رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شوقى علام: تزايد الإقبال على الفتوى لا يعنى تكريس مفهوم الدولة الدينية

 الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام

علق الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية- على مسألة تخوُّف البعض من تزايد الإقبال على الفتاوى الدينية من أنها تؤدِّي لتكريس الدولة الدينية، مؤكدًا أن تزايد الطلب على الفتوى من دار الإفتاء لا يعني تكريس مفهوم الدولة الدينية؛ فالإسلام لا يعترف بالدولة الدينية (التي تعني الحكم بناءً على تفويض إلهي والتسلُّط على الناس باسم الدين)، بل إنَّ الإسلام عرف الدولة المدنية الحديثة الحاضنة للجميع.
وقال مفتي الجمهورية، إن كثرة الأسئلة الواردة إلينا في دار الإفتاء ليست ظاهرة سلبية، بل لها جوانب إيجابية كعودة ثقة الناس بالمؤسسات الدينية الرسمية، وضبط الفتوى- بفضل جهود دار الإفتاء- بعد ما تَمَّ استردادها من الجماعات المتشددة التي أثرت على الناس لفترة من الزمن ونفَّرت الناسَ ظلمًا وبهتانًا من المؤسسات الرسمية الدينية، فالفتوى ليست ملزمة، بل مطمئنة وناصحة؛ فالمستفتي يريد أن يطمئن ويريد مَن يأخذ بيده.

ولفت إلى أن محاسبة النفس دأب أهل الهمَّة العالية والعقول الراقية التي تنشد الكمال، موضحا  أنه ينبغي أن يكونَ الإنسان ذا همَّةِ عالية، فسيحَ الأمل، واسعَ الرجاء، مستشرفًا للمستقبل، عاملًا منتجًا للحياة، يعطيها كما يأخذ منها، وعليه التمسك بالأمل والثقة بالله فهما قوةٌ باعثةٌ على العمل، ومن العوامل المؤثرة في استنهاض النشاط والهمة في الروح والجسد، واستدعاء مظاهر الاستبسال، والكفاح نحو أداء الواجب، ودفع اليائس إلى الجِد، وتكرار المحاولة مرة بعد أخرى حتى يتحقق نجاحه.

وشدد مفتي الجمهورية، على ضرورة العمل الدءوب واستفراغ الوسع في الأخذ بالأسباب المادية، وعلى المسلم أن يثق ثقة كاملة غير منقوصة بقدرة رب العزة سبحانه وتعالى وأنه لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وبغير هذه الثقة لا يكون الأمل أملًا في الله، وإنما هو أمل في الأسباب المادية التي إن تلاشت يسيطر اليأس على قلب الإنسان.