رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شبح اللاجئين يهدد أوروبا وأمريكا مجددًا.. كيف سيواجهون الأزمة؟

اللاجئون
اللاجئون

اعتبارًا من الشهر الجاري، غادر 10 ملايين أوكراني بلادهم بحثًا عن ملجأ في معظم البلدان المجاورة، وتشكل هذه الموجة أكبر منفى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وفي المقابل، خلقت الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في أفغانستان وفنزويلا ما يقرب من 5 ملايين لاجئ في كلتا الحالتين.

كما أدى نزاع عام 2020 بين أرمينيا وأذربيجان أيضًا إلى "هجرة التقارب" ولكن على نطاق أقل، ووفقًا للأرقام الرسمية، أُجبر 91 ألف فرد على مغادرة ناجورنو كاراباخ إلى أرمينيا كنتيجة مباشرة للنزاع في ناجورنو كاراباخ وما حولها.

وبحسب شبكة "ميجرانتس إنفو" الأوروبية، فقد اقترحت بروكسل بعد الحرب في يوغوسلافيا وكوسوفو، توجيه الحماية المؤقتة بسبب عدم وجود توافق في الآراء، حتى أثناء أزمة المهاجرين في عام 2015، ولكن بالنسبة للأوكرانيين، تم اعتماده بالإجماع من قبل الوزراء الأوروبيين قبل أن يدخل حيز التنفيذ في 7 مارس.

ويمنح هذا الوضع الأوكرانيين تصريح إقامة، والحق في العمل، وحلول الإسكان، وتعليم أطفالهم ودورات اللغة، وهناك بعض من المواطنين الفرنسيين الذين رحبوا بالأوكرانيين في منازلهم إلى المدن في المقاطعة التي تفتح المباني الفارغة للوافدين الجدد، وكان الدعم سريعًا وواسع النطاق.

هل ستستمر الضيافة؟

وأكدت الشبكة أنه بالتأكيد ستستمر الضيافة للاجئين الأوكرانيين ولكن ليس للآخرين، حيث يحتاج اللاجئون من الدول الأخرى إلى تجديد وضعهم، كلاجئ لا يمكنك العودة إلى بلدك لأنه يبطل طلبك "بالحماية" من بلد مضيف، ولكن يمكن للأوكرانيين، بحمايتهم المؤقتة، العودة دائمًا إلى ديارهم، علاوة على ذلك، يهاجر الأوكرانيون إلى بقية أوروبا لأغراض العمل منذ عام 2000.

وفيما يتعلق باللاجئين الأوكرانيين الذين انتقلوا بسبب الحرب، فإن الذين يعملون في أكثر المهن تأهيلًا (المهندسين والأطباء) من المرجح أن يظلوا في أوروبا وسيؤدي هذا إلى إضعاف أوكرانيا من خلال التسبب في نقص العمال المؤهلين والمهرة في أراضيها.

ما أوجه القصور في سياسة الهجرة الأوروبية؟

وأضافت أن ما ينقص سياسة المهاجرين هو التضامن بين الدول الأوروبية، حيث تؤكد معاهدة لشبونة على احترام تنوع الدول وكذلك على أهمية التضامن، ففي بولندا والمجر، استفادت المناطق الريفية والمدن من أموال الاتحاد الأوروبي، لكن البلدين كانا شحيحين خلال أزمة اللاجئين في عام 2015، وكانت أوروبا ضعيفة بسبب عدم اتخاذ إجراءات انتقامية، إذا لم يعاقب الاتحاد الأوروبي الدول التي رفضت قبول المهاجرين، فهذا يعني أنه كان هناك نقص في القيم، وحكمنا لصالح هذه البلدان.

أزمة في الولايات المتحدة بسبب اللاجئين

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإنه يشعر العديد من المهاجرين واللاجئين الذين ظلوا في طور الإعداد لسنوات بالإحباط بشكل متزايد، قائلين إنهم يتم دفعهم إلى الجزء الخلفي من الخط، بينما حيث تعطي إدارة بايدن الأولوية للفرار من الأزمات في أوكرانيا وأفغانستان.

قالت كريش أومارا فيجناراجاه، الرئيسة التنفيذية لخدمات الهجرة واللاجئين اللوثرية، إنها تدرك أن إدارة بايدن تعمل بنظام مثقل بالأعباء موروث من سنوات ترامب، لكنها قالت إن صبرها ينفد.

وقالت فيجناراجاه: "نحن في مرحلة ما في الإدارة حيث ندرك كيف أهلكت إدارة ترامب البنية التحتية، إلا أنه لا يمكن أن يكون ذريعة لفترة أطول من اللازم، لأن الحياة تعتمد على تصعيد الإدارة".

وأكدت الصحيفة أن نظام اللاجئين في الولايات المتحدة صمم لتوفير مسار قانوني للنازحين لإيجاد الحماية في الولايات المتحدة، حيث يجب أن تتم التوصية بالمتقدمين من قبل الأمم المتحدة أو سفارة أمريكية أو منظمة غير ربحية، وإجراء مقابلات مع المسئولين القنصليين الأمريكيين في الخارج وجمع الوثائق التي قد يكون من الصعب أو المستحيل الحصول عليها في الدول الفاشلة: شهادات الميلاد، وشهادات الزواج، ووثائق السفر، والسجلات المدرسية. كما يخضعون لفحوصات طبية وأمنية مكثفة.

وبمجرد إعادة توطينهم، يمكن للاجئين تقديم التماس لأقاربهم المباشرين للانضمام إليهم في الولايات المتحدة من خلال تقديم الحمض النووي أو أي دليل آخر على علاقتهم. ثم يُجري مسئول أمريكي مقابلة مع القريب في سفارة قبل الموافقة على السفر، لكن يتم قبول ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة خارج برنامج اللاجئين التقليدي، مما يؤدي إلى تحويل الموارد عن أولئك الذين كانوا ينتظرون منذ سنوات.

إجراءات صارمة في إيطاليا

من جهتها أكدت شبكة "فاير بلانت" الألمانية، أن أجندة الهجرة المرتقبة لحزب إخوة إيطاليا اليميني واضحة: وهي طرد الأشخاص الذين يحاولون دخول البلاد بشكل غير قانوني.

وتابعت، أنه لم تعد المنظمات غير الحكومية ونقاط الاستقبال الساخنة موضع ترحيب في إيطاليا، كما تكرر ذلك في خطاب الحملة الانتخابية لجورجيا ميلوني رئيسة الحزب، الزعيمة السياسية اليمينية المتطرفة رئيسة الوزراء القادمة، مشيرة إلى أنه إذا كان هذا الموقف صحيحًا، فقد يمثل هذا الموقف مجموعة من المشكلات، نظرًا لأن شواطئ إيطاليا تشكل الوجهة الرئيسية للمهاجرين من شمال إفريقيا.

وأضافت، أنه في الأسبوع الماضي، تعرض تمثال لمهاجر شاب ينام في الشارع بالقرب من الفاتيكان لاعتداء شديد، لتكشف مثل هذه الأحداث عن المشاعر الوطنية تجاه الهجرة أكثر من البيانات السياسية التي تم الإدلاء بها خلال السنوات القليلة الماضية، قبل كل شيء تعكس استياء اجتماعيًا نجح السياسيون اليمينيون المتطرفون في استغلاله.

وفي عام 2018، أصدر البرلمان ما يسمى بـ"المراسيم الأمنية" لتنظيم تدفقات الهجرة.

في حين أن الغرض الأصلي من المراسيم كان إصلاح سياسات الهجرة الوطنية، فقد اكتسبت شعبية بين الناخبين اليمينيين ودفعت الدعاية المناهضة للمهاجرين، حيث سيؤدي تنفيذها إلى خفض كبير في الأموال المخصصة لنظام الهجرة، وإضعاف خدمات المساعدة الإنسانية وتقديم عقبات أمام عملية طلب اللجوء.