رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صيد سام.. «الجلخ» سمكة صغيرة بأشواك خطرة والصيادون الأكثر إصابة

سمكة الجلخ
سمكة الجلخ

بينما يقف بين أحضان البحر، منتبها لسنارته، منتظرًا أن تخرج المياه بسمكة محببة له، فالصيد هو هوايته يكافئ به نفسه في يوم العطلة، فإذا بالسنارة تخرج له سمكة ليست بغريبة عنه، فهو يعرف الكثير من أنواع الأسماك الصالح للأكل والسام منها، ليخرجها بحذر من السنارة ويضعها جانبًا حتى يكمل يومه ويتجه لدفنها.

«الجلخ» هي كانت السمكة التى خرجت من البحر للصياد الهاوي «بيشوي»، وبرغم حذره من أشواكها إلا أنها كانت سببًا في قضائه يومًا سيئًا، فبينما تركها جانبًا حتى يكمل صيده، وطأها في غفلة بقدمه لتنغرس أشواكها السامة به، ليسرع باحثًا عن شىء لإنقاذه.

يستكمل «بيشوى» سرد قصته لـ«الدستور» قائلًا: «عارف إن السمكة دي شوكها سام، ومش أول مرة تطلع معايا، وكنت بدفنها، وأعرف إني لازم آخد حقنة في خلال 6 ساعات، عشان كده كنت خايف يحصل مضاعفات».

الساعة تشير للخامسة فجرًا، توجه ببشوي وقد تورمت قدمه لمركز السموم، يخبرهم بقصته مع السمكة السامة التي أفسدت يوم صيده، منتظرًا إعطاءه مصلا أو مضادا، ليطلب منه الطبيب الراحة بالمنزل، والتوجه إلى المركز في حالة حدوث مضاعفات، وعقب عودته إلى منزله وقلقه المستمر عقب سؤاله بعض الصيادين، توجه إلى مستشفى عام بشرق الإسكندرية طالبًا من طبيبة الجراحة الحصول على حقنة «التيتانوس» للوقاية، ولكنه لم يعرف هل هي العلاج بالفعل لوخز سمكة الجلخ أم لا؟.

3 أيام من الألم دون مضاعفات تذكر سوى التورم بالقدم مرت على الصياد، الذي أوضح أن سمكة الجلخ لم تكن تتواجد بالإسكندرية، ولكنها ظهرت بكثرة هذا العام، وعدد من الصيادين أصيبوا منها، مشيرًا إلى أن هناك سمكة أخرى تسمى «البلامة» بها شوكة سامة أيضًا، ويتواجد النوعان بكثرة ويعرفهما الصيادون، ولكن يجب أن يكون هناك دراية وتوعية بالمستشفيات للتعامل مع حالات الإصابة.

received_613151200497776

 

السموم: الجلخ سمكة مهاجرة وأشواكها سامة

تواصل «الدستور» مع الدكتورة مها غانم، رئيس قسم السموم الإكلينيكية بجامعة الإسكندرية، التي قالت إن سمكة الجلخ هي سمكة سامة هاجرت من منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى البحر الأبيض المتوسط، وتم تسجيل وجودها في البحر الأبيض المتوسط لأول مرة في 2002، وتحتوي أشواكها على سموم، ذات أنشطة تحللية، وانحلال لكرات الدم الحمراء وتصيب الإنسان بالتورم .

وأضافت، لـ«الدستور»، أن الإصابات فى الغالب بسيطة تحدث للصيادين، وبنسبة 94% من الحالات تكون الإصابات بسيطة، و4.8% إصابات متوسطة.

وتابعت أن الشكوى بعد الاصابة تكون عبارة عن آلام، وخز الجرح، والتورم، واحمرار الجلد، وهناك بعض الأعراض الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب والقيء، والقشعريرة والضعف، ويجب أن يكون العلاج بتطهير الجروح، وكمادات من الماء الساخن، والوقاية من التيتانوس، والمسكنات، لافتة إلى أن المريض لا يحتاج لدخول المستشفى، ولم تسجل أي حالات قاتلة فى الإنسان.
 
وأوضحت «غانم» أن هناك أنواعا من الأسماك السامة يتم إعطاء المريض علاجا محددا بسببها، مثل سمكة القراض أو «الأرنب»، وهناك بعض أنواع لدغات الأسماك التي تحدث حساسية مفرطة، ويتم إعطاء المريض مضادات حساسية لعلاج تلك الحالات والتواجد تحت الملاحظة، مؤكدًة أنه لا يوجد مضادات إلا في حالات التسمم الناتج عن تناول سمك الفسيخ فقط.

received_2311204202371366


بيطرية: سم الجلخ يتركز بزعنفة الظهر

أشارت الدكتورة سمر عبدالرحمن، طبيبة بيطرية، إلى أن هناك عدة أنواع من الأسماك المجرم صيدها أو بيعها لاحتوائها على السموم، مشيرة إلى أن هذه الأسماك منها: سمكة القراض المشهورة باسم «الأرنب»، سمكة العقرب، سمكة القط (النهرية)، سمكة البالون، سمكة دجاج البحر (أسد البحر- السمكة الفراشية)، سمكة البقرة (ذات القرنين- السمكة الخجولة) سمكة البلامة. 

أما عن سمكة «الجلخ» فأوضحت أن اسمها سمكة القط الثعبانى المخطط، والاسم الشائع للعامة: «العى والجلخ»، الاسم العلمي: Plotosus lineatus، وتتواجد بكثرة في البحر الأحمر وقناة السويس والبحر الأبيض المتوسط وسواحل العريش.

وأشارت إلى أن خطورة هذه السمكة ترجع إلى الأشواك الموجودة بها حيث إن السموم التي تتواجد في هذه الاشواك السامة لا تقل فى تأثيرها عن سمكة «البلامة» عند الإصابة بأشواك هذه السمكة حتى وإن كانت السمكة ميتة، ويحدث ألم شديد يمتد من مكان الاصابة للعمود الفقرى مسببة الآلام في الظهر أيضًا، وهى مؤلمة جدًا، ويستمر الألم لعدة أيام.

وأضافت أن سمكة الجلخ تعوم فى أسراب قريبة جدًا من الشاطئ خاصة بين الصخور، وهي سريعة جدا في السباحة، وتتواجد في أسراب كثيفة العدد في مناطق الشعاب المرجانية وتتحرك في شكل الكرة، كما توجد أيضا قرب مصبات الأنهار وفي المستنقعات الناتجة عن ظاهرة المد، وهي ذات أشواك صدرية وظهرية عالية السمية.

وتابعت أن السمكة لها ثلاثة أشواك مؤذية، اثنان على جانبى الرأس عند منطقة الخياشيم، وأخرى أعلى الرأس، والأشواك قادرة على إحداث آلام شديدة فى حالة الإصابة منها حتى بعد موت السمكة، يمكنها أن تسبب جروحًا مؤلمة، لافتة إلى أن السم يوجد على شوكة زعنفة الظهر، وأغلب الإصابات تحدث بالبحار قليلة العمق، حيث يدوس عليها الإنسان بقدمه لصغر حجمها، حيث يتراوح حجمها من 10 إلى 12 سنتيمترا، والسمكة لا تهرب وتبقى في مكانها حتى لو تعرضت للدهس.