رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف حسم بهاء طاهر جدل تحصله على البوكر فى دورته الأولى؟

  بهاء طاهر
 بهاء طاهر

جاء بهاء طاهر إلى عالم الكتابة الإبداعية متأخرًا، فلم يستعجل النشر، هذا ما تشير إليه تواريخ نشر أعماله، فقد صدر أول أعماله القصصية تحت عنوان "الخطوبة" عام 1972، أعقبها العديد من الأعمال الإبداعية والتي منها "بالأمس حلمت بك"، "أنا الملك جئت"، "قالت ضحي"، "خالتي صفية والدير"، و"الحب في المنفي"، و"واحة الغروب" الحائزة على جائزة البوكر العربية عام 2008. 

دخلت رواية  "واحة الغروب" لبهاء طاهر في منافسة حادة مع رواية "تغريدة البجعة" للروائي الراحل مكاوي سعيد، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة، تنافسهما رواية "مديح الكراهية" لخالد خليفة.

جاء أغلب ردود الأفعال باستحقاق "تغريدة البجعة" لمكاوي سعيد أو "مديح الكراهية" للسوري خالد خليفة للجائزة، وغالبًا ما كان يأتي اسم بهاء طاهر في المرتبة الثانية أو الثالثة. 

وجاء حصول الراحل بهاء طاهر بروايته "واحة الغروب" على الجائزة في دورتها الأولى بمثابة استثناء وتدشين  اعتبارات أولى لاسم الكاتب وتاريخه، وهذا ما استشفه طاهر، وعلى حد ما ذكره  الكاتب الصحفي سيد محمود أنه عبر الإعلان عن تحصله للجائزة ذهب إلى الروائي الراحل مكاوي سعيد إلى المقهى وقال له إن روايته أجمل وإنه مدرك أن اللجنة عملت خاطرًا لاسمه، وبالمثل أكد ذلك لخالد خليفة صاحب مديح الكراهية، لكن مكاوي وخالد كانوا فرحانين بروح بهاء وفي معرض لندن ظلا يمدحانه أمام الجميع، بالطبع يتمنى الكاتب الجائزة لنفسه لكن ماذا يفعل إذا كان منافسه يمتلك هذه الروح؟.

وأشار الراحل بهاء طاهر، في تصريحات عقب تحصله على الجائزة، «جميع الزملاء جديرون بالفوز بالجائزة الكبرى طالما وصلوا لهذه المرحلة من الترشيحات، فالأدب يقاس بما يتركه في العقل والنفس من أثر، ولا يخضع للمعايير الربح والخسارة التي تنطبق على مباريات كرة القدم وغيرها من المنافسات الرياضية».

وضمت لجنة التحكيم لجائزة البوكر في دورتها الأولى بول ستاركي صموئيل شمعون (رئيس لجنة التحكيم) غالية قبّاني، فيصل دراجم، محمد برادة، محمد بنيس.

وجاءت كلمة الكاتب والناقد والروائي المغربي محمد برادة، عضو لججنة تحكيم الجائزة، "إن الجائزة العالمية للرواية العربية تمثل إضافة مختلفة للمشهد الثقافي العربي، فهي غير مقيدة بمجموع أعمال كاتب واحد، وغير مقيدة بسن محددة". 

أي أن الاحتكام يتم وفقًا لجودة الرواية في حد ذاتها، ما يفتح الطريق أمام عدد كبير من الشباب الذين يتوافرون على موهبة في الإبداع، كما أن الجوائز الأخرى لها أهميتها، ولكنها تعتمد على مجموع أعمال الكاتب وغالبًا ما يراعى في ذلك عامل السن، لافتًا إلى «أنها مفتوحة أمام الجميع وأمام الجودة والموهبة وبطبيعة الحال قد يصادف أسماء متقدمة في السن أو في ريعان الشباب، ولكنه كتب نصًا تتوافر فيه عوامل فنية ومتعة القراءة.

يذكر أن بهاء طاهر حصل على العديد من الجوائز الإبداعية  منها حاز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1998، كما حصل على جائزة جوزيبي إكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير، وحصل على جائزة آلزياتور Alziator الإيطالية لعام 2008 عن الحب في المنفى.