رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع انطلاق مؤتمر المناخ.. ماذا تعرف عن دورك فى تقليل التغيرات المناخية؟

جريدة الدستور

ربما يتخيل البعض أن عبء الحد من التغير المناخي يقع على الدول المشاركة في مؤتمر المناخ كوب 27 داخل مدينة شرم الشيخ، والذي يهدف إلى الحد من التغيرات المناخية التي عبثت بكثير من دول العالم خلال المواسم الماضية، وتزيد من درجة حرارة الأرض.

ولكن الأمر لا يقتصر على الدول فقط، فلكل فرد دور في الحد من التغيرات المناخية، إلى جانب عمليات التكيف التي باتت مفروضة على الجميع في الوقت الحالي، فأصبح للفرد الواحد دور بارز وقوي في السعي من أجل خفض الانبعاثات وتقليل التغيرات المناخية.

وتأتي ضرورة مشاركة الأفراد في الكلفة الاقتصادية التي تقع على الدول بسبب التغيرات المناخية وآثارها وفق أهداف مؤتمر المناخ، لا سيما في الدول النامية والتي تبلغ كلفة تكيفها مع التغيرات المناخية 70 مليار دولار سنويًا، ومن المتوقع أن تصل إلى 300 مليار دولار خلال 10 سنوات قادمة.

المصدر: تقرير برنامج الأمم المتحدة مارس 2022

فما الذي يجب على المواطن فعله للمشاركة في الحد من التغيرات المناخية وكلفتها الاقتصادية؟

خبيرة مناخ: "تقليل الاعتماد اليومي على الوقود الأحفوري ضروري"

الدكتورة سوسن العوضي، خبيرة علوم البيئة والمناخ، أوضحت أن الاعتماد على الوقود الأحفوري بشكل يومي للمواطن يسهم في زيادة الانبعاثات والتي تعد سببًا أساسيًا في الآثار السلبية للتغيرات المناخية في كل دول العالم وارتفاع درجة حرارة الأرض.

وبينت أن التغيرات المناخية تضر العالم كله منذ الثورة الصناعية ولا توجد دول هي السبب في زيادة الانبعاثات ولكن العالم كله أصبح مشارك في ذلك الأمر: "التغيرات المناخية لها تأثير كبير اقتصاديًا لا سيما على قطاعات مثل الزراعة وهو ما يناقشه مؤتمر المناخ الحالي".

وتابعت: "الإنسان هو السبب في زيادة الانبعاثات لذلك عليه السعي للتقليل منه حتى لا يسوء، ولكن الجميع يلقي اللوم على غيره، بالرغم من أن كل إنسان وكل منزل يمكن أن يؤثر في الحد من التغيرات المناخية، لكن على المواطن وهو يبتاع احتياجاته التقليل من استهلاك البلاستيك".

البشر يساهمون في زيادة التغيرات المناخية

في أغسطس الماضي، خرج تقرير اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة عقب مؤتمر المناخ كوب 26 في جلاسكو، اعتبره البعض جرس إنذار للبشرية، بسبب حديثه عن النشاط البشري اليوم وعلاقته بزيادة التغيرات المناخية في البلاد.

وأوضح التقرير أن النشاط البشري أكبر سبب في رفع درجة حرارة الأرض والمحيطات، وأنه سيساهم في رفع درجة الاحترار العالمي إلى 1.5 مئوية، الذي حددته اتفاقية باريس خلال العقدين المقبلين.

ويسهم الفرد في زيادة الانبعاثات الكربونية من خلال بصمته الكربونية، فبحسب التقرير يبلغ متوسط البصمة الكربونية للفرد في المملكة المتحدة 12.7 طنًا من ثاني أكسيد الكربون سنوًيا. ويمكن للإنسان المساهمة في خفض الانبعاثات عن طريق التقليل من استخدام البلاستيك بحسب التقرير الذي فسر ذلك بأن البلاستيك يطلق الوقود الأحفوري عند الاحتراق، كما أن 9% فقط منه يتم إعادة تدويره، وهو ما يهدف إليه مؤتمر المناخ الحالي لتقليل الانبعاثات.

إعادة التدوير

وتبين العوضي أن فصل المخلفات الورقية عن العضوية والبلاستيكية أحد أدوار الإنسان في تقليل التغيرات المناخية من خلال إعادة استخدامها أو تدويرها: "من الممكن أن يستثمر الإنسان في مخلفاته الشخصية، فهناك شركات تقوم بشراء المخلفات".

وتضيف: "بعض المحلات الكبرى تقوم بعمل مبادرات بشراء الزجاجات البلاستيك من المواطنين بمقابل مادي بسيط، إلى جانب وجود شركات تشتري البلاستيك من أجل إعادة تدويره ويعتبر استثمار للمواطن ومشاركة منه للحفاظ على البيئة".

واختتمت: "وفي الأسواق يعتاد الإنسان على شراء المنتجات التي لا يخرج عنها مخلفات كثيرة، أو المخلفات أحادية الاستخدام والتي تأخذ وقتًا طويلًا في التحلل ويبقى أثرها في البيئة وترفع درجة حرارة الأرض".