رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا قال كمال الطويل إن صوت «أم كلثوم» جنى على «السنباطي»؟

كمال الطويل
كمال الطويل

كشف الملحن كمال الطويل، في حديثه مع مجلة ”صباح الخير"، والصادرة بتاريخ 12 يناير 1956، الأسباب التي جعلته يقول لماذا صوت "أم كلثوم" جنى على “السنباطي؟. 

وفي مستهل حديث محرر الحديث مع كمال الطويل يقول: "كنا خمسة أشخاص: كاتب ومؤلف موسيقي وثلاثة رسامين، نجلس في حجرة صغيرة في بيت الفنانين بالقلعة. وكان معنا كمال الطويل، الملحن الذي سجل بعضا من أنجح الأغاني الشعبية ذات الصور، قبل أن تتسلط عليه الأضواء، ويصبح أحد الملحنين اللامعين، يسكب ألحانه في حنجرة عبد الحليم لتخرج إلى قلوب الشباب تملؤها بشيء غامض حزين.

وبدأ بهاء: ما رأيك في أم كلثوم؟ ففكر كمال الطويل قليلا، وصاح جمال كامل ــ الفنان التشكيلي ــ  ضاحكا: يبدو أنك لم تتعب من الطعام كما رغبت، لأنك تفكر في الجواب. وضحكا ثم أجاب كمال الطويل: رأيي أن أم كلثوم مطربة لا لا نظير لها في الشرق العربي، لأنها تسير في طريق لا يستطيع غيرها أن يسلكه، ولن يسلكه أحد بعدها.

 

ــ أم كلثوم تؤدي غناء راح زمنه

ويتابع “الطويل”: إنها تؤدي غناء ممتازا راح زمنه وانتهى، وسينتهي بعد أم كلثوم. إن أم كلثوم تغني كما يدافع الجندي وظهره إلي الحائط.

وبدأت شجاعته تزداد: إن سماع الناس لأم كلثوم في مصر عادة شعبية ترتبط في الأذهان بمقابلة الأصدقاء والأحاديث، والليالي الزاهرة، أكثر مما يرتبط بالغناء، حتي أصبحت سهرات أم كلثوم مجرد مناسبة من هذه المناسبات.

صحيح أنها صاحبة "أقوى" صوت في مصر غير أن هذه الصفة في المطربات قد أنتهت بظهور الميكروفون والإذاعة، ولم يعد المستمع الآن في حاجة إلي الحنجرة القوية، أصبح في إمكانه أن يسمع الهمس، على شرط أن يكون الهمس غناءا وفنا.

وعاد بهاء يسأله: من تظنه أحسن ملحن لصوت أم كلثوم، قلنا زكريا أحمد والقصبجي، فقال: نعم زكريا، أما القصبجي فقد أصبح ملحنا للمناسبات. عنده شئ لكل مجال، حتي أصبح شبيها بما نسميه "الحب الحلال"، عادة بلا طعم. أنه يعطيك شيئا واحدا، لا حرارة فيه، أما زكريا أحمد، فهو ملحنها الأول بلا جدال وواحد من نفس المدرسة التي انحدرت منها أم كلثوم.

قلنا: والسنباطي؟، قال كمال الطويل: ضاعت ألحانه في صوت أم كلثوم. أصبحت قوالب ممطوطة فقدت حيويتها وتجددها لطول ما أستعملت في هذا اللون من الألحان.

إن ألحان المدرسة القديمة في مصر لا تخرج عن أن تكون مجرد مجموعة من الجمل الغنائية، يتبعها "لزمات" موسيقية هي ترديد لنفس الجمل الغنائية، أي أنك لو أخليت الأغنية من "اللازمة الموسيقية"، وتركتها مجرد غناء بلا موسيقي لما شعرت بأي فارق.

ــ الأغنية وحدة واحدة

ويلفت كمال الطويل في حديثه إلي: أما أنا فأعتقد أن الأغنية الأغنية وحدة واحدة من الكلمات والموسيقي، وإلا ما الداعي لأن نطلق على الجملة الموسيقية، في الأغنية لقد “لازمة”.

وكان جمال طوال الحديث يرسم كمال الطويل، وتاهت ملامح كما الطويل لكثرة ما تحرك وتكلم. فأزاح جمال الرسم، وبدأ يخطط الوجه من جديد بادئا من زاوية أخرى، ومضت لحظات من الصمت لا يقطعها إلا صرير القلم، وكان جمال يشق الورق باحثا عن شئ يريده.

وقطع السكوت صوت "أبو العنين": أتظن من حق الملحن أن يسجل أغنية سبق أن لحنها غيره؟.

فرد كمال الطويل: ما المانع. إن من حق الملحن أن يعطي الأغنية لمطرب، ثم يعطيها لمطرب آخر حتى تستقر على الحنجرة التي خلق لها هذا اللحن، وقانون حماية الملكية الأدبية يسمح لأي إنسان أن يؤدي الأغنية التي يحبها في مكان عام، مع احتفاظ المؤلف والملحن بحقه المادي فحسب وهذا يحدث في كل مكان، وليس في مصر وحدها.

312956596_1299459760839677_5981649160350219299_n
312956596_1299459760839677_5981649160350219299_n