رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منذر الحوارات: القمة العربية الصينية تأتى فى وقت شديد التعقيد

الدكتور منذر الحوارات
الدكتور منذر الحوارات

قال المحلل السياسي الأردني الدكتور منذر الحوارات، إن القمة العربية الصينية المرتقبة هذا الشهر، تأتي في وقت شديد التعقيد، فمن الناحية الدولية هناك الحرب في أوكرانيا وما خلفته من تداعيات في مجال النفط وفي مجال الأمن العالمي والغذاء العالمي.

وأضاف «الحوارات» في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن الفترة الماضية شهدت بعض الإشارات إلى أن المملكة العربية السعودية تصطف إلى جانب روسيا في هذا الصراع الدولي الخطير، خصوصًا حينما قررت عدم زيادة الإنتاج النفطي، بل تخفيضه، وبالتالي هذا أمر يقلق السعودية، كما أن اهتمام واشنطن بالمنطقة تراجع والتركيز انصب على مناطق أخرى بالعالم، وبالتالي هنالك خشية إقليمية خليجية سعودية بالدرجة الأولى من أن الولايات المتحدة لم تعد هي الشريك الموثوق به من الناحية الأمنية.

وأشار إلى أن الوضع في الخليج العربي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وتدخلات إيران الواسعة في المنطقة العربية، وتواجد ميليشياتها في أكثر من دولة، وعدم تدخل الولايات المتحدة لردع إيران، بل محاولات إشراكها في النظام الدولي من خلال النقاشات الدائرة فيما يتعلق بموضوع البرنامج النووي، كلها أمور تجعل السعودية تنوع خياراتها واستراتيجياتها فيما يتعلق بالشركاء الدوليين الأقوياء، والصين شريك دولي قوي له مستقبل واعد.

وتابع «الحوارات» بقوله: إن الصين لا تقف في موازاة الولايات المتحدة اليوم، ولكن من المعتقد أنها ستكون واحدة من الفاعلين الدوليين الكبار في مجال القوة العسكرية، والنشاط العسكري في في العالم، وبالتالي هذا الأمر يدفع المنطقة لتوسيع قاعدة الشركات، والتعامل مع الصين باعتبارها فاعلًا أساسيًا ورئيسيًا، يمكن أن يكون له دور في ميزان القوى خلال المرحلة المقبلة.

وأوضح أن هناك ملفات عديدة للصين، وبكين وضعت استراتيجيتها نحو المستقبل، عن طريق التوسع الناعم في العالم، من خلال ما عرف بطريق الحرير، والحزام والطريق، اعتمادا على النشاط الاقتصادي في الدول، من خلال مشاريع مشتركة، تمكنها من تبادل السلع والخدمات والخبرات، وبهذا تستطيع خلال المرحلة المقبلة أن تهيمن على طرق التجارة العالمية.

وفيما يتعلق بالمصالح العربية، قال «الحوارات»، إن الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تعتبر الصين شريكًا موثوقًا، فهي أكبر مستورد للطاقة من الرياض، فضلًا عن التبادل التجاري غير النفطي الذي يتصاعد عامًا بعد آخر، والصين شريك اقتصادي بإمكانه مساعدة المملكة في طموحها المستقبلي لبناء قوة اقتصادية تعتمد على قاعدة صناعات.

ونوه بأن الصين لا تضع ضوابط مثل الولايات المتحدة والغرب فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا أو عملية الاستثمار أو تبادل المعلومات وتبادل التقنيات، والمنطقة بحاجة لإيجاد شريك استراتيجي حالي ومستقبلي يمكن أن يعوض تراجع التأثير الأمريكي في المنطقة، ما يضفي أهمية كبرى على هذه القمة.

واختتم «الحوارات» تصريحاته بالقول، إن كل طرف من الأطراف له مصلحته الخاصة، والمنطقة مثقلة بالهموم الاقتصادية والبطالة، وفيها حوالي 67% شباب، وتعاني غياب الفرص، وبالتالي تطمح أن تكون الصين شريكًا فاعلًا في تأسيس قاعدة صناعية، والدعم التقني الصيني، كما أنها بحاجة لسوق كبيرة مثل الصين، لاستيعاب منتجاتها ومواردها الطبيعية.