رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المدارس.. رسائل لن تصل إلى عمر خورشيد (9)

عزيزي عمر خورشيد
ها قد تقابلنا من جديد،
 لا أخفي عليك أنني أتحين الفرصة لأكتب لك.. كلما استجد أمراً 

تجدني أهرول إليك لأخبرك لما حدث ولأبثك أفراحي..

 ولم لا..؟!

 فأنت الصديق الذي يجيد الإنصات دومًا.
 بدأ العام الدراسي الجديد منذ أيام، وعاد الانتظام بالدراسة وفتحت المدارس أبوابها بعد فترات انقطاع امتدت لسنوات بفعل الجائحة..

 بدأت الأجواء التي أحب أن تلوح في الأفق،
رائحة هواء هذه الأيام مميزة أشعر أن لها عبقا خاصا مطعما برائحة المدارس المميزة والكتب والكشاكيل والجلاد الأحمر والأصفر و الأزرق..!
أخذتني تلك الأجواء في رحلة للزمن لأيام الطفولة..!

لأيام العام الدراسي الذي نستقبله كالعيد بملابسنا الجديدة، بحقائبنا الجديدة، وترقب طلبات المدرسين وحرص كل معلم على اختيار جلاد بلون مختلف..؟!
أتعجب دوما لماذا لا يخطئون ويطلب أكثر من معلم ذات اللون لأغراضه!!!
وأفكر هل يجلسون معا وكل منهم يختار لون كتبه وكشاكيل أم تراها بالصدفة أم تراهم يختارون الألوان وفقا لما يحبون.
سؤال لم أجد له إجابة إلي الآن ربما نجدها معا..
عزيزي عمر خورشيد
أجمل ما في العام الدراسي، هو العودة للمدارس، للبيت الكبير، للأصدقاء، فنحن نمكث فيها أكثر مما نمكث في بيوتنا.
تولدت ألفة بينا وبينها 
كمكان ومدرسين ورفاق..
لا أخفي عليك، عندما أمر من أمام مدرستي أفكر كثيرًا في زيارتها، أقف أمام أسوارها وبوابتها وأتأملها عن قرب، أجد سورها منخفضا..!

ليس بالضخامة التي كنت أتصورها وأنا صغيرة، أتعجب حقاً  كيف كنت أراه شاهق الارتفاع إلى هذا الحد؟!
مدرستي مدرسة الابتدائية كنت أراها نزهة وليست مدرسة فيها أنطلق وأتعرف على هذا وذاك...!
في حصة اللغة العربية أجلس مع زميلاتي ونتحدث، تلتفت المدرسة تجدنا نتحدث، تنقلني وتنقل الأخريات كعقاب بين الأولاد، لتجدني أتحدث معهم أيضا، تتوقف عن الشرح وتقول لي إلي أين أنقلك بعد..!
تعتقد أن وجودي بين الأولاد سيشعرني بالخجل؟!

 لا تدري أنني تربيت ونشأت وحيدة بين ثلاثة ذكور..!
وكل أصدقائي وجيراني هم ذكور بحكم علاقتهم بإخوتي ، تربينا سويا كبرنا معا، لعبنا معا في الشارع وقمنا بمغامرتنا معا...اجتزنا تحديات مرعبة سوياً..!!
أما صديقاتي فكن يجلسن بمنتهى الخجل كنت، أنظر إليهن بتعجب أن  لا داعي للخجل، أنهم مخلوقات مثلنا..
في مدرستي الابتدائية تعلمت الاعتماد على النفس والاستقلالية
علمت معنى أن يكون لديك حلم، أن تكون قائدا، رائدا للفصل، شخصية اجتماعية محبوبة وحاسمة.

 تقدم العون لرفيقات الدراسة ممن تواجهن صعوبات في الفهم،
حيث تم تكوين مجموعة  تقوية تطوعية من أوائل الطلبة، لمساعدة من يواجه صعوبة في التحصيل الدراسي، حيث كنا نقوم بشرح ما يتعذر فهمه لهم أثناء الفسحة.. خلال اليوم الدراسي..
تحت إشراف رائدة الفصل مدرسة اللغة العربية.

 التي كانت تحرص على  تكريمنا ومنحنا الهدايا أثناء الطابور في نهاية العام الدراسي لمجهودنا وسعينا طوال العام الدراسي. 
في مدرستي الابتدائية نمت بذرة القراءة داخلي.

 أتجول في مكتبة المدرسة وأقف أمام رفوفها وأتأمل الكتب وترقيمها الذي لا أفهمه إلى الآن..

 أتأمل العناوين الجذابة وأشعر بها.. تلامس قلبي وكأنها تناديني، تأخذني في رحلة بين ضفتي كل قصة وكل كتاب!.
يبدو أن القدر اختارني منذ الطفولة دون أن أعي أو استوعب، كل ما أذكره أنني كنت أشعر بسعادة وراحة وأنا في المكتبة المدرسية وبين الكتب. 

لا أخفي عليك أن هناك المزيد الذي أرغب في إخبارك عنه- خاص بالمدرسة وذكريات الدراسة وكل ما يتعلق بهذه المرحلة الهامة التي شكلت وجداني...!!!
أن يعود بي الزمن للوراء.. ربما كرست وقتا أكثر للمكتبة وكم أتمنى 

 لالتهمت المزيد من الكتب وقضيت المزيد من الوقت بها...
 حقاً .. أريد أن يعاد الزمن من جديد، بنفس الحياة، ربما أستطيع تغيير بعض الأشياء...!

أو لو شئت الدقة لصححت بعض الأشياء...
جنونية  أعترف...لكنها رغبة كل من أعرفه ويحبك مثلي..! رغبة  

عزيزي عمر خورشيد
قابلت صديقة الممر بعد فترة انقطاع طويلة لأسباب عدة
يمكنك أن تعتبره لقاء السحاب
أفتقدها كثيرا وكذلك هي تحدثنا تناقشنا ضحكنا وأنصت إليها جيدا من جديد لأكتشف أنها  أيقونة سعادة وشعلة نشاط وإيجابية رؤيتها تسر العين وتشرح القلب..
يا إلهي كم أود أن يجمعنا عمل ما، حتما سنحقق نجاحًا كبيرًا هي بايجابيتها وأنا بهدوئي الذي دوما تنتقده قائلة بعد عشر سنوات سأجدك كما أنت.. بنفس الابتسامة والهدوء...!
عزيزي عمر خورشيد
هناك أعزاء جمعتنا بهم الحياة ولا أندم على معرفتهم فهم كالهواء لا يمكن أن أعيش دونهم..
ربما سر تميز علاقتنا صعوبة لقائنا...!
رغم ذلك أعترف لك أن لهم مكانة خاصة في القلب..
لاأخفي عليك أحب مشاركتهم كل تفاصيل يومهم وحياتهم بكل همومها أتمنى ألا نفترق وألا تبتلعنا الحياة بدوامتها التي لا تنتهي...

 كما أتمنى أن أظل ذكرى جميلة ونادرة في قلوبهم.. 
عزيزي عمر ورشيد
لا يمكن أن أختم رسالتي دون أن أشكرك لأنك السبب في أشياء كثيرة ظننتها مستحيلة.. يكفي أنك جمعتنا أنا وكل من يحبك مثلي
لذا تذكر دوما أن الميدالية لا تزال في جيبي وجيب كل من يحبك مثلي.
بل إنها ستظل في جيوبنا إلي ما شاء الله
كن بخير 

وحتى نلتقي