رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللاتين يحتفلون في مصر بعيد وذكرى القديس يوحنا الحبيب

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية برئاسة المرطان كلاديو كلوراتي، بذكرى عيد القدّيس يوحنّا، الرسول والإنجيليّ.

ولد يوحنّا في بيت صيدا عند بحيرة طبريّة. كان صيّاد سمك. دعاه يسوع مع أخيه يعقوب فتركا شباكهما وأباهما وتبعا يسوع. هو من الرسل الاثني عشر ومن المقرّبين من يسوع. هو التلميذ الحبيب الذي اتّكأ على صدر يسوع في العشاء الأخير. هو وأَخوه طلبا أن يجلسا عن يمين يسوع وعن شماله في مُلكه. كان سريع الغضب فزجر الأولاد الآتين إلى يسوع وأراد أن ينزل نارًا وكبريتًا على مدينة سامريّة رفضت استقبال يسوع. رافق معلّمه حتّى الجلجلة وشهد قيامته الباهرة. بشّر في أورشليم وتركيا واليونان. أقامت مريم العذراء معه بعد صعود ابنها إلى السماء. أُلقي في خلقين من الزيت المغليّ لكنّ الله حفظه من كلّ ضرر فخرج سالمًا. نُفي إلى جزيرة بطمس حيث دوّن رؤياه. ثمّ عاد إلى أفسس ودوّن الإنجيل المقدّس. مات سنة 105م.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: ذاك الَّذي كانَ مُنذُ البَدْء ذاك الَّذي سَمِعناه ذاك الَّذي رَأَيناهُ بِعَينَينا ذاكَ الَّذي تَأَمَّلناه ولَمَسَتْه يَدانا مِن كَلِمَةِ الحَياة" هل مَن يلمس بيديه كلمة الحياة، لولا أنّ "الكَلِمَة صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا؟"  في الواقع، إنّ كَلِمة الله الذي جعل نفسه بشرًا لكي نلمسه بيدينا، أصبح بشرًا منذ أن كان في أحشاء العذراء مريم. لكنّه لم يصبح عندئذ الكلمة، لأنّه كان كذلك "منذ البدء"، كما قال القدّيس يوحنّا. لاحظوا كم أنَّ رسالته تؤكّد إنجيله، حيث سمعتم مَن يقرأ عليكم هذا الكلام: "في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله". 

قد يرى البعض في كلمة "الحياة" إحدى الإشارات إلى الرّب يسوع المسيح، وليس تحديدًا جسد المسيح، الذي لمسته الأيدي. ولكن لاحظوا ما يتبع: "لأَنَّ الحَياةَ ظَهَرَت فرَأَينا ونَشهَد ونُبَشِّرُكمِ بِتلكَ الحَياةِ الأَبدِيَّةِ الَّتي كانَت لَدى الآب فتَجلَّت لَنا" . إنّ الرّب يسوع المسيح إذًا هو كلمة الحياة. وكيف ظهرت هذه الحياة؟ فهي، وإن كانت منذ البدء، لم تظهر للبشر: بل ظهرت للأقوياء، الذين رأوها وتغذّوا بها كما بخبزهم. قال الكتاب: "فأَكَلَ الإِنْسانُ خُبزَ الأَقوِياء" 

إذًا، لقد تجلّت الحياة في الجسد: واكتمل تجلّيها بشكلها الكامل لكي تتمكّن العين من رؤية الحقيقة التي لا يمكن أن يراها إلاّ القلب، من أجل شفاء القلوب. فالكلمة لا يراها إلاّ القلب؛ أمّا الجسد فلا يستطيع. كنّا قادرين على رؤية الجسد لا الكلمة. الكَلِمَة صارَ بَشَراً... لكي يشفي فينا ما يجعلنا قادرين على رؤية الكلمة... قال القدّيس يوحنّا: "نَشهَد ونُبَشِّرُكمِ بِتلكَ الحَياةِ الأَبدِيَّةِ الَّتي كانَت لَدى الآب فتَجلَّت لَنا".