رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاثوليك مصر يحيون ذكرى القديس الفونسو رودريجيز اليسوعي

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى القديس الفونسو رودريجيز اليسوعي.

وفقا لدراسة طرحها الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، فقد ولد في مدينة سيجوفيا  بأسبانيا في 25 يوليو عام 1532 م.

وكان والده تاجرا للأصواف بالمدينة وكان متديناً محباً للكنيسة واستضاف في أحد المرات أحد الأباء اليسوعيون وكان يقوم بالوعظ داخل الكنيسة وأكرمه رودريجيز واستضافة بل أن هذا الراهب اهتم بإعداد ألفونسو استعدادا لمراسم المناولة الاحتفالية وزرع بداخله الكثير من حب الكنيسة .

 توفى السيد رودريجيز وكان ألفونسو لم يتم الرابعة عشر من عمره فترك المدرسة لكي يساعد والدته في العمل.

عندما أتم السادسة وعشرون من عمره تزوج من فتاة تدعى ماريا سواريز ورزقهما الله بثلاثة أطفال.

توفي اثنان من أطفاله ولكن ظل ألفونسو شاكراً للرب طيلة الوقت ولم يشتك أو يئن واعتبر أن الله قد استرد وديعته ولكن بعد مدة قليلة توفيت زوجته أيضا عن عمر يناهز الواحد وثلاثون عاماً وتركت له طفلاً صغيراً.

 بدأ ألفونسو يتقرب لله أكثر بالصلاة والصوم وبدأ يعتزل المجتمع ولم يقنط حتى عندما أتت التجربة الأصعب وهي وفاة طفله الثالث فقد اعتبر ألفونسو أن هذه إشارة من الله لكي ينطلق إلي تكريس حياته كلها لله متعبداً وخادماً.

بدأ بالفعل محاولة الانضمام إلي رهبنة اليسوعيين عن طريق الأب بيتر فايبر ولكن بالقطع كان انضمامه للرهبنة مستحيلا بسبب عدم إتمامه لتعليمه وحاول وقتها أن يلحق ما يستطيع جمعه من العلم بالدراسة وهو في سن الـ39 بجامعة برشلونة ولكن لم ينجح وبعد تأخير من الرهبنة في قبول طلباته وتحت إلحاح منه للانضمام ورغبة شديدة في عيش الحياة الصعبة التي يحياها الرهبان التحق ألفونسو بالرهبنة اليسوعية كمبتدئ في 31 يناير 1571 وكان عمره أربعون عاماً .

ولما كان في ذلك الوقت لم يتم تأسيس أديرة لاستقبال المبتدئين بأسبانيا تذكر بعض السير الذاتية عنه إنه ذهب إلي فالنسيا لمدة 6 أشهر ثم ذهب إلي مايوركا إلي إحدي الكليات التي تأسست وقتها حيث عمل كبواب لمدة وصلت إلي 46 عاماً.

والغريب أنه في عمله هذا أثر في الكثيرين من طلبة الرهبنة أو الزائرين الذين أصبحوا يتوافدون عليه للإسترشاد بأقواله البسيطة فقد كان الروح القدس يلهمه الكثير من النعم و قد كان ألفونسو متواضعاً للغاية لم يشكو أبداً من عمله المتواضع بل كان دوما في أوقات عمله وراحته مصلياً ومبتسما لكل الزائرين والطلبة والرهبان وكانت نعمة الله عليه التي منحته سلاما يلمس قلوب الناظرين له وكان كلما دق جرس الكنيسة ينظر للباب وكان الحاضرون يستغربون من تصرفه هذا ويجيبهم إنه الله يقرع بابنا منتظراً أن نفتح له".

ألفونسو المتواضع الذي يحيا القداسة ببساطة كان الكثيرون من طلاب الرهبنة يتقربون له ويستشيرونه فقد كانوا يعتبرونه مُرشدا روحيا لهم بالرغم من وجوده بالدير كمبتديء فقط بسبب ظروف صحته وتعليمه وممن تأثروا بشدة به واستشاره قبل الانطلاق لإسبانيا الجديدة، هو القديس بيتر كلافر. 

عاني ألفونسو بشدة بسبب ضعف تعليمه وسنه الكبير وكان في إتضاعه مثالاً لكل طالبي الرهبنة. ففي إحدي المرات طلب منه رئيس الدير أن يذهب للميناء ويسافر دون أن يذكر له حتي أسم المكان فأطاع وذهب الطوباوي إلي باب الدير متجها للميناء وكان الأب رئيس الدير يختبر طاعته وكان قد أرسل له احد الرهبان ينتظره عند الميناء لكي يعود معه وهو ما حدث بالفعل وعندما عاد سأله رئيس الدير إلي أين تذهب وأنت لا تعلم أين المكان ولم تأخذ معك شيئاً للطريق فأجابه : " لا يهم فأنا ذهبت لأؤدي الطاعة " .ومن أصعب ما جُرب به ألفونسو هو أن رئيس الدير قال له أن يذهب ويترك الدير لكبر سنه وعدم استطاعته احتمال أعباء الرهبنة فما كان من الطوباوي سوي أن طأطأ رأسه حزينا وارتدي ثوبه وذهب لباب الدير راحلاً. حتي أرجعه رئيس الدير بعدما رأي منه شدة رغبته في الحياة الرهبانية.

بعد اتضاع واحتمال كبير قدم ألفونسو نذوره الرهبانية علي عمر ناهز ال54 عاما في 1585 وكان محل تقدير شديد لأهالي مايوركا الذين كانوا يبجلونه للغاية ولكن صحته بدأت في الضعف فمجهود سنوات كثيرة من المجهود الشاق بدأت تبدو عليه وبدأ يعاني من ضعف بالذاكرة حتي فقدها ورقد في الرب يوم 31 أكتوبر 1617 عن عمر ناهز الثمانين عامًا.

 تم تطويبه في عام 1825بيد البابا ليون الثاني عشر وتم رفعه لمصاف القديسين في 15 يناير عام 1888 بيد البابا ليون الثالث عشر.