رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ثالوث الإرهاب».. الانشقاقات تضرب تنظيم الإخوان حول العالم

الإخوان
الإخوان

«تيار الكماليون» خلية أخرى تبحث عن الخروج من رحم تنظيم الإخوان، لتعلن عن انشقاق جديد يعصف بأروقة الجماعة المشتت أعضاؤها في دول عديدة حول العالم، منذ سقوط حكمهم في مصر عام 2013.

وأعلن تيار الإخوان الجديد عن استئناف نشاطه تحت مسمى «حركة التغيير»، خلال مؤتمر صحفي، السبت الماضي، في الذكرى السادسة لمقتل محمد كمال، ومؤسس هذا التيار، وهو من أطلق الجناح المسلح للتنظيم الإرهابي، ما يحمل في طياته دلالة حول تمسك ذلك التيار بأساليب العنف. 

انشقاق جديد داخل الإخوان

ظل تيار «الكماليون» خامدًا لنحو خمس سنوات، منذ مقتل قائده، إلا أنه قرر العودة لنشاطه مرة أخرى، وأصدر ما أسماه بـ«إعلان الوثيقة السياسية الأولى للمكتب العام»، والتي جاء فيها أنه من بين أولوياته تتضمن الشروع في أية اختيارات يمكنهم اللجوء إليها لتنفيذ أهدافهم باستخدام القوة والعنف.

وكشفت تلك الوثيقة عن موقف حركة التغيير الإخوانية من الجبهتين الأخرين في التنظيم، وهما: جبهة إبراهيم منير «الموجودة في لندن»، وجبهة محمود حسين «الموجودة في إسطنبول»، حيث جاء في نص الوثيقة: «انقضاء عهد المركزية داخل الإخوان، والاعتماد على اللامركزية والعمل المفتوح»، ما يعني عدم التزامها بأي من مواقف الجبهتين، ومزيدًا من الانشقاق.

ولم يكن ذلك الانشقاق هو الأول من نوعه داخل الإخوان، فمنذ سقوط حكمهم في مصر وهم يتصدعون مرة تلو الأخرى، وينقسمون على أنفسهم بشكل علني، ففي أواخر عام 2021، انشطر التنظيم إلى نصفين رسميًا، بجبهتي منير وحسين.

خناقة جماعة الإخوان على منصب المرشد

أعلنت جبهة محمد حسين رفضها التام لقرار تعيين إبراهيم منير مسئولًا أولًا للجماعة «ما يعني أنه أصبح المرشد العام للإخوان»، بعد أن كان أمينًا عامًا بها، وكان من بين أسباب رفضها هو أن منير لا يوجد داخل مصر.

وفي ديسمبر 2021، أعلنت جبهة حسين تعيين قيادي بالتنظيم الإرهابي يدعى «مصطفى طلبة» في منصب المرشد العام بدلًا من منير، الذي اعترض عليه شباب الجماعة، إذ قالوا إنه أصبح رجلًا عجوزًا، ولا يحسن التصرف في أمور التنظيم، معبرين عن مهاجمتهم له في العلن، عبر حساباتهم على مواقف التواصل الاجتماعي.

وردت جبهة منير على الهجوم ضدها بأن جماعة الإخوان لن تدار عبر السوشيال ميديا، وأصدر طلعت فهمى، المتحدث الإعلامى باسم الجماعة حينها، بيانًا بأن منير هو المسئول الأول فى الإخوان.

وكذّب فهمى جبهة حسين زاعمًا أنه لا توجد لوائح داخل الجماعة تمنع أن يكون القائم بأعمال المرشد خارج مصر، مشددًا على أن «منير» لم يغير موقع «حسين»، وأنه مستمر فى منصبه كأمين عام.

ويعيش تنظيم الإخوان، منذ ذلك الوقت، حالة من التيه، تزيد كل فترة بفعل انشقاق جديد، يكشف زيف الجماعة الإرهابية، لتصبح «ثالوثًا متحاربًا على السلطة الداخلية للتنظيم»، ويتسابقون أيهما يمكنه إشاعة الفوضى والعنف أكثر أينما وجد.