلاب كلية التربية الذين سيصبحون معلمين مستقبلًا.

وأشار إلى أن هناك حاجة لبحث حقيقى لمعرفة من يقوم بدور التربوى من بين المعلمين، وقال إن هناك الكثير من المعلمين يقومون بهذا الدور.

وأوضح أن هناك اختبارات قبول بالفعل فى كليات التربية، لكنها يجب أن تكون أكثر جدية.

وتابع: «مستحيل أن يكون الطالب سعيدًا من المنظومة، والمعلم لديه مسئوليات كبيرة جدًا، والمشكلة أننا نحصر قضية المعلم فى المعرفة، وهذه ليست قضيته بمفرده»، وتساءل: «لماذا نجعل امتحانات الثانوية العامة بعبعًا للناس فى مصر؟».

واستطرد: «التعليم فى مصر ليس سيئًا، وسيظل المعلم المصرى قادرًا على المنافسة أمام نظرائه فى كل دول العالم، لكن نريد ألا يتم إحباط المعلم، وألا يكون فريسة».

وأوضح أن وسائل الإعلام أحيانًا تعكس صورة ذهنية غير سليمة عن المعلم، مؤكدًا أهمية دور الإعلام فى التوعية.

وقال: «لإصلاح العملية التعليمية لا بد من التفكير فى كيفية إدارة المدرسة، ولا بد من إشراك المجتمع المحلى فى إدارة العملية التعليمية فى المدارس، ولا بد من مشاركة المجتمع المدنى فى حل مشكلات التعليم لحل إشكالية التمويل، وألا تكون مشاركته بغرض التربح»، داعيًا إلى تشجيع مؤسسات المجتمع المدنى وتحفيزها للمشاركة.

رشا كليب:المعلم يعانى بسبب نظرة المجتمع له.. ونأمل أن يعيد الحوار الوطنى التعليم إلى مكانته الطبيعية

قالت النائبة رشا كليب، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن قضية التعليم تعتبر من أهم القضايا والتحديات المطروحة على مائدة الحوار الوطنى، وأضافت: «كلنا نأمل أن يعيد الحوار الوطنى التعليم لمكانته الطبيعية فى مصر، ونتفق كلنا على أنه لا توجد دولة متقدمة دون اهتمام بالتعليم».

وأضافت النائبة: «لدينا قيادة سياسية تهتم بالتعليم وتضعه فى الأولويات، وذلك ظهر عندما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتعيين ١٥٠ ألف معلم لسد العجز فى عدد المعلمين، وعندما وجه بتدريب ألف معلم، كما أننا نرى أنه دائمًا مهموم بملف التعليم ومشكلاته».

واستطردت: «لدينا رؤية (مصر ٢٠٣٠) لتطوير التعليم، وهى مرتبطة بأهداف وجدول زمنى، تم وضعها فى ٢٠١٦، وعلى وزارة التربية والتعليم توضيح ما تم إنجازه وتنفيذه من رؤية تطوير التعليم»، وأكدت أن المعلم فى مصر يعانى اجتماعيًا، بسبب نظرة المجتمع له وتعامل الناس معه.. كما يعانى ماديًا، وتابعت: «لا يصح أن يأخذ المعلم راتبه على الأساسى، ولا يصح أن يصل عجز المعلمين لـ٣٢٥ ألفًا تقريبًا.. والمسئولية لا تقع فقط على عاتق وزارة التربية والتعليم، وهى عليها دور كبير جدًا لم تقم به، حتى فى القانون الحالى الذى نريد تغييره».