رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الاندماج النووي».. وصف بأعظم اختراع بشري يحمي الأرض دون قتال (القصة الكاملة)

الاندماج النووي
الاندماج النووي

اختراقًا علميًا هائلًا استطاع تحقيقه علماء أمريكيون، هو إنتاج كميات من الطاقة النظيفة بما يعرف بـ "الاندماج النووي"،الذى يعتبر إنجازًا من شأنه أن يقضي على استخدام الوقود الأحفوري الذي يتسبب في تلوث البيئة ودمارها.

كان قد أعلن علماء أميركيون في "مختبر لورانس فيرمور الوطني" الساعات القليلة الماضية أنهم استطاعوا إحداث اندماج نووي في "المنشأة الوطنية للإشعال التشغيلي" عبر توجيه حزم ليزر قوية إلى أسطوانة صغيرة بحجم الكشتبان مملؤة بذرات الهيدروجين".

والسؤال: كيف بدأ التعرف على الاندماج النووي، وكيف هذا الاختراق العلمي إفادة البشرية، وتحقيق طفرة في مجال الطاقة على كوكب الأرض؟.

يقول الدكتور أحمد بدوي الخبير بالطاقة النووية في حديثه "للدستور": منذ أن تفجرت القنبلة الذرية في هيروشيما إبان الحرب العالمية الثانية، وظهر بوضوح للعلماء أن الذرات تختزن طاقة هائلة، موضحًا أنه حينها قد طرح سؤال حول إمكان توظيفها في غير القتل والدمار.

وتابع: في زمن "الحرب الباردة" تطورت القنبلة الذرية إلى هيدروجينية تستخدم طاقة توجه إلى قلب نواة ذرة الهيدروجين فتشطرها، لتخرج منها طاقة هائلة، والأرجح أن ذلك حرك حلماً ضخماً، إذ إن الهيدروجين أبسط المواد المعروفة في الكون ويتوفر بكميات وافرة في أرجائه كافة.

وأضاف أن هذا ما جعل العلماء يفكرون كذلك في الاندماج النووي، أي إمكان إدماج أنوية ذرات الهيدروجين لاستخراج طاقة نووية تغني عن الحاجة إلى اليورانيوم ولا تخلف نفايات نووية قاتلة وملوثة للبيئة.

 

تجارب فاشلة

وأكد “بدوى” أنه بالفعل قد سبق وأن أجريت العديد من التجارب في مجال الاندماج النووي، موضحًا أنه في عام 1989،فرح العالم حينما أعلن الأمريكيان ستانلي بونز ومارتن فليشمان أنهما قد تمكنا من إدماج أنوية ذرية في حرارة غرفة عادية ، لكن لم تدم الفرحة طويلاً، فبعد أسابيع قليلة أُعلنا عن فشل تلك التقنية، وهو ما جعل الصحف الأمريكية تكتب نعيًا لهذا الاندماج النووي البارد، موضحًا أنه كانت الصعوبة في هذا الاندماج تتمثل في الشعلة الأولى الكفيلة بإطلاقه موضحًا انها كانت العقبة الكبرى لأنها يجب أن تحدث باستخدام أقل كمية ممكنة من الطاقة.

 

ماذا تمثل خطوة "مختبر لورانس فيرمور الوطني"؟

أما عن خطوة علماء أمريكا في مختبر "لورانس فيرمور الوطني" أوضح بدوي، أن ما تحقق في "مختبر لورانس فيرمور" يعد خطوة نوعية، لكن الطريق لا يزال طويلاً، مشيرًا إلى أن تحقيق طاقة الاندماج النووي بشكل مرض يتطلب أن تكون نسبة طاقة الإشعال التشغيلي إلى ما يتولد من الطاقة أكبر بكثير.

وذكر أنه وفقًا لمدير مشروع الاندماج النووي في "لجنة الطاقة الذرية" في فرنسا إريك لوفيفر، فربما يتطلب الأمر عقدين أو ثلاثة قبل أن يتحول الاندماج النووي إلى طاقة عملية تستخدم في حياة البشر اليومية.