رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المسافة صفر.. ما التحديات التي تواجهها القوات الإسرائيلية بعد عملية "شعفاط"؟ 

شعفاط
شعفاط

لا تزال القوات الإسرائيلية، تطارد منفذي عملية إطلاق نار الذي أسفرت عن مقتل الجندية نوعا لازار، ذات الـ18 عاماً، التي كانت تخدم عند حاجز عسكري في القدس الشرقية.

فيما تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد، "بتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء للعدالة"، وأضاف أن "الإرهاب لن ينتصر، نحن أقوياء رغم هذه الأمسية الصعبة"، ومن المقرر تشييع جنازة الجندية اليوم الاثنين.

تأتي عملية" شعفاط" كحلقة من سلسلة طويلة من الهجمات الفلسطينية والعمليات الإسرائيلية داخل الضفة الغربية في مخيم جنين، والتي تسمي في إسرائيل باسم "كاسر الأمواج"، فيما ترك الفيديو الذي يوثق العملية نقاط ضعف واضحة في عمل القوات الإسرائيلية وفتح الباب أمام جملة من التحديات.

عملية شعفاط

أصيبت الجندية وحارس أمن يبلغ من العمر 25 عاما بجروح حرجة مساء السبت الماضي، في هجوم إطلاق نار على حاجز شعفاط شمال القدس، حيث أطلقت النيران عليهم من سيارة مارة، بعد أن اجتاز منفذي العملية التفتيش وأطلقوا النار بشكل مفاجئ. وفي مقاطع الفيديو التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، شوهدت سيارة بيضاء من طراز تويوتا تصل إلى الحاجز وتطلق النيران ثم تهرب. 

تم نقل المصابين إلى مستشفى هداسا، حيث أصيبت الفتاة إصابة خطيرة، وأصيب أيضا الحارس بإصابة خطيرة ومصابة ثالثة وصفت إصابتها بالطفيفة، ولاحقاً تم الإعلان عن وفاة "نوعا".

أشارت الشرطة الإسرائيلية إلى أن "منفذ الهجوم فلسطيني يبلغ من العمر 22 عاما، اسمه عدي التميمي، ويعيش في القدس الشرقية"، وبحسب التحقيق، فهو لا ينتمي لأي منظمة وقام بالهجوم بناء على رغبته الشخصية ودون تحريض من أي فصيل فلسطيني، لكنه متورط في جرائم أسلحة.

وما زالت عمليات التفتيش والتمشيط العسكرية جارية خلف منفذي العملية، حيث تم القبض على أحدهم بعد أن دخلت القوات الإسرائيلية مخيم شعفاط وبلدة عناتا على ما أكدت مصادر فلسطينية. 

وقال قائد لواء القدس الإسرائيلي: “قبضنا على ”إرهابي" واحد ونعمل على الوصول إلى 3 آخرين معروفة هوياتهم ونأمل أن نضع أيدينا عليهم الليلة".

تحديات الهجوم

قالت صحيفة "هآرتس" إن الفيديو الذي وثق هجوم مسلح فلسطيني على حاجز شعفاط شمال القدس وإطلاق النار على الجنود، يظهر فشل القوات الإسرائيلية المتواجدة في المكان، حيث يظهر الفيديو أن مطلق النار الفلسطيني أصاب القوة من مسافة صفر وهرب منها، دون أن يصاب بأذى".

وأضافت هآرتس: “تشير تحقيقات الشرطة التي أجريت منذ الليلة الماضية إلى إخفاق في سلوك القوات الإسرائيلية في الموقع، وعلى رأسها عدم اليقظة”.

من ناحية أخرى، فإن الطريقة التي نُفذت بها الحادثة سببت حالة من الصدمة والجدل داخل إسرائيل، حيث جاء الهجوم بمثابة تذكير واضح بأن الهجمات يمكن أن تأتي في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن.

كما أثار توثيق الهجوم الذي قُتل فيه نوعا لازار تساؤلات جدية بشأن سير العمليات الإسرائيلية وتأمين المعابر، وكذلك نقاط الضعف الإسرائيلية في الميدان، وكذلك حول كفاءة الالتزام بالإجراءات التشغيلية والنظام والانضباط، في المعابر التي طالما شكلت هدفاً سهلاً للعمليات الفلسطينية.

أولى التحديات التي تواجهها إسرائيل عقب العملية، هي الفيديو الذي نشر ويوثق العملية، حيث يظهر أن نقطة التأمين كان يوجد بها حوالي 8 من الجنود الإسرائيليين، وعلى الرغم من ذلك يدخل المنفذ ويطلق النار ثم يخرج بسرعة أمام عيونهم، مع ارتباك واضح للقوة الإسرائيلية في المكان، التي لم يتحرك أحداً منها لملاحقة المنفذين.

السهولة التي نفذ بها المُنفذ الهجوم والسهولة التي هرب بها بأكملها مفاجئة تمامًا وتأخر المقاتلون في الرد على الحادث.

وفي ذات السياق، أصدر مراقب الدولة تقريرًا لاذعًا يحذر من أن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه مواصلة عملية عسكرية طويلة الأمد في الضفة الغربية بسبب نقص الدعم اللوجستي. في الوقت الذي يواجه فيه الجيش الإسرائيلي تحدي كبير في الجبهة الشمالية، فيما يخص التوتر حول حقل الغاز كاريش، والتهديدات من قبل حزب الله، والذي يمكن أن ينفجر مع أي سوء تقدير بسيط.