رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

راسخ الكشميري: نشكر مصر على مساندتها باكستان ونتطلع لمزيد من التعاون (حوار)

 راسخ الكشميري
راسخ الكشميري

قال راسخ الكشميري، منسق رئيس وزراء باكستان للإعلام الرقمي العربي، إن صادرات مصر إلى باكستان سجلت ارتفاعا منذ عام ٢٠١٢م، بإجمالي ١٥٠ مليون دولار، وارتفعت وانخفضت على مدار العشر سنوات الأخيرة حتى سجلت أعلى نسبة لها في ٢٠٢١م، والتي بلغت ٣٥٠ مليون دولار. 

وأوضح "الكشميري"، في حواره لـ "الدستور"، أنه يجب على باكستان ومصر البحث عن مكامن المصالح المشتركة التي تعود نفعها على شعبي البلدين، وإلى نص الحوار..

ـ إلى أين وصل حجم التعاون الاقتصادي بين مصر وباكستان؟

بالنظر إلى العشر سنوات الأخيرة نجد أن باكستان على سبيل المثال كانت تصدر إلى مصر منتجاتها بشكل أكبر، وقد وصل حد صادراتها إلى مصر في ٢٠٢١م  ١٠٥ مليون دولار، وقد شاهدنا نزولا خلال هذه السنوات بعد أن كانت في ٢٠١٢م وصلت إلى سقف ٢٢٠ مليون دولار.

على العكس من ذلك فصادرات مصر إلى باكستان سجلت ارتفاعا منذ ٢٠١٢م، حيث كانت في سقف ١٥٠ مليون دولار، وارتفعت وانخفضت على مدار العشر سنوات حتى سجلت أعلى نسبة لها في ٢٠٢١م، حيث بلغت ٣٥٠ مليون دولار، نستطيع أن نقول أن إجمالي الصادرات والواردات بين البلدين بحسب الإحصائيات المتاحة لعام ٢٠٢١م بلغ ٤٥٥ مليون دولار تقريبا، وأجزم أن هذا الرقم قليل جدا، مقارنة بامكانيات البلدين الاقتصادية، بالتالي هناك الكثير لفعله من أجل أن تكون التجارية بين البلدين أكبر، وتكون مثمرة لكلا الشعبين بشكل أمثل، وأتمنى أن يتفق الطرفان على ذلك، فكلا البلدين بحاجة إلى اقتصاد مثمر.

ـ كيف يمكن تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين؟

أظن أنه يجب لزاما على الغرف التجارية في البلدين البحث عن الجوانب الاقتصادية التي يمكن سد احتياجاتها المحلية من خلال التجارة المشتركة، أجزم أن هناك مشتركات اجتماعية عديدة بين الشعبين، تلك المشتركان يمكن أن تساعد في دراسة الحالات وترجمتها إلى اقتصاد مثمر، كذلك أعتقد أن هناك جانب كبير وهو السياحة بين البلدين، مصر بلد جذاب سياحيا، هناك الكثير جدا ليشاهده الباكستانيون من تاريخ وإرث ثقافي، وكذلك في المقابل هناك الكثير مما يمكن للاخوة المصريين أن يشاهدوه في باكستان خصوصا في شمالها، حيث المرتفعات والمناظر الخلابة، كذلك كشمير، يمكن زيارتها في الجانب الباكستاني، وأظن أن كثيرا من البلدان العربية وشعوبها لا تعرف عن السياحة في باكستان، خصوصا وأن باكستان لم تستطع أن تسوق لنفسها في هذا المجال في البلدان العربية. 

بشكل عام أجزم أن العوامل المشتركة بين البلدين هي نقطة التقدم الحقيقية التي من الممكن الارتكاز عليها، خصوصا وأن أهل مصر لهم الفضل في تعريف شخصية باكستانية عظيمة للعالم العربي، وهو محمد إقبال رحمة الله عليه، حيث كان لعبد الوهاب عزام، والصاوي شعلان وغيرهما الكثير من الجهود في تعريف الناس بمحمد إقبال في ثلاثينات القرن المنصرم.

كذلك هناك شخصيات مصرية خدمت اللغة الأردية خدمة لم يقم بها أحد من العرب، على سبيل المثال لا الحصر الدكتور سمير عبد الحميد إبراهيم، والدكتور إبراهيم محمد إبراهيم، والدكتور يوسف عامر وشخصيات أخرى كتبت باكستان، واللغة الأردية، وكشمير. 

ـ كيف يمكن لمصر وباكستان التعاون في مجابهة تغيرات المناخ خاصة وأن مصر استضافت قمة 27؟

باكستان شاركت في هذه القمة، وكانت حاضرة بقوة، رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف ترأس بالاشتراك مع رئيس الوزراء النرويجي مائدة مستديرة حول تغير المناخ واستدامة المجتمعات النامية، كما حضر قمة مبادرة الشرق الأوسط الخضراء التي استضافتها المملكة العربية السعودية، وأظن أن هذه الجهود تعني أن البلدان المشاركة تريد حل مشترك لمجابهة التغيرات المناخية، خصوصا وأن باكستان مؤخرا تأثرت في هذا الموضوع بشكل كبير، إضافة إلى ضعف اقتصادها واجهت هذه الكارثة، وكان لمصر والدول العربية الأخرى دور في مساندة باكستان وجهد مشكور، ويستلزم الأمر أن تكون هناك متابعة فعالة في هذا الجانب من أجل التقدم، وإحراز الأهداف التي رسمت في القمة، وإلى جانب ذلك من المناسب أن تقوم باكستان ومصر بالبحث عن مكامن المصالح المشتركة التي تعود نفعها على شعبي البلدين.

ـ كيف ترون الإصلاحات التي تجري في مصر حاليا؟

في باكستان نأمل لمصر كل خير، باكستان بشكل عام دولة تريد أن ترى الأصدقاء والحلفاء في ازدهار وتنمية، وتقدم مصر إلى جانب أنه مفيد للداخل المصري، هو عامل مهم للتمدد الإيجابي خارج مصر في العلاقات الخارجية، وكل استقرار وازدهار بالضرورة مؤثر على العلاقات الخارجية إيجابًا، ونرى من خلف الإصلاحات ذلك التأثير الإيجابي في العلاقات بين البلدين.

ـ ما الذي ترغب باكستان في تحقيقه من أجل تعزيز علاقاتها مع الدول العربية خاصة على المستوى الاقتصادي؟

باكستان بحاجة إلى أن تتشارك مع الدول العربية في شتى المجالات، المنافع المشتركة مضمونة في هذا التشارك، ولكن في نظري أن نقاط الوفاق ووضعها على طاولة المفاوضات مهمة جدا، وبحث المصالح المشتركة والانطلاق منها أمر يعود بالنفع في العلاقات بين البلدين على المدى الطويل، والرغبة الباكستانية تكمن في أن تكون العلاقات الأخوية والاقتصادية في أوج عروجها حتى تتمكن باكستان مع البلدان العربية في مجابهة التحديات على المستويات الداخلية والخارجية معا، ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز حريص جدا على ذلك، ومهتم، وهو ممن يتحدثون اللغة العربية ويستخدمها حين اللقاء بالمسؤولين العرب.